لا نزال أمام ظهور المسيح بعد القيامة للمؤمنين. فبعد أن تحدثنا عن الظهور لمريم المجدلية، والنساء الأخريات، ولبطرس، ولتلميذي عمواس، وأخيرًا للتلاميذ وليس معهم توما. نأتي للظهور السادس، في أول الأسبوع الثاني:
ظهور المسيح للتلاميذ ومعهم توما
«أَمَّا تُومَا، أَحَدُ الاثْنَيْ عَشَرَ، الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ، فَلَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ حِينَ جَاءَ يَسُوعُ. فَقَالَ لَهُ التَّلاَمِيذُ الآخَرُونَ قَدْ رَأَيْنَا الرَّبَّ!» فَقَالَ لَهُمْ: إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي أَثَرِ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ، لاَ أُومِنْ. وَبَعْدَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ كَانَ تَلاَمِيذُهُ أَيْضًا دَاخِلاً وَتُومَا مَعَهُمْ. فَجَاءَ يَسُوعُ وَالأَبْوَابُ مُغَلَّقَةٌ، وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ وَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكُمْ!». ثُمَّ قَالَ لتوما: «هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي، وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِنًا». أَجَابَ تُومَا وَقَالَ لَهُ: رَبِّي وَإِلهِي». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا» (يوحنا ٢٠: ٢٤- ٢٩).
أسبوع بلا أفراح:
أسبوع من الأفراح في قلب التلاميذ وهم يذهبون إلى توما وهم يقولون له إننا رأينا الرب وقال لنا كلامًا. أما هو فلم يصدق: فَقَالَ لَهُمْ: «إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي أَثَرِ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ، لاَ أُومِن» (يوحنا٢٠: ٢٥).
يُخرج من الأكِل أكلًا:
ما أجمل أن نرى في الرب نعمته وصلاحه، في المرة السادسة يظهر المسيح للتلاميذ خصيصًا ليزيل شك توما. وفي لحظة مجيدة يتحول المتشككون إلى مؤمنين ساجدين. وكل مؤمن بالمسيح، مثل توما يعترف به كربه وإلهه. ولا يفوتنا هنا ملاحظة أن كُتَّاب الأناجيل لم يذكروا أن المسيح ستُثقب يديه ورجليه، وتوما لم يكن معاينًا لمشاهد الصلب؛ فمن أين أتى بفكرة أثر المسامير؟ الأرجح أنه تذكر نبوة عن آلام المسيح في مزمور ٢٢: ١٦ «ثَقَبُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ.» وما أجمل ارتباط الكتاب المقدَس بعهديه القديم والجديد.
الظهور السابع
«بَعْدَ هذَا أَظْهَرَ أَيْضًا يَسُوعُ نَفْسَهُ لِلتَّلاَمِيذِ عَلَى بَحْرِ طَبَرِيَّةَ. ظَهَرَ هكَذَا: كَانَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ، وَتُومَا الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ، وَنَثَنَائِيلُ الَّذِي مِنْ قَانَا الْجَلِيلِ، وَابْنَا زَبْدِي، وَاثْنَانِ آخَرَانِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ مَعَ بَعْضِهِمْ. قَالَ لَهُمْ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: أَنَا أَذْهَبُ لأَتَصَيَّدَ. قَالُوا لَهُ: نَذْهَبُ نَحْنُ أَيْضًا مَعَكَ. فَخَرَجُوا وَدَخَلُوا السَّفِينَةَ لِلْوَقْتِ. وَفِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ لَمْ يُمْسِكُوا شَيْئًا...» (يوحنا ٢١: ١ - ٤).
الفشل الذي حل بهم:
كان عدد التلاميذ سبعة - عدد الكمال في خدمة المسيح - وهم: سمعان الذي أنكر، وتوما الذي شك، ونثنائيل الذي قال: «أمن الناصرة يمكن أن يكون شيء صالح؟» وابنا زبدي يوحنا ويعقوب، وغالبًا فيلبس وأندراوس (يوحنا ١)
المعجزة الوحيدة بعد القيامة:
خمس معجزات على البحر منها ثلاث معجزات أظهر المسيح سلطانه المطلق حتى على سمك البحر السالك في سبل المياه. فمن يكون هذا الذي له هذا السلطان على البحر والريح وسمك البحر سوى الله. وهو الرب الذي يأمر بصيد السمك في الصباح وأمر بعدم إمساكهم أي شيء في الليل «فَاعْلَمِي وَانْظُرِي أَنَّ تَرْكَكِ الرَّبَّ إِلهَكِ شَرٌّ وَمُرٌّ» (إرميا ٢: ١٩). وإن كان عمل شريف ليقتات منه لكن نسى قول الرب «فأقيموا في أورشليم حتى تلبسوا قوة من الأعالي». ونسى أيضًا قول السيد «سأجعلكما صيادي النفوس». وكثيرًا ما ننسى نحن أيضًا وعود الرب فنعول هم احتياجاتنا مما يقودنا لقرارات خاطئة.
نجاح وإرشاد إلهي:
هو الرب الذي نراه كراعي الخراف العظيم المقام من الأموات، والذي كما كان قبل الصليب يلاحظهم ويهتم بهم ويقدم العون في حينه، أيضًا بعد القيامة من الموت لأنه «هُوَ أَمْسًا وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَد» (عبرانيين ١٣: ٨). في ذلك الصباح يأتي شمس البر، فالمسيح على شاطئ البر والثبات والطمأنينة وهم في البحر تتقاذفهم الأمواج.
بدون الرب:
كان الرب قد قال لهم من أيام قليلة: «لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا» (يوحنا ١٥: ٣). هذا هذه المرة قال لهم الرب بطريقه عملية لا يمكن نسيانها.
الناموس والنعمة:
إن الناموس يجعل بطرس المعتمد على ذاته المتسرع يهرب من الرب، أما النعمة والحق فتجعله لا يهرب من الرب، بل لكي يسبق التلاميذ إلى يسوع.
مكافأة نهاية الخدمة!:
ماذا سيكون أمام كرسي المسيح والذي أوجد فينا المجال للخدمة والأشواق لها وفتح أمامها أبوابها وكللنا بنجاح أعمالنا ثم في النهاية يكافئنا عليها ويقول «قدموا من السمك الذي أمسكتم الآن»!!