في سلام


وُلد هوريشيو سبافورد Horatio Spafford في نيويورك سنة ١٨٢٨. انتقل إلى شيكاجو، وهناك تزوج آنّا مارسون، وعاشا في سعادة، حياةً مسيحية مكرَّسة للرب. زادت ثروته؛ إذ بالإضافة لكونه محاميًا شهيرًا استثمر في العقارات كثيرًا.

ويوم الأحد ٨ أكتوبر ١٨٧١ حدث حريق شيكاجو الشهير، الذي دمَّر ١٧ ألف بناية، وشَرِّد ٣٠٠ ألف شخص. وفيه فقد الرجل الجزء الأكبر من ممتلكاته. كما انهارت مصالحه التجارية بسبب مزيد من الانكماش الاقتصادي الذي حدث عام ١٨٧٣.

في نوفمبر ١٨٧٣، خطَّط سبافورد للسفر مع أسرته إلى أوروبا على ظهر السفينة الفرنسية فييل دو هافر Ville du Havre ليرافقوا مودي وسانكي في خدمة كرازية بإنجلترا. وفي اللحظات الأخيرة أضطُر لإرسال أسرته لتسبقه إلى هناك، حتى يتمكن من حل بعض مشاكل طرأت على ما تبقى من تجارته. فسافرت الأم مع البنات الأربع (تانيتا، ماجي، آن، بيثل) على ظهر السفينة إلى إنجلترا. وأثناء عبور المحيط الأطلسي غرقت السفينة إذ اصطدمت بسفينة إنجليزية!

فوجئ هوريشيو بتلغراف من زوجته تقول: "Saved alone, What shall I do?i" "نجوت وحدي، ماذا أفعل؟"

سافر الأب سريعًا ليرى زوجته المكلومة. في لحظة من الرحلة أخبره القبطان أن المكان الذي هم فيه الآن هو المكان الذي غرقت فيه بناته الأربع. في هذا المكان كتب كلمات ترنيمته الإنجليزية الشهيرة: It's well with my soul، إنني في سلام.

إن فاض من قلبي نبع السلام

أو سرت في وادي الآلام

فـصوتي يرنم بين الأنام

إنني دائما في سلام

في سلام في سلام

إنني دائماً في سلام

كانت الترنيمة وقصتها لأكثر من قرن من الزمان، ولا زالت، سبب تشجيع لمتألمين كثيرين إذ أضاءت لهم سلامًا من نوع خاص؛ سلام لا يتوقف على الظروف؛ إنه «سَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ» (فيلبي٤: ٤).