2002 57

يــد الــرب

Bookmark and Share

نواصل- صديقي القاريء- تأملنا في صفات أعظم إنسان عاش علي الأرض، بشهادة الله (متى3: 17)، والناس (يوحنا7: 46)، بل وحتي الشياطين- التي لها جولات وصولات مع الأنسان- تشهد عن قداسة المسيح (لوقا4: 34). والرب يسوع نفسه يشهد- وشهادته حق- أنه أعظم من الأنبياء ممثَّلين في سليمان (متى12: 41، 42). ودعنا في هذا العدد نتأمل في يد الرب.

يده القوية:

تظهر قوة وقدرة يده في ما عملته، بل وأبدعته. لقد عمل كل شيء حسناً؛ بدءاً من السماوات التي عملها بأصابع يديه (مزمور8: 3)، ثم الفَلَك الغير محدود بنجومه وكواكبه التي لا تُعَد والتي تخبرنا بعمل يديه (مزمور19: 1). بل لهاتين اليدين قدرة غير محدودة ضامنة وحافظة لهذا الكون (إشعياء40: 26).

يده الحانية:

مع بداية خدمة الرب الجهارية، ومن أول لمسة ليديه الحانيتين يلمس بهما إنسان أبرص - لم يكم لأحد أن يلمسه - لمسته يد الرب ليزيل من قلبه الشك في إرادة الرب في تطهيره، وليشعره بلمسة حنان حُرم منها لسنين طويلة (مرقس1: 41). وكل لمسات الرب للإنسان تقترن دائماً بالحنان. نقرأ هذا في معجزة إقامة ابن أرملة نايين «فلما رآها الرب تحنن... ثم تقدم ولمس النعش... فجلس الميت... فدفعه إلى أمه» (لوقا7: 13-15). وفي نهاية خدمة الرب نقرأ عن أعميين يصرخان طالبين الشفاء «فتحنن يسوع ولمس أعينهما فللوقت أبصرت أعينهما» (متى24: 20). ويا لها من صور نرى فيها كل البشرية؛ فالكل عميان، والكل أموات بالذنوب والخطايا. صديقي أنا وأنت من البشرية التي شوّهتها الخطية، وعلاجها في يد المسيح الحانية.

وقد تسأل لماذا يد المسيح فقط فيها الشفاء من كل داء؟ أقول؛ لأنها:

يده المثقوبة:

تأمل هذه اليد التي امتدت لشفاء السقماء وإشباع الجياع. تمتد عليها يد الإنسان لتوثقها بالحبال، وتثقبها بالمسامير بكل وحشية. هل هذا جزاء الإحسان والمحبة والخير؟ نقول: هذا هو الإنسان. وقد تسأل عزيزي القارئ: إن كان لهاتين اليدين المثقوبتين من القوة والقدرة ما لا يُحَد، فأين قوتهما عند الصليب؟ لماذا لم يُبِد الأعداء ويقضي عليهم وينجو من وحشيتهم؟ نقول إن المسيح هنا بإرادته جاء للصليب ليعمل عملاً عظيماً، ليس كعمل الخليقة الأولى التي كوَّنتها يداه؛ بل خليقة جديدة أسمى وأعظم، مؤسَّسة على الدماء التي سالت من يديه.

يده الحافظة:

لكل من احتمى في الدم المسفوك حِفظ وحماية إلهية أبدية. فالمؤمن أصبح واحداً من خراف المسيح ومكانه أصبح في يد المسيح «وأنا أعطيها (أي الخراف) حياة أبدية، ولن تهلك إلى الأبد، ولا يخطفها أحد من يدي» (يوحنا10: 28). وسؤالي هنا لمن يتشكك في ضمان المؤمن الأبدي ولمن ينادون بإمكانية هلاك المؤمن. مَنْ مِنَ الناس، أو الشياطين، له القوة والقدرة أن يفتح يد المسيح ويخطف أحد خرافه من يده لإهلاكه؟ وهل مَنْ وضعني في يده وأعطاني الوعد «لن تهلك» قد انخدع فيَّ عندما قَبِلني، فعندما أسقط في الخطية يعود ويكذب في وعده ويندم على ما أعطاني؟؟ (اقرأ عدد23: 19). فإن حدث وهلك أحد المؤمنين - مهما كانت الأسباب - فاللوم يقع على المسيح الذي لم يستطيع حفظ وضمان مَن هُم في يده، وحاشا وألف حاشا له. صديقي المؤمن الحقيقي بالرب يسوع: إن كان العدو، أو من يعملون لحسابه، قد أدخل إلى قلبك الشك والريب بسبب تعاليم كاذبة؛ فثق في يد الرب الضامنة لوصولك المجد، بل ثق أنك أنت الآن جالس في السماء (أفسس2: 6).

يده القاضية:

قال الرب مرة «مَدَدتُ يدي وليس مَنْ يُبالي» (أمثال1: 24)، وأيضاً «بَسطتُ يديَّ طول النهار إلى شعب متمرد سائر في طريق غير صالح وراء أفكاره» (إشعياء65: 2). إن هاتين اليدين الممدودتين والمبسوطتين لبركة كل إنسان، سيأتي يوم قريب فيه تمتدان على كل الرافضين وغير المبالين والمؤجِّلين بالقضاء والدينونة ويا ويلهم يومئذ.

 أذكر لك لمحة قضاء على ملك عظيم، اسمه بيلشاصر، رأى في يومه، ليس كل اليد، بل أصابع اليد وهي تكتب على الحائط عن نهاية مملكته. فماذا حدث للملك؟ «تغيّرت هيئة الملك... انحلت خرز حقويه... صرخ بشدة... فزع جداً» (اقرأ دانيآل5)

صديقي القارئ:

تعال الآن احتمِ في اليد المثقوبة والممدودة لك لتنقذك وتخلِّصك، قبل أن تمتد عليك ذات اليد للقضاء للقضاء، ويومها لا منقذ ولا مخلِّص منها.

اقرأ قول الرب «أنا أُميت وأُحيي، سَحَقْتَ وإني أَشفي، وليس مِن يديَّ مُخلِّص» (تثنية32: 39) وأيضاً «أنا الرب وليس غيري مخلِّص (الآن)... أنا هو ولا منقذ من يدي (في يوم القضاء)» (إشعياء43: 11-13).

معين بشير
 

الصفحة الرئيسية - إتصل بنا - نبذة عن المجلة

كتّاب المجلة - أعداد نحو الهدف السابقةصفحة البحث

©2010 Nahwal Hadaf