2009 98

أرقام مثيرة

Bookmark and Share

أرقام مثيرة عرضها أحد الباحثين أمام مؤتمر عُقد بمكتبة الإسكندرية حيث ذكر أن المصريين يدفعون عن طيب خاطر مع طلعة كل صباح 62 مليون جنيه منها 22 مليونًا يحرقها 2 مليون مدخن و40 مليون جنيه أخرى تسري في عروق شيكات التليفونات الأرضية والهوائية، يضعها 42 مليون مشترك في خزائن شركات الاتصالات.

 ولنا أن نتساءل ما هذا الانفاق الجنوني؟  ما هذا الإسراف في الكلام والدخان؟  ما هو موقفنا كمؤمنين بما يعطيه الرب لنا من أموال؟  تعالوا بنا لنعرف بعض الأمور المهمة جدًا في هذا الأمر.

(1)  أنت لستُ مالكًا لكنك وكيلًُ:

فالوكيل هو شخص يدير ممتلكات شخص آخر، ولا بد أن يُسأل لكي يُعرف هل هو أمين أم لا، وكلمة الله تعلن بوضوح أننا لسنا مالكين لشيء لكن الرب هو مالك الكل، وهذا ما بارك به داود الرب قائلاً: «لك يا رب العظمة والجبروت والجلال والبهاء والمجد، لأن لك كل ما في السماء والأرض، لك يا رب الملك، وقد ارتفعت رأسًا على الجميع.  والغنى والكرامة من لدنك، وأنت تتسلط على الجميع، وبيدك القوة والجبروت، وبيدك تعظيم وتشديد الجميع» (1أخبار29: 11، 12).  وهناك آيات أخرى ترينا أن الرب يملك كل شيء: «هوذا للرب إلهك السماوات وسماء السماوات والأرض وكل ما فيها» (تثنية10: 14).  وأيضًا: «للرب الأرض وملؤها.  المسكونة وكل الساكنين فيها» (مزمور24: 1).  فهو مالك الأرض «والأرض لا تباع بتة لأن لي الأرض» (لاويين25: 23) والرب هو مالك المعادن الثمينة «لي الفضة ولي الذهب يقول رب الجنود» (حجي2: 8) وهو له كل الحيوانات والبهائم «لأن لي حيوان الوعر والبهائم على الجبال الألوف...  لي المسكونة وملأها» (مزمور50: 10-12).

أن الرب هو خالق كل شيء وله كل شيء!  لنكون حذرين من استخدامنا لضمير المتكلم ونطلب من الرب أن يعطينا حكمة لكي نعرف أن ندير أعماله التي يعطينا أن نديرها، عالمين أنه سيأتي اليوم الذي فيه سوف نسمع من الرب هذا القول: «اعطِ حساب وكالتك» (لوقا16: 2) حقًا قال الرسول بولس: «لأننا لم ندخل العالم بشيء، وواضح أننا لا نقدر أن نخرج منه بشيء» (1تيموثاوس6: 7).

(2)  الأمانة في الأشياء الصغيرة والقليلة:

وهذا ما أعلنه الرب بوضوح إذ قال: «الأمين في القليل أمين أيضًا في الكثير والظالم في القليل ظالم أيضًا في الكثير» (لوقا16: 10) قال المرسل المعروف هدسون تيلور: "الأشياء الصغيرة هي أشياء صغيرة، لكن الأمانة في الأشياء الصغيرة هي أمر كبير جدًا".

والآن تعالوا بنا لنعرف كيف كان يعيش هدسون تيلور: فلقد نبهه والده من أنه يجب أن يدفع باكورة دخله لعمل الرب وكذلك جزء مناسبًا من إيراده، وعزم على ذلك بعد أن درس هذا الموضوع من الكتاب المقدس، وكان دخله من عمله يغطي بالكاد نفقات طعامه وسكنه مع قريب له.  ولكنه بعد الصلاة وطلب إرشاد الرب له، رأى أن يتخلى عن سكنه المريح، واستأجر لنفسه غرفة في ضاحية، على أن يجهز طعامه بنفسه، وهكذا توفرت معه الماديات التي كان ينفقها على المحتاجين، بل أنه كان دائمًا يفتش بيته فيوزع الأشياء الزائدة عنده، فكانت كل الأشياء تقل عنده، لكن ما زاد عنده هو فيض البركات الروحية والأفراح العميقة.

تعالوا نسمعه يقول: بدأت أوفر واقتصد كي اتمكن من مساعدة الناس الذين أعيش بينهم، وقد اكتشفت أني قادر على المعيشة بدون الكثير مما كنت أنفقه، فقد وجد أن اللبن والزبد من الكماليات وعشت على الخبز مع تشكيلة بسيطة من أطعمة رخيصة، فتوفر عندي ثلثا دخلي وتمكنت من إنفاقه على خدمة الإنجيل.

(3) لا تكن مسرفًا ولا متلفًا:

فالجاهل يتلف ما معه سواء في الدخان أو الكلام لكن الحكيم يعمل باجتهاد هادئ في خوف الله وينفق بحكمة ولياقة أما الجاهل فعن طريق الجهل والإسراف لا يعمل حسابًا لأمور الله وهذا ما قاله الحكيم في أمثال21: 20 «كنز مشتهى وزيت في بيت الحكيم، أما الرجل الجاهل فيتلفه».

- المسرف كالمتراخي في عمله، والأول يضيع مقتنايته والثاني يضيع وقته وكلاهما إلى الفقر وهذا ما قاله الحكيم: «أيضًا المتراخي في عمله هو أخو المسرف» (أمثال18: 9).

- السكير مثل المسرف كلاهما له قلب لم تسيطر الحكمة عليه أما المسيحي الحقيقي فعليه أن يكون صاحيًا متعقلاً ومعتدلاً في كل شيء هذا ما قاله الحكيم في سفر الأمثال23: 21 «لأن السكير والمسرف يفتقران».

- ليس للمسيحي الحقيقي أن يصاحب المسرفين، فكم يخجل أباء من أبنائهم عندما يصادقون مسرفين!  وكم يفرح حقًا أب يجد ابنه وقد تعلم الأمانة غير مصاحب المسرفين، وكم يفرح أب عندما يرجع إليه ابنه الضال المسكين بعدما ضيع الكثير مع أصحاب مسرفين، وهذا ما يذكره لنا الحكيم في أمثال28: 7 «الحافظ الشريعة هو ابن فهيم وصاحب المسرفين - يخجل أباه».

(4) اصنع أصدقاء بمال الظلم:

نعم فالمال الذي بين أيدينا يسمى مال الظلم، فتوزيعه ظالم، فكثيرًا ما يُجمع ويوزع بالظلم، وكثيرًا ما يستخدم في الشر، وبه يخطئ الناس إلى الله وإلى أولاده، وقد يتم تحصيله بطرق لا تحتمل نار الإمتحان، والبعض يعبدونه فيهلكون، والحقيقة أننا لو طلبنا من قطعة عملة معدنية أو ورقة نقدية أن تحكي تاريخ حياتها لسمعنا منها العجب العجاب!

وأوصانا الرب يسوع في لوقا16: 9 أن نصنع لنا أصدقاء بمال الظلم أي أننا يجب أن نُسخر ما عندنا من أموال أو سائر الأشياء لربح نفوس للمسيح وبالتالي نُكون صداقات تبقى معنا طوال الأبدية، فيمكننا شراء كتب مقدسة وكتب روحية ونبذ تبشرية ونصل بها لنفوس الناس، وبذلك نحول ما هو مؤقت ومادي ليصبح روحيًا وأبديًا.
وديع هلال
 

الصفحة الرئيسية - إتصل بنا - نبذة عن المجلة

كتّاب المجلة - أعداد نحو الهدف السابقةصفحة البحث

©2010 Nahwal Hadaf