2001 50

إسأل البهائم فتعلمك - و يحدثك سمك البحر

Bookmark and Share

المواشي و سمك البحر

يا لها من عظمة إلهية وقدرة  عجيبة تلك التي تحيط بنا في كل شيء من خليقة الله: حيوانات وطيور وأسماك لا نعرف عنها سوى القليل.

وموضوع حديثنا الآن عن حساسيات خاصة عظيمة زود بها الله هذه الكائنات.

هل تتذكر أخي الزلزال العنيف الذي هز بلادنا سنة1992، وأصيب فيه البشر بالذعر الشديد، ومُنيت البلاد بخسائر الجسيمة، ذلك لأن الزلزال لم يكن متوقعًا بل حدث مفاجئًا للبشر.  لكن هذا الزلزال لم يكن مفاجئًا للحيوانات والمواشي، فلقد أدركت هذا الخطر القادم قبل حدوثه.  هكذا صرّحت الهيئات العلمية بأن الحيوانات كان عندها إحساس مسبق قبل وقوع الزلزال، فكانت في حالة هيجان شديد تضرب الأرض بأرجلها بشدة وتصدر أصواتًا عالية جدًا، إذ استشعرت خطرًا يهدد حياتها.  ألا تتفق معي عزيزي أنها أسرار وحساسيات عظيمة أعطاها الله لهذه المخلوقات غير العاقلة؟  وهل تعلم أن الكتاب تكلم عن هذا الأمر أيضًا في أقدم أسفار الكتاب المقدس حين يقول في سفر أيوب «يخبر به رعده المواشي أيضًا بصعوده» (أي 36: 33)؟!

وليست المواشي فقط، بل يحدثنا سمك البحر أيضًا.  إنك تندهش معي عندما تعلم أن سمك البحر عنده أقوى جهاز إنذار مبكر، ليس كأجهزة البشر التي يصرف عليها الملايين، ربما دون فائدة.  فقد نُشر في صحيفة "يوميوري" اليابانية هذا النبأ: إن ما أخفق فيه نظام الإنذار المبكر بالزلازل في اليابان، بشأن توقع الهزة الأرضية التي أصابت طوكيو في أول التسعينات في القرن الماضي، والذي أنفقت عليها الحكومة ما يقرب من 50 مليون دولار، قد نجح فيه "هاتشيا" من خلال تتبع مسار سمكة زينة صغيرة طولها 8 سم.  فلقد سلكت هذه السمكة نفس السلوك والتصرف الذي لجأت إليه عندما وقع زلزال شرقي العاصمة في مارس 1989.

والآن قارئي إن كانت المواشي والأسماك، التي توجد اليوم ولا تكون غدًا وليس لها خلود، لها أجهزة إنذار إلهية عظيمة، تشعر بالخطر القادم الذي يهدد حياتها فتنزعج؛ ألا تشعر أنت بخطر الدينونة المقبل حتمًا على كل الذين لم يحتموا في دم المصلوب؟  أ لم يضع فيك الله الكثير من أجهزة الإنذار؟  حتى متى تقسّي قلبك وتضع وسادة ليستريح عليها ضميرك ولا تعود تسمع لصوت الخالق العظيم والفادي الكريم الذي يحدِّثك من خلال أبسط مخلوقاته؟
تعالَ إنه يحبك واسمع لكل انذاراته التي تملأ الكتاب المقدس.

مكارم مصري
 

الصفحة الرئيسية - إتصل بنا - نبذة عن المجلة

كتّاب المجلة - أعداد نحو الهدف السابقةصفحة البحث

©2010 Nahwal Hadaf