2007 84

هؤلاء هلكوا فلا تهلك أنت

Bookmark and Share

إن كان كتابنا المقدس يقدِّم لنا الكثيرين الذين نالوا حياة أبدية بإيمانهم بالرب يسوع؛ لكنه أيضًا يقدِّم نوعيات أخرى هلكت إلى الأبد، ويشرح لنا الأسباب.  ولأن كل ما كُتب هو لأجل تعليمنا وتحذيرنا؛ فإليك نوعية من الناس هلكت، لكي نتحذر نحن.. 

الوالي الروماني الذي كان يحكم اليهودية من سنة 26م إلى 36م تقريبًا، ويلقَّب بالبنطي لأنه من “بنتس”.  كان شخصًا قاسيًا، خلط دماء بعض مقدّمي الذبائح بالهيكل بدماء ذبائحهم (لوقا13: 1).  وهو الذي حكم على الرب يسوع بالموت صلبًا رغم علمه ببراءته.  وقد عُزل من منصبه ونُفيَ في نهاية حياته إلى بلاد الغال (فرنسا) وبعض المصادر التاريخية تقول إنه مات منتحرًا، نظير يهوذا الخائن.

وإليك أسباب ضياعه وهلاكه:

1- يريد فقط إرضاء الناس

يقول عنه الكتاب «كان يريد أن يعمل للجمع ما يرضيهم» (مرقس15: 15)، كما يقول عنه «وأسلم يسوع لمشيئتهم» (لوقا 23: 25).  وغالبًا ما يكون إرضاء الناس على حساب الله..  عزيزي، لا تَبِع الرب يسوع ومصيرك الأبدي لأجل إرضاء الناس وعمل ما يريدوه «لو كنت بعد أرضي الناس لم أكن عبدًا للمسيح» (غلاطية1: 10).

2- يعرف الحقيقة ويعمل ضدها

فقد «علم أنهم أسلموه حَسَدًا» (متى27: 18)، كما أكَّد أنه لم يجد عِلَّة في المسيح (لوقا23: 4، 14)؛ ورغم كل هذا أمرَ بصلبه!!  

عزيزي.. هل لديك معرفة وعلم بأن شخص المسيح هو المخلِّص العظيم، ورغم ذلك تُصِرّ أن تحيا بعيدًا عنه إرضاءً لشهواتك؟!  ليت هذه المعرفة تقودك للتمسك بالمسيح بكل القلب.

3- يسأل ولا يسمع

سأل بيلاطس الرب يسوع: «ما هو الحق؟» (يوحنا18: 38)؛ لكنه لم ينتظر الإجابة، وخرج!  خرج دون رجوع!  

عزيزي.. هل تشعر بحيرة ولا تجد أين الطريق للراحة وخلاص نفسك؟  تعالَ للمسيح، فهو يعلِّمك ويرشدك.  قال أساف مختبرًا: «برأيك تهديني، وبعد إلى مجدٍ تأخذني» (مزمور73: 24).

4- يتأثّر ولا يتوب

حينما سمع عن المسيح أنه ابن الله «ازداد خوفًا» (يوحنا19: 8)؛ لكن ماذا فعل بعد ما تأثر؟!  أمر بصلبه!!  

وكم من أناس يسمعون كلمة الله ويتأثرون، وقد يبكون؛ لكنهم سرعان ما ينسون.  لكن ما أجمل ما فعلته المرأة الخاطئة: بَكَت عند رجلي المسيح بتوبة صادقة؛ فغُفِرَت خطاياها في الحال.

5- أحب المنصب والكرسي أكثر من الله

قال له اليهود «إن أطلقت هذا (المسيح) فلست محبًّا لقيصر» (يوحنا19: 12)، وكان في هذا تهديد بفقد منصبه ومركزه العالمي.  فقرّر أن يُخرج يسوع، ويجلس على كرسي الولاية.  فضاع منه المنصب الوقتي والنصيب الأبدي!!  و«ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟» (متى16: 26).

عزيزي.. هل يعطِّلك خوفك على مركزك الأرضي عن قبول المسيح مخلِّصًا وربًّا على حياتك؟!  ليتك لا تفعل كبيلاطس، بل لتكن مثل بولس الذي قال «...المسيح يسوع ربي، الذي من أجله خسرت كل الأشياء، وأنا أحسبها نفاية لكي أربح المسيح» (فيلبي3: 8).

6- يخدِّر ضميره

عندما اقتنع أن المسيح بريء، وجاءت رسالة زوجته تقول «إياك وذلك البار» (متى27: 19)، وإذ شعر بهياج ضميره؛ أراد أن يخمده، فأخذ ماءً وغسل يديه قائلاً «إني بريء من دم هذا البار» (متى27: 24)!  ثم، ويا للعجب، أمر بصلبه!!  

عزيزي.. إن كان ضميرك مُتعَبًا بثقل خطاياك، لا تحاول تخديره، بل احتمِ في دم المسيح الذي «يطهِّر ضمائركم» (عبرانيين9: 14) ويعطي سلامًا مع الله بربنا يسوع المسيح.

أرجوك.. لا تفعل كبيلاطس.

 

إيليا كيرلس
 

الصفحة الرئيسية - إتصل بنا - نبذة عن المجلة

كتّاب المجلة - أعداد نحو الهدف السابقةصفحة البحث

©2010 Nahwal Hadaf