2002 56

للأغبياء فقط

Bookmark and Share

هذا المقال لا يهمك إن كنت من الأذكياء

”هل تعرف عدد العبارات التي نطق بها المسيح من فوق الصليب؟ كم عبارة من هذه العبارات يمكنك أن تتذكرها؟ هل يمكنك ترتيب تلك العبارات؟

إن عبارته السادسة من فوق الصليب هي: «قد أُكمل» ولقد أتى المسيح إلى العالم لكي يطلب ويخلِّص ما قد هلك. وبدون تجسده وموته على الصليب لما أمكن لإنسان واحد أن يخلص. ولقد أكمل المسيح من فوق الصليب عمل الفداء. وبشارة النعمة العجيبة الموجهة لكل إنسان على الأرض هي: «تعالوا لأن كل شيء قد أُعِدّ» (لوقا14: 17).

يُحكى أن صاحب مزرعة مؤمن، كان له صديق يعمل نجاراً، وكان صاحب المزرعة يتكلم كثيراً مع صديقه، راغباً أن يقوده إلى الخلاص بالرب يسوع، وأن يُقنعه بكفاية عمل المسيح في خلاص النفس. ولكن صديقه، الذي ما كان يعرف شيئاً عن إنجيل الله العجيب، ما كان ليقتنع أبداً، بل كان يعتقد أنه يجب أن يضيف إلى عمل المسيح على الصليب شيئاً من الممارسات الدينية وبعض الأعمال الخيرية، ليُقبل عند الله، وإلا فإنه لا يمكنه أن يخلص بالإيمان بعمل المسيح دون سواه.

مرت الأيام، حتى جاء يوم فيه طلب صاحب المزرعة من صديقه النجار عمل بوابة خشبة كبيرة لمزرعته. ولكونه صديقه فقد عمل النجار بوابة رائعة أظهر فيها كل مهارته وفنه. وبعد أن أكمل صنعها حملها على عربة وذهب بها لكي يقوم بتركيبها بنفسه في موضعها. غير أن صاحب المزرعة بعد أن أثنى على الرجل في صنعها قال إنه يرى أن يضيف بعض الإضافات من عنده لتحسين البوابة، وهنا خشي النجار أن يشوِّه صديقه تلك البوابة، إن أراد أن يجري أية إضافة إليها. لكن صاحب المزرعة أسرع إلى الشاكوش والإزميل، وبدأ يجري ما رآه أفضل. فصرخ النجار في صديقه بفزع: احذر فأنت ستتلف عملي الذي بذلت فيه كل جهدي وأظهرت فيه روعة فني. وهنا قال له صاحب المزرعة: صديقي ألم أحاول مراراً معك ألا تضيف شيئاً إلى عمل المسيح الكامل على الصليب، بل أن تقبل ببساطة الإيمان عطيته العظمى لك، وإلا فأنت ستشوه جمال نعمته.

تذكّرت قصة هذين الصديقين وأنا أقرأ الرسالة إلى غلاطية، والتي فيها حذّر الرسول بولس المؤمنين هناك من المعلمين الكذبة الذين قالوا لهم إن عمل المسيح عظيم، لكن بدون أن يضيفوا إليه ممارسات الناموس وخلافه فإنهم لن يخلصوا. اقرأ يا صديقي هذه الرسالة، ولاحظ افتتاحية الأصحاح الثالث منها: «أيها الغلاطيون الأغبياء من رَقَاكم حتى لا تذعنوا (أي تخضعوا) للحق، أنتم الذين رُسِم أمام عيونكم يسوع المسيح مصلوباً. أ بعدما ابتدأتم بالروح، تكملون الآن بالجسد؟»

والآن صديقي العزيز، بعد أن تقرأ هذه الرسالة، أجب على هذا السؤال: هل صليب المسيح وحده يكفي للتائب المؤمن؟ أم أنه يجب أن يعمل أي شيء لكي يُقبَل به عند الله؟

يوسف رياض
 

الصفحة الرئيسية - إتصل بنا - نبذة عن المجلة

كتّاب المجلة - أعداد نحو الهدف السابقةصفحة البحث

©2010 Nahwal Hadaf