2003 63

المواصفات العامة لخطة الله

Bookmark and Share

ونحن نبحث عن خطة الله في حياتنا وعن قصده الصالح من جهتنا، دعونا نعرف الإطار العام والمواصفات العامة لهذه الخطة؛ وهي على النحو التالي:

  1. هذه الخطة لا تتعارض مع العقل والمنطق والتكوين النفسي والميول الطبيعية. ولكن ليس بالضرورة أن تتطابق معها. والذي رسم هذه الخطة هو الذي صنعني بهذا التكوين، وسيعطيني التقبّل والرضا لما حدده لي من نصيب وخط سير في الحياة. ولا يمكن أن تكون شيئًا يستحيل التعايش معه.
  2. هذه الخطة«صالحة» وليست سهلة، «مرضية» لي وليس بالضرورة للآخرين الذين حولي. وعلى كل مؤمن أو مؤمنة أن يتعامل مع الرب مباشرة ولا يرتبك بآراء الآخرين.
  3. هذه الخطة تهدف إلى النجاح الروحي أولاً، ثم النجاح الزمني. والنتائج ليست دائمًا سريعة.
  4. هذه الخطة لا يمكن أن تتعارض مع المبادئ العامة المعلَنة في كلمة الله. والله لن يقول لي شيئًا خاصًا عكس ما سبق وأعلنه في كلمته. فالله لا يتغير ومبادئ الله لا تتغير مهما تغيرت الظروف واختلفت الأجيال.
  5. الوصول إلى هذه الخطة قد يكون عبر طُرق صعبة ومؤلمة في بعض الأجزاء. وعليَّ أن أخضع وأصبر للنهاية. فشعب الرب، في العهد القديم، الذين أخرجهم من أرض مصر ليدخلهم أرض كنعان، كانوا يسيرون في البرية وينقادون بواسطة عمود السحاب نهارًا وليلاً. كان القصد النهائي صالحًا وهو أن يعطيهم الأرض التي تفيض لبنًا وعسلاً. ولكنهم في طريق الوصول إلى ذلك، وهم يسيرون وراء السحابة، جاءوا إلى «برية شور» ولم يجدوا ماء، وجاءوا إلى «مارة» وكانت المياه مُرّة، وجاءوا إلى «برية سين» وكانت مليئة بالأشواك، وإلى «رفيديم» ولم يجدوا ماء مرة أخرى، وهناك واجهوا عدوًا يقاومهم اسمه «عماليق». وبصفة عامة كانت البرية صعبة ومؤلمة ولا يوجد فيها مصادر للفرح والإنعاش، بل كان فيها حيّات محرقة وعقارب وعطش. وبالطبع لم تخلُ تمامًا مما ينعش ويجدد الطاقة، مثلما وجدوا في «إيليم»، حيث وجدوا هناك سبعين نخلة واثني عشر ينبوعًا. لكن هذه المحطات لم تكن كثيرة في الرحلة. وعندما واجهوا المتاعب لم يكن هذا بسبب أنهم أخطأوا الطريق، ولكن ذلك كان في المسار الصحيح حسب قيادة السحابة. إنها أجزاء مرحلية في الخطة الإلهية. وعلينا أن نرضى ونصبر للنهاية، وسنكتشف أخيرًا صلاح أفكار إلهنا وحكمته الرائعة التي لم نفهمها.
  6. الله لا يعطينا تفصيلات هذه الخطة دفعة واحدة، وإنما يعطينا جزئيات محددة قصيرة المدى تباعًا، وعندما نطيع يعطينا الجزئية التالية. هذا ما حدث مع شاول الطرسوسي في أول لقاء له مع الرب. عندما قال: «يا رب ماذا تريد أن أفعل؟» أي “ما هي خطتك لحياتي؟” لم يعطه الرب تفاصيل الخطة، بل قال له: «قم ادخل المدينة، وهناك يُقال لك ماذا ينبغي أن تفعل» (أعمال9). الله يريدنا أن نتعلق به يومًا فيومًا، وتظل عيوننا مرفوعة، إليه ونسأله كل يوم: «ماذا تريد أن نفعل اليوم؟»، لكي لا نستقل عنه بل نلتصق به ونتكل عليه.
  7. الله يعطينا النور الواضح بمشيئته لكنه لا يجبرنا على تنفيذ هذه الخطة والمشيئة. إنه يقودنا عن طريق الخضوع لصوته وهمساته في داخلنا والانطباعات التي يتركها في أعماقنا. هذه القيادة ليست قيادة بصير لأعمى، وإنما بصير لبصير، والمطلوب هو تدريب الإرادة لقبول إرادته، حتى لو كانت عكس رغباتي الشخصية. وفي كثير من الأحيان يظل المؤمن في صراع مرير بين إرادته ورغباته من ناحية وإرادة الله بحسب النور الذي وصل إليه من الناحية الأخرى. حتى يصل إلى قناعة وتسليم وقبول وخضوع لإرادة الله. (يتبع)
محب نصيف
 

الصفحة الرئيسية - إتصل بنا - نبذة عن المجلة

كتّاب المجلة - أعداد نحو الهدف السابقةصفحة البحث

©2010 Nahwal Hadaf