2014 129

أنت مختلف

Bookmark and Share
إنك تكون مختلف..

يا ترى دي حاجة إيجابية ولا سلبية؟ مقبولة ولا مرفوضة؟

طبعًا ما نقدرش نقول الاختلاف سلبي ولا إيجابي إلا لما نعرف الأول نوع الاختلاف. يعني مثلاً لو بتشوف مباراة لكرة القدم، وكالعادة نزل الفريق الملعب، وسط ترحيب وهتافات الجماهير، وفجأة لقيت واحد من الفريق لابس بنطلون وقميص وكرافته ونازل الملعب علشان يكون مميَّز ومختلف!! إيه رأيك؟ هل دا إختلاف إيجابي ولا خروج عن قواعد اللعبة؟

إذًا مش كل اختلاف بيكون إيجابي، ومش كل تغيير بيكون صحيح.

لكن السؤال: لو أنا عاوز أكون مختلف ومتميز. دي حاجة غلط ولا صح؟ الإجابة بكل بساطة ووضوح؛ الاختلاف والتميُّز دي حاجة صحيحة وصحية جدًا؛ لأن ربنا خلق كل واحد فينا مختلف ومتميّز عن الآخرين. يعني ربنا عاوزك مختلف.

علشان كدا بتلاقي جواك دايمًا احتياج إنك تكون مختلف. وبتفرح لما تلاقي نفسك مميَّز في حاجة معينه، وأكيد بتحب تسمع من أصحابك الحاجات الإيجابية اللي بتميزك. بس المشكلة مش إنك تكون مختلف. المشكلة الحقيقية في شكل الاختلاف اللي بتدوَّر عليه. يعني فيه واحد لما يلبس تي شيرت عليه رسومات غريبة، أو يعمل تسريحة شعر غريبة، بيفتكر إنه كدا أصبح مميَّز ومختلف!! وفيه واحده تفتكر إن الاختلاف معناه الخروج عن القواعد وكسر القوانين وعدم احترام المبادئ!

للأسف، مش هو دا التميز. ولا هو دا الاختلاف اللي عاوزه ربنا ليك.

يبقى إحنا محتاجين نعرف أكتر عن الاختلاف الإيجابي، والتميّز اللي ربنا عاوزني أكون عليه، وتعالوا نفكر مع بعض في الموضوع.

مختلف في الفكر

الكتاب المقدس بيقول لنا: «وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ» (رومية12: 2). يعني كونوا مختلفين في أفكاركم عن باقي الناس، لو كل اللي حواليك بيفكروا في الخطية والشر والنجاسة، خليك مختلف.

لو كل أصحابك مشغولين طول الوقت في حاجات مش بتفيدهم، ومش بتخليهم ينمو في معرفة ربنا، خليك مختلف.

لو كل اللي معاك في المدرسة بيفكَّروا بطريقة سلبية في ربنا ومحبته وحنانه، قرّب أنت من ربنا أكتر، وخليك مختلف.

لو ناس كتير من الشباب بيتباهوا إنهم ملحدين، ومش مؤمنين بوجود الله، قرَّر إنك تدرس الكتاب المقدس، وخليك مختلف.

خليك دايمًا مختلف في الحاجات الإيجابية، ما تخليش اللي حواليك يحرّكوا أفكارك وقناعاتك وإيمانك ويخدعوك بإنها موضة منتشرة وسط الشباب، وأفكار جديدة ها تخليك مختلف. الاختلاف الحقيقي إنك تفتِّش عن الصح وتعيش بيه ودا اللي ها يخليك متميِّز عن كل اللي حواليك.

مختلف في السلوك

شباب كتير في الكتاب المقدس قرَّروا إنهم يكونوا مختلفين، وظهر اختلافهم عن باقي الناس في سلوكهم وتصرفاتهم، ودي الحاجة اللي كانت بتميزهم. ولولا قرارهم إنهم يعيشوا مختلفين، يمكن ما كناش ها نعرف عنهم حاجة.

دانيآل قرر إنه يكون مختلف، «أَمَّا دَانِيآلُ فَجَعَلَ فِي قَلْبِهِ أَنَّهُ لاَ يَتَنَجَّسُ بِأَطَايِبِ الْمَلِكِ وَلاَ بِخَمْرِ مَشْرُوبِهِ، فَطَلَبَ مِنْ رَئِيسِ الْخِصْيَانِ أَنْ لاَ يَتَنَجَّسَ» (دانيال1: 8). ويوسف رفض الخطية وقرر إنه يكون مختلف عن كل الشباب اللي في سنه. علشان كدا استمر يوسف ناجح؛ علشان كان مختلف «وَكَانَ الرَّبُّ مَعَ يُوسُفَ فَكَانَ رَجُلاً نَاجِحًا» (تكوين39: 2). وموسى قرَّر إنه يكون مختلف ورفض كل غنى مصر، وكل السلطة والسلطان اللي كان فيه في قصر فرعون، قرر يعيش الحياة الصح، حتى لو متعبة. وربنا خلاه واحد من أعظم القادة في كل التاريخ. «بِالإِيمَانِ مُوسَى لَمَّا كَبِرَ أَبَى أَنْ يُدْعَى ابْنَ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ، مُفَضِّلاً بِالأَحْرَى أَنْ يُذَلَّ مَعَ شَعْبِ اللهِ عَلَى أَنْ يَكُونَ لَهُ تَمَتُّعٌ وَقْتِيٌّ بِالْخَطِيَّةِ، حَاسِبًا عَارَ الْمَسِيحِ غِنًى أَعْظَمَ مِنْ خَزَائِنِ مِصْرَ، لأَنَّهُ كَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْمُجَازَاةِ» (عبرانيين11: 24-26).

لو كل اللي معاك في المدرسة بيفتخروا بخطاياهم وشروروهم وسلوكهم الغلط، قرَّر إنك تكون مختلف.

لو كل أصحابك عايشين في الخطية والشرب ومدمنين للمخدرات، قرَّر إنك تعيش الحياة الصح وتكون مختلف.

لو كل اللي حواليك كلامهم مش مظبوط، وحياتهم مليانة بالفراغ والتعاسة، خد قرارك إنك تعيش للمسيح وتكون مختلف.

مختلف في أهدافك

مشكلة ناس كتير في الأيام دي؛ إحساسهم إن حياتهم بلا هدف، مالهاش طعم، من غير معنى. علشان كدا ممكن تكون مختلف متميز لو حياتك بقى ليها معنى، لو قرَّرت إنك تحطّ هدف عظيم قدام عينيك وتعيش لأجله. وعلى فكرة كل الشباب اللي نجحوا على مَرِّ التاريخ كان ليهم هدف واضح في الحياة، وقرَّروا إنهم يحقَّقوه.

إيه رأيك لو قرَّرت النهاردا إنك تعيش لأجل اللي مات علشانك؟

إيه رأيك لو قرّرت إن هدفك يكون لأجل المسيح؟

تعيش لأجله، تكلِّم أصحابك عنه، تقضي وقت مثمر معاه في الصلاة ودراسة الكتاب المقدس.

ممكن تخلي الهدف قدامك إنك تقرا الكتاب المقدس كله خلال السنة اللي جاية.

ممكن تخلى هدفك إنك تكلم ثلاثة من أصحابك عن المسيح، وفي نفس الوقت تصلي لأجلهم علشان يقبلوا المسيح وتتغير حياتهم.

ممكن تخلي هدفك في الوقت اللي جاي إنك تقضي ساعة كاملة في الصلاة.

أخي، أختي

خليك مختلف، في تفكيرك وسلوكك وأهدافك هتلاقي حياتك أصبح ليها معنى وطعم مختلف، ومش ها تندم أبدًا إنك أخدت القرار بإنك تكون مختلف.

باسم شكري
 

الصفحة الرئيسية - إتصل بنا - نبذة عن المجلة

كتّاب المجلة - أعداد نحو الهدف السابقةصفحة البحث

©2010 Nahwal Hadaf