1995 13

النجاح إجتهاد أم إيمان

Bookmark and Share
أصدقاءنا الأعزاء عند وصول المجلة إليكم هذا الشهر تكونون فى أصعب أيام السنة. نعم، أصعبها وكيف لا. وهى أيام الامتحانات؛ أيام السهر والاضطراب، أيام الخوف والقلق، أيام التخمينات والتوقعات. لكنها أيضاً أيام الأمل والأحلام، أيام الصراع بين الرغبة فى الاجتهاد والميل للراحة والاسترخاء. لذا فهى صعبة بكل المقاييس.

ونحن بعواطفنا معكم، وبقلوبنا نشعر بما تجتازون فيه، وبصلواتنا نعضدكم ليهبكم الرب المعونات الكافية لصعوبة هذه الفترة مكللاً مجهوداتكم بالتوفيق والنجاح.

وإليكم بعض النصائح البسيطة :
1 -  لنعلم  أن  العمل ترتيب  إلهى من قبل دخول الخطية إلى العالم. والرب يحب العمل والاجتهاد ويكره الكسل والاسترخاء، وأنصحك للرجوع لسفر الأمثال لتقرأ بعض المواضع التى تُريك هذا  مثل 10: 4،5، 12: 26،27،24،11: 13-16، 28: 19. 

    ولاحظ أن الاجتهاد والأمانة فى العمل لهما مكافأة من عند الرب. وعليه فإن كان لك عمل الآن كطالب فهو الجد فى الاستذكار والنجاح فى الامتحان. فهيا إلى العمل طالباً رضى الرب بمزيد من الاجتهاد.

2- إن فترة الامتحانات رغم صعوبتها لها - إن أحسنا الاستفادة منها - فوائد روحية بالاضافة إلى فوائدها الزمنية المتمثلة فى النجاح، ومن هذه الفوائد العديدة:
(أ) فيها نتعلم ضبط النفس وقمع الأهواء، إذ نتنازل عن رغبات كثيرة وهوايات مختلفة كنا نسمح لأنفسنا بها فى بداية العام. وضبط النفس هذا سيفيدك العمر كله فى مواقف مختلفة.

(ب) فيها نشعر بالخوف والضعف وعدم الكفاءة،
  فنُلقى بأنفسنا على الرب فى الصلاة لنستمد منه الطمأنينة والمعونة وبالتالى نتدرب على الصلاة. ثم إن الشخص الذى يتمرس على الاجتهاد فى دروسه يصبح مهيئاً للاجتهاد فى الحياة الروحية.

3 - لاحظ أنك ستشعر بكثير من المخاوف مثل أنك لن تستطيع اكمال مناهجك أبداً أو أنك ستنسى كل شئ عند الامتحان أو تمرض يوم الامتحان أو أنك ستُظلم فى التصحيح والدرجات إلى أخر مثل هذه المخاوف.

فلا  ترتبك لأن هذه كلها مخاوف طبيعية ونافعة تدفعك لمزيد من الاجتهاد، فقط احذر أن تزداد عن حدها لئلا تؤذيك. واعلم أن زمام كل الأمور فى يد الله، فعقلك وأنت تستذكر، وصحتك يوم الامتحان ويدك وأنت تكتب وقلم المصحح وورقتك فى الكنترول كلها فى قبضة الله تماماً. ولن يحدث شئ البتة دون سماحه، فلماذا الارتباك؟

4 - اهتم فى هذه الفترة بشركتك  مع الله  وسكب  نفسك  أمامه لكى لاتكون سريع الغضب سهل الاثارة أو تقع فريسة للأوهام والمخاوف. لكن فى ذات الوقت احذر الإفراط فى حضور الاجتماعات والانغماس فى الأنشطة الروحية كنوع من الهروب من الاستذكار.

5 - اهتم  بصحتك  الجسدية
فلا تهمل طعامك ولاتفرط فى الأكل، أكثِر من الخضروات، قلل من المنبهات، ولاتنس الحمام اليومى والاستذكار بملابس الخروج وممارسة بعض التمرينات الخفيفة. ولاتنس أن السهر مضر والأفضل أن تستيقظ مبكراً.

6 - أخيراً  أقول  لك : لاتندم  على  مافات  من تقصيرات، فهذا ليس وقت حساب بل وقت عمل واجتهاد ولنؤجل حساب أنفسنا بعد الامتحانات. وثق أن الرب بالنعمة يستطيع أن يعلو فوق كل تقصيراتك ليهبك ما لاتستحقه. ونحن - بنعمة الرب - نعدك أننا سنواصل الصلاة لأجل كل الأصدقاء حتى يكرمهم إله السماء بالنجاح.         الرب  معكم،،     

ماهر صموئيل
 

الصفحة الرئيسية - إتصل بنا - نبذة عن المجلة

كتّاب المجلة - أعداد نحو الهدف السابقةصفحة البحث

©2010 Nahwal Hadaf