1997 26

لا للنـجـــاســــــة ولا للخـــطـيــــة

Bookmark and Share
     نحن هنا نقف أمام قمة (تكوين49: 26)، وفى القمم يلذ الوجود.  بيع يوسف عبداً، فكان عبداً مثالياً في بيت سيده المصري، فأحبه ووكله على كل ما في بيته. وتوالت الأحداث وجاء يوم الامتحان؛ فهل يُكرم يوسف أم يُهان؟

حدث في يوم أن أمرأة  سيده قالت له: اضطجع معي! فأبى يوسف أن يصنع هذا الشر العظيم ويخطئ إلى الله.  زادت في إلحاحها، وزاد هو في رفضه؛ حتى كان يوماً دخل ليعمل عمله ولم يكن إنسان في البيت، فأمسكته بثوبه قائلة اضطجع معي.  فترك ثوبه في يدها وهرب وخرج إلى خارج (تكوين 39).  وهكذا اجتاز يوسف أعتى الامتحانات، وأصعبها.  فيا لقمة العفة، ويا لروعة الأخلاق.

صديقي الشاب: هل تَشتاق أن تنتصر وتقول لا للخطية؟  هل تريد أن تحفظ نفسك طاهراً؟  إليك خمس كلمات لصحتك الروحية:

1- العين البسيطة : وهى العين التي لا ترى إلا هدفاً واحداً؛ هو رضا السيد.  قال المسيح مرة: «إن كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيراً» (متى 6: 22)، لم يكن لشمشون بن منوح عين بسيطة بل عين لا تشبع من النظر، وآخر ما اشتهته عيناه هو دليلة، فكانت نهايته على ركبتيها!  فأخذه الفلسطينيون وقلعوا عينيه (قضاة 16: 12).

صديقي؛ صلِّ معي: يا سيدى هبنني عيناً بسيطة فلا أرى سواك.  آمين.

2- الهروب:  2تيموثاوس 2: 22 لم يفكر يوسف لحظة في التملقات والإغراءات اليومية من هذه المرأة، بل طار تاركاً هذه الأفكار كما هرب تاركاً ثوبه ..  «وباطلاً تنصب الشبكة في عيني كل ذي جناح» (أمثال 1: 17).  اهرب سريعاً حتى من الأفكار غير المقدسة ولا تدعها تتحكم فيك؛ فنحن لا يمكننا منع الغربان من التحليق فوق رؤوسنا، لكننا يمكننا أن نمنعها من أن تأخذ من رؤوسنا عشاً.

3- البسوا المسيح: إن كان الهروب عملاً سلبياً، لكن هناك عملاً إيجابياً علينا الانشغال به.  وهو أن نلبس الرب يسوع (رومية 13: 14).وإن تم ذلك فالفم لن ينطق بالباطل، والعين لن تتطلع إلى الأجنبيات، والأذن لن تسمع إلى الوشاية....

4- مخافة الرب: قال يوسف «كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله؟!»، فلم يقل أخطئ إلى سيدى فوطيفار الذى كان غائباً، بل إلى الله الذى كان حاضراً.   لقد كان يوسف في «مخافة الرب اليوم كله» (أمثال 23: 17).  ضع للرب اعتباراً في كل حين.

5- كن رجلاً: 
  الرجل هو الذى يضبط نفسه  في كل شيء.  بل ويقمع جسده ويستعبده (1كورنثوس9: 25، 27) وكما قال أحد الشعراء:

         ليس الهُمام الذى يحمى فريسته 
                     يوم القتال ونار الحرب تشتعلُ

         بل من غضَّ طرفاً ومن قد ثنى قدماً  
                       عن الحرام فذاك الفارسُ البطلُ

سيدى: يا من طلبت يوماً رجلاً ليبني جداراً ويقف في الثغر أمامك.  ساعدني لأكون أنا هذا الرجل.  آمين.
صفوت تادرس
 

الصفحة الرئيسية - إتصل بنا - نبذة عن المجلة

كتّاب المجلة - أعداد نحو الهدف السابقةصفحة البحث

©2010 Nahwal Hadaf