2003 62

الغريزة: الغريزة الجنسية

Bookmark and Share

رأينا سابقًا ما هي الغريزة الجنسية، وتحدَّثنا عن بعض العوامل المرتبطة بنداءاتها الداخلية في كيان الشباب. وفي هذا العدد نجيب عن بعض الأسئلة الأخرى.

لماذا هي مشكلة محيرة وعنيفة أحيانا؟

هناك بعض العوامل التي تجعل الميول الغريزية في سن المراهقة مشكلة كبيرة لغالبية الشباب من أهمها:

- هذه الغريزة ليست فقط ميل واحتياج مُلح، لكن أيضًا يصاحبها مشاعر محبَّبة سواء في النداء الداخلي لها، أو في رجاء الشعور باللذة عند التجاوب معها؛ وهذه المشاعر تعطي لها قوة إرغام وإغراء.

- هذه الميول الجنسية الجديدة تتجاوب معها العواطف لتعطيها غطاء شرعي تحت ستار ما يسمى بالحب ورغبة الزواج؛ في توقيت يعلم الشباب أنه مبكِّر وغير مناسب.

- هذه الميول الغريزية والمشاعر المصاحبة لها جديدة على الشاب والشابة، والشيء الجديد غالبًا ما يحتل حجم أضعاف حجمه الحقيقي، ثم بعد فترة من الزمان يهدأ ويأخذ حجمه الطبيعي.

- إحاطة هذه الميول بنوع من السرية وشعور الشخص بأنه وحيد في هذه النوعية من الاختبارات، والخوف من إطلاع الآخرين على ما يدور داخل الشخص.

- ميول الجسد الرديء الذي يتمرد دائمًا ويستغل كل احتياجات الإنسان الشرعية ويلوِّثها ويحوِّلها إلى «شهوات ولذات مختلفة» (تيطس3: 3).

- إرادة التحدي الرافضة لهذه الميول عند البعض تؤدي لكثرة المشغولية بها، وكثرة المشغولية تؤدي إلى مزيد من الصراع ويزيد من درجة إرغام هذه الميول.

- كلما اعتبر الشخص الميول الغريزية ممنوعة عليه، كلما زاد إلحاح الجسد فيه للتجاوب مع هذه الميول «الخطية وهي متخذة فرصة بالوصية أنشأت فيَّ كل شهوة» (رومية7: 8).

- الأفكار الخاطئة للتعامل مع هذه الغريزة والتي يستقيها الشباب من:

*  الاستحسان الشخصي، يتصور هو أنه صحيح أو غير صحيح؛ حسب نوع الشخصية.

*  ما يمليه الضمير على صاحبه: أفكار عن الخطأ والصواب، وعن القداسة والنجاسة.

*  أفكار المجتمع المحيط به سواء من استهجان وإدانة، أو من إباحية وفوضى.

الغريزة وتدريب الإرادة

هذه الغريزة، مثل بقية الغرائز، يحتاج الشخص أن يتدرب ويتعلم كيف يتعامل معها، ويُكوِّن عادة إنسانية مهذَّبة للتعامل معها. وهذا مجال لتدريب الإرادة.  وربما يكون هذا أهم الأسباب لوجود فترة زمنية بين نمو الغريزة وبداية عملها داخل الشخص، وبين ممارسة نشاطها الصحيح في الحياة الزوجية حيث مكانها وتوقيتها.  وكما أننا نُعلِّم الطفل بالتدريج متى وكيف يأكل سواء بمفرده أو أمام الآخرين، وكيف يتحكم في جوعه إلى أن يحين الوقت المناسب للأكل، والمكان المناسب للأكل (عادات الأكل الطبيعية) كذلك يتعلم الشاب من خلال تحكمه في الغريزة الجنسية، كيف يدِّرب إرادته ويقول لنفسه «لا» في أوقات مُعينة، وفي مواقف معينة.

أما ما هي علاقة الشهوة بالغريزة؟  وما هو دور الحياة الروحية للتعامل مع هذه الغريزة؟  فهذا هو حديثنا في عدد قادم إن شاء الله.

عصام عزت
 

الصفحة الرئيسية - إتصل بنا - نبذة عن المجلة

كتّاب المجلة - أعداد نحو الهدف السابقةصفحة البحث

©2010 Nahwal Hadaf