1998 33

احترس! السنة الدراسية قادمة

Bookmark and Share
حين يقع عددنا هذا فى يديك ستكون السنة الدراسية قد أوشكت على البداية أو بدأت بالفعل.  ومع هذه البداية تتباين ردود أفعال الطلبة، فالبعض يرحب بقدومها ليحقق مزيداً من النجاح، والبعض الآخر متضجر لانتهاء العطلة الصيفية.  وتدور فى الأذهان أفكار عدة:  المستقبل - تقلب الظروف والقرارات - الكليات - المجموع - رأى الناس - المنافسة - .... وتتعالى الصيحات:

احترس! السنة الدراسية قادمة
لذا نقدم لك بعض النصائح الهامة وأنت على أعتاب هذا العام الدراسى الجديد.

عش إيمانك
لابد أنك سمعت كثيراً عن الثقة فى الرب، بل لعلك تكلمت عنها أيضاً.  وبالتأكيد أنك تعرف فاعلية الإيمان الذى يثق فى الله فى الظروف.  والحقيقة أن السنة الدراسية، وتحدى الدراسة بكل ما فيها هو أروع فرصة لتختبر عملياً أمانة الرب وكفايته لسداد كل احتياجاتك.  لذلك أدعوك لأن تمارس إيمانك بأن تأتى للرب بكل المعوقات التى تجدها فى طريقك، وتضع أمامه كل المخاوف التى تراودك بصدد ما أنت مقدم عليه.  اسمع قول الكتاب (ألق على الرب همك فهو يعولك» (مزمور55: 22 )، «توكل على الرب بكل قلبك ... فى كل طرقك اعرفه وهو يقوِّم سبلك» (أمثال3: 5 ،6).

حدد غرضك
لماذا تذاكر؟  هل سألت نفسك يوماً هذا السؤال؟  ربما لديك الكثير من الإجابات مثل: "لضمان مستقبل أفضل"، أو "لأنال احترام واستحسان الآخرين"، أو ربما تكون لديك إجابات أخرى.  لكن دعنى أخبرك عن مفهوم أقوى لأداء الواجب بصفة عامة، واضعاً فى اعتبارك أن واجبك فى المرحلة الحالية هو استذكار دروسك.  اقرأ أفسس 6: 5-8، ستدرك أن الرب يدعو المؤمن أن يقوم بواجبه الزمنى على اعتبار أنه يقدمه للرب، لا كمن يهتم بما يراه الناس من نتائج، بل كمن يبغى أن يكون أميناً فى كل شىء لله، والأمثلة على ذلك كثيرة كيوسف ودانيال.  فالأمانة فى الاستذكار يجب أن تنبع لا خوفاً على المستقبل أو سعياً لإرضاء الناس، بل من رغبتك فى إكرام الرب فى هذا الصدد وإتمام مشيئته فى حياتك فى هذه المرحلة.  وحين تذاكر من هذا المنطلق سيكون للمجهود الذى تبذله فى تحصيل دروسك معنى أفضل وأقرب إلى قلبك.

سلم طموحاتك
لا بد أن لك طموحات لمستقبلك، وهذا حسن، فهذه الطموحات نابعة من الإرادة الواعية التى خلقها الله فينا، ولكن خذ طموحاتك هذه معلناً إياها للرب، وفى ذات الوقت مخضعاً هذه الرغبة بالتمام لمشيئة الله، مقتدياً بذاك الذى بعد أن عرض رغبته فى أمر هام قال «ولكن لتكن لا إرادتى بل إرادتك» (لوقا 22: 24)، وليكن يقينك أنه يفعل ما هو لخيرك، وأن مخططاته لك أفضل بكثير مما قد ترسمه أنت لنفسك.

اتزن فى اتجاهك
إننا بطبيعتنا كبشر، ولا سيما فى سن الشباب، نميل إلى التطرف فى اتجاه ما على حساب الآخر؛ فتجد واحد مرتبك للغاية بظروفه، والآخر متواكل يميل إلى ألا يفعل شيئاً.  لكن الاتجاه الأكثر حكمة هو الإتزان بين الاثنين، فعليك أن تهتم بدروسك دون أن يسبب ذلك ارتباكاً لك، وعليك أن تهدئ نفسك ولا تحمل للأمور هماً دون أن يقودك ذلك للتوقف عن الجد والعمل

حياتك متكاملة
إن لحياتك جوانب مختلفة يجب أن تعيشها وتوفيها حقها.  لذا فلا تهمل صحتك، عليك أن تهتم أن يكون طعامك صحياً (كمّاً ونوعاً)، ولا تقلل من ساعات نومك أو تزيدها (الصحى أن تنام 6-8 ساعات فى اليوم)، كذا خصص وقتاً محدوداً لممارسة رياضة خفيفة تجدد نشاطك.  كذلك اهتم جداً بالجانب الروحى، واظب على خلوتك الشخصية يومياً فهى زاد فى الطريق لا غنى لك عنه، ولا تهمل حضور الاجتماعات والشركة مع المؤمنين فذلك يهيئ لك مناخاً صحياً يزيد من كفاءتك.

أحسِن استخدام وقتك
يشكو طلبة كثيرون من الوقت وأنه لا يكفى، ولكن المشكلة الحقيقية ليست قلة الوقت بل عدم تنظيمه.  لذلك أحسِن تنظيم وقتك، واهتم بألا تضيّع وقتاً هباءً، احرص على أن يكون لكل فقرة من وقتك هدفاً سواء فى المذاكرة أو فى غيرها مما ذكرناه من الأمور المفيدة.

كن منطقياً

وزع مجهوداتك بمنطقية.  فبدلاً من أن تتقاعس فى أداء ما عليك فى بداية الفصل الدراسى ثم تجد نفسك مرتبكاً قرب نهايته، احرص على أن تبدأ العمل من البداية وستجد أن الوقت كافياً.  كذلك كن منطقياً فى توزيع مجهوداتك على المواد المختلفة؛ فالمادة التى لا تجيدها تحتاج إلى جهد أكبر فآعطها وقتاً أكثر ولا تدع المادة التى تستهويك تستهلك كل وقت مذاكرتك على حساب مادة أخرى.

احذر الآتى

الكسل
:تذكر أن نهايته هى العوز (أمثال 10: 4،19: 51،42: 43).

الإفراط فى الثقة بالنفس: فهو داء فتاك، إن تملكك جعلك تسىء الحسابات وتفاجأ بنتائج لا تتمناها. 

اليأس: فالله لم يعطنا روح الفشل (2تىموثاوس 1: 7).

  المقارنة بالآخرين:
دع كل واحد وشأنه، فلكل واحد طاقاته التى تختلف عنك وتحصيل واحد يختلف عن الآخر، كما لا تنس أن كل ما يقال عن مستويات تحصيل الآخرين ليس بالضرورة دقيقاً. 

أحلام اليقظة: احذر من أن تتحول طموحاتك إلى وهم تعيش فيه، سيبعدك ذلك عن أرض الواقع وبالتالى يهدر مجهوداتك. هلم لتبدأ العام الدراسى الجديد بفكر جديد، متكلاً على الرب، متمماً مشيئته من خلاله، وثق أنك ستجد خيراً. 

عصام خليل
 

الصفحة الرئيسية - إتصل بنا - نبذة عن المجلة

كتّاب المجلة - أعداد نحو الهدف السابقةصفحة البحث

©2010 Nahwal Hadaf