1999 35

الرب يبنى لك بيتاً

Bookmark and Share
كانت العواصف والأعاصير والثلوج تغطى، بل وتزلزل المكان؛ بينما هرع الزوجان إلى فندق صغير بالمدينة، فهما لن يستطيعا أن يواصلا السفر بعربتهما في هذه الليلة، وإلا فالخطر محدق وأكيد.  قال لهما موظف الاستقبال بالفندق: للأسف ليس هناك أية غرف شاغرة هذه الليلة والفندق كامل العدد.  سأل الزوجان:  وما هو الحل؟  هل يمكنك مساعدتنا؟  فأجاب الشاب: بالطبع نعم، سأتصل لكم الآن بالفنادق الأخرى في المدينة.

وظل الموظف يتصل ويتصل... ولكن تكررت مع كل مرة عبارة "كامل العدد".  ورسم الأسف ملامحه على وجهى الزوجين، ونشب الإحباط مخالبة الأكثر عنفًا من البرق والرعد الذى كان يدوى وينير المكان خارج الفندق.  ظلا في صمت مطبق لمدة دقيقة وبينما هما يحملان متعلقاتهما الشخصية للانصراف، بادرهما موظف الاستقبال: سيدىَّ هل تسمحان وتقبلان قضاء الليلة في غرفتي الخاصة... يمكن أن أبقى هنا في الاستقبال حتى الغد أو بعد الغد، ولكن لا يمكنني أن أقبل أن تخرجا بلا مكان لكما في المدينة في هذه الليلة العاصفة الهوجاء..

هل تقبلا النوم في غرفتي الخاصة؟
تردد الزوجان لحظه بينما كان الشاب يعطيهما مفتاح حجرته ويطلب من العامل أن ينقل حقائبهما إليها.  وفى الصباح بعد أن تحسن الطقس، بينما كان الزوجان ينصرفان، قال الزوج لموظف الاستقبال: أيها الشاب لا يكفى أبدًا أن تعمل موظف استقبال هنا؛ يجب على الأقل أن تمتلك وتدير أفضل وأفخم فندق في كل الولايات المتحدة؛ بل في العالم.  أنا سأسافر الآن وسأبنى لك هذا الفندق.

مضت عدة سنوات نسى أثناءها الشاب أحداث هذه الليلة.. ولكن ذات صباح تلقى رسالة من هذا الرجل الغريب، ومع الرسالة تذكرة طيران ودعوة ليزوره في نيويورك.  وعندما وصل الشاب إلى هناك، أخذه الرجل إلى أرقى شوارع المدينة الكبيرة، وهناك دخل به إلى أكبر وأضخم مبنى رأته عيناه من قبل، ودخل به إلى غرفة، لم يرها إلا في الأحلام، كُتب على بابها "المدير العام".  وفى الغرفة أجلسه على الكرسي، وأمامه على المكتب نقشت لافتة رائعة تحمل اسمه وأسفله "المدير العام".. كان الشاب في ذهول وهو لا يدرى ماذا يحدث.. سأل: ما هذا يا سيدى؟  أجابه الرجل باتضاع: إنه الفندق الذى وعدتك بأنني سأبنيه لك..  لقد أعطيتني اختياريًا غرفتك الخاصة، لهذا بنيت لك أجمل وأرقى فندق في العالم لك ولتديره بنفسك.  وعندها عرف الشاب أن محدّثه كان هو الملياردير الشهير «وليم والدروف استوريا» وهذا الفندق هو فندق «والدروف استوريا».  وقد كان هذا الشاب هو جورج س. بولت الذى فتح غرفته الخاصة للضيف الغريب، فوعده أن يبنى له أفخم فندق، فبناه وأعطاه له.

عزيزي القارئ، عزيزتي القارئة
هل تنبهت للقرعات الرقيقة للضيف الأغنى من الملياردير وليم والدروف، الذى يقرع منذ سنوات على غرفتك الخاصة؛ قلبك؟  اسمعه يقول لك «يا ابنى أعطني قلبك» (أمثال23: 26).. إنه الضيف السماوي، الذى أتى من السماء إلى هذه الأرض «عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد» (1تيموثاوس3: 16) وقد كان غريبًا في أرضنا... ففي ولادته واضجعته أمه في المزود إذ لم يكن لهما موضع في المنزل (لوقا 2: 7)، وفى حياته كان للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار وأما هو فليس له أين يسند رأسه (لوقا9: 58 )، وحتى عند موته ودفنه دُفن في قبر مستعار هو قبر يوسف الرامي (متى27: 57 -60)... وهو الآن يقرع على غرفتك الخاصة، اسمعه يدعوك.. «هنذا واقف على الباب وأقرع إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي (رؤيا3: 20).

أسمعك تقول ولكنها غرفتي الخاصة .. حياتي.. أوقاتي. أحلامي.. طموحاتي.. قراراتي..
أقول لك إن دخل المسيح حياتك فسيدخل ومعه العشاء والشبع الكامل والغنى الحقيقي.
إنه الضيف المرفوض من العالم لدرجة أنهم صلبوه.. فهل تقبله؟  عندها لن يبنى لك فندقًا لتديره، ولكنه سيقدم لك أجمل مكان، ليس هنا في هذه الأرض التي حتمًا ستزول وتحترق (2بطرس3: 10، رؤيا21: 1) بل في بيت الآب.  اسمعه الآن يقول لك: «في بيت أبى منازل كثيرة ...  أنا أمضى لأعد لكم مكانًا وإن مضيت وأعددت لكم مكانًا آتى أيضًا وأخذكم إلىَّ حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضًا (يوحنا14: 2، 3).. وقد أكد 4 مرات في سفر الرؤيا  «أنا آتى سريعًا» (رؤيا3: 11، 22: 7، 12، 20).  وربما أنه قد تأنى حتى هذه اللحظة لكى ترجع أنت إليه.  ولكن ربما تكون هذه السنة هي الأخيرة بل هذا اليوم وتلك اللحظة.

ولكن وإن تأتى فلنا وعد رائع حتى يجئ «إن أحبني أحد يحفظ كلامي ويحبه أبى وإليه نأتي وعنده نصنع منزلاً» (يوحنا 14: 23).. ألا ترى عظمة هذا الامتياز؛ إنه هنا وعلى الأرض يصنع الرب يسوع والآب بالروح القدس سماء في قلبك وحياتك.  فهل تأتى إلى الرب يسوع وتفتح قلبك له الآن ليقول لك كما قال لداود قديمًا «الرب يصنع لك بيتًا» (2صموئيل7: 11).  فيتم فيك ما كُتِب عن أبطال الأيمان «إنهم يطلبون وطنًا فلو ذكروا ذلك الذى خرجوا منه لكان لهم فرصة للرجوع ولكن الآن يبتغون وطنًا أفضل أي سماويًا لذلك لا يستحى بهم الله أن يُدعى إلههم لأنه أعد لهم مدينة» (عبرانيين11: 14 -16).
فهل تقبله الآن في غرفتك الخاصة وتصلى معي من أعماق القلب

صلاة: يامن بدمك اشتريت العالم ومع ذلك يرفضك العالم.. إني أفتح لك قلبي. أهدى لك حبى فأنت ملكي وربى وفيك دربي وبيتي.  آمين


زكريا استاورو
 

الصفحة الرئيسية - إتصل بنا - نبذة عن المجلة

كتّاب المجلة - أعداد نحو الهدف السابقةصفحة البحث

©2010 Nahwal Hadaf