2000 41

أغرب العمليات الحسابية

Bookmark and Share
 
في تكوين 15 ترد أول عملية حسابية عجيبة في الكتاب المقدس.  فقد سأل أبرام الرب «ماذا تعطيني وأنا ماضٍ عقيمًا ومالك بيتي هو العازر الدمشقي؟».  وكانت إجابة الرب له: «لا يرثك هذا.  بل الذي يخرج من أحشائك هو يرثك».  وأخرج الرب أبرام وطلب منه أن ينظر إلى السماء ويعُدّ النجوم إن استطاع أن يعدها، ووعده أنه هكذا يكون نسله...  «فآمن (أبرام) بالرب فحسبه له برًّا» (تكوين 15 :6).  وهنا لم يفعل أبرام شيئًا من أعمال البر، لكنه آمن فقط واثقًا في الرب وكلامه، فحسَب له الرب إيمانه هذا بِرًّا.

الله يبرر

إن التبرير يعني أن الله يحسب الخاطئ، ليس فقط كأنه لم يفعل شرًّا، بل وكأنه فعل كل شيء صالح.  والتبرير ليس أن تعلن عن نفسك أنك بار بل الله هو الذي يعلن ذلك عندما تؤمن إيمانًا قلبيًا بالرب يسوع كالمخلص الوحيد.  لذا احذر من أن تبرر نفسك مثل الناموسي الذي قام ليجرب الرب يسوع (لوقا 10: 29).

كيف يحسب الله هذا؟


يعلن الله أن كل من يؤمن بالرب يسوع يحسبه بارًا «وأُوجد فيه وليس لي بِرّي الذي من الناموس بل الذي بإيمان المسيح، البر الذي من الله» (فيلبي 3: 9).  والثمن الذي دُفع لكي يصبح الخطاة أبرارًا بالإيمان، هو موت الرب يسوع لأجلهم ليدفع ديونهم، «جعل الذي لم يعرف خطية خطية لأجلنا لنصير نحن بِرّ الله فيه» (2كورنثوس 5: 12)، وكل من يؤمن بذلك يتبرر.  ومهما يشتكي الشيطان، فكلمة الله تطمئننا قائلة «الله هو الذي يبرر» (رومية 8: 33).

وهذا التبرير:

1- مجانًا:
«متبررين مجانًا» (رومية 3: 24).  فالتبرير هبة وعطية مجانية.

2- بالنعمة:
«متبررين...  بنعمته» (رومية 3: 24).  أي لا علاقة لهذا الأمر باستحقاقنا.  ولم تكن أعمالنا لتستطيع أن تمنحنا هذا البر «لأنه بأعمال الناموس كل ذي جسد لا يتبرر أمامه» (رومية3: 20  اقرأ أيضًا غلاطية 2: 16)؛ إذًا لا مجال للافتخار.

3- بالفداء:
«متبررين...  بالفداء الذي بيسوع المسيح» (رومية3: 24).  لقد كان لا بد أن الرب يسوع يفدينا بموته على الصليب لكي نتبرر.  اقرأ مزمور94:7، 8.

4- بالدم: «متبررون الآن بدمه» (رومية 5: 9).  وهذا هو الثمن المدفوع لتبريرنا.

5- بالإيمان:
«تبررنا بالإيمان» (رومية5: 1).  فالإيمان هو الوسيلة الوحيدة للخلاص والتبرير (اقرأ أيضًا رومية 3: 28).

هل يمكن للفاجر أن يتبرر؟


نعم والكتاب المقدس يعلن ذلك بوضوح في رومية 4: 5 «وأما الذي لا يعمل ولكن يؤمن بالذي يبرر الفاجر فإيمانه يُحسب له برًا».  وهنا نفهم أن التبرير ليس فقط لمن لا يعمل، بل يمكن أن يتمتع به أيضًا من كانت أعماله شريرة وفاجرة ولكن يؤمن إيمانًا قلبيًا ويضع ثقته في الرب، فهذا الإيمان يحسبه الله له برًا.

أي نوع من الإيمان هو الذي يحسبه الله برًا؟

إنه الإيمان القلبي، وليس الإيمان العقلي.  إنه ذلك النوع من الإيمان الذي يُنتج أعمالاً صالحة، ويتكلم الرسول يعقوب في رسالته عن التبرير ليس أمام الله لكن أمام الناس بالأعمال، فالأعمال هي البرهان الخارجي على إيماننا الداخلي.

أخي إن كنت من المؤمنين اهتف معي هذه الكلمات «فرحًا أفرح بالرب، تبتهج نفسي بإلهي، لأنه قد ألبسني ثياب الخلاص كساني رداء البر» (إشعياء61: 10)، «طوبى لرجل لا يحسب له الرب خطية» (مزمور 32: 2).



وديع هلال
 

الصفحة الرئيسية - إتصل بنا - نبذة عن المجلة

كتّاب المجلة - أعداد نحو الهدف السابقةصفحة البحث

©2010 Nahwal Hadaf