في معرض حديثنا عن تفرد الكتاب المقدس، كلمة الله الحي، نصل إلي الحديث عن كونه:

فريد في انتشاره فانتشار الكتاب المقدس بالنسبة لترجماته أو توزيعه لا يمكن أن يضاهيه كتاب آخر على وجه الأرض.

الكتاب المقدس فريد في ترجماته

ترجمات العهد القديم 

بدأت في عصور مبكرة، فلقد احتاج اليهود في شتاتهم إلي ترجمة كتبهم المقدسة إلي اللغة السائدة في ذلك العصر، فجاءت الترجمة السبعينية، من العبرية إلي اليونانية في أثناء حكم بطليموس فيلادلفوس (285-264ق.م) الذي اشتهر بأنه حامي الآداب، وفي عهده تأسست مكتبة الإسكندرية، وبتشجيع من ديمتريوس أمين المكتبة الذي أثار حماس الملك لترجمة الشريعة اليهودية.

وقد أقامت الترجمة السبعينية جسراً بين اليهود المتكلمين بالعبرية واليهود المتكلمين باليونانية، وملأت احتياج يهود الإسكندرية.  كما أقامت جسراً بين العهد القديم في اللغة العبرية، التي كان يتكلمها اليهود، وبين المسيحيين الذين كانوا يتكلمون اليونانية، فاستطاعوا أن يستعملونها مع العهد الجديد.  وساعدت الكارزين على نقل الكتب المقدسة إلى العديد من اللغات واللهجات الأخرى.  ثم أنها أسكتت النُقاد لتطابقها مع النص العبري.

وهناك الترجمة السامرية لأسفار موسى الخمسة، في القرن الخامس قبل الميلاد، والترجوم، وهو الترجمة إلي اللغة الكلدانية التي احتاجها اليهود بعد سبيهم (نحو عام 500 ق.م).

ووجود هذه الترجمات القديمة لهو من الأمور التي تُحسب في صف صحة الكتاب ودقته.

ترجمات العهد الجديد

لم تُترجَم أية كتابات على الإطلاق مثلما تُرجم العهد الجديد.  فقد ترجم الكارزون الأولون أسفار العهد الجديد إلي لغات الشعوب التي كانوا يكرزون لها، لتساعدهم على نشر إيمانهم.  وهكذا تُرجم العهد الجديد إلي السريانية واللاتينية والقبطية، وقد تمت الترجمتان السريانية واللاتينية حوالي عام 150م، وهذا أقرب ما يكون إلى زمن كتابة الأسفار الأصلية.

ومن القرن الثاني الميلادي إلي يومنا هذا ما زالت الترجمات تتلاحق ليكون الكتاب المقدس في متناول كل البشر، مهما كانت لغاتهم.

إليك ملخصاً لتقرير حول عدد اللغات واللهجات التي تُرجم إليها على الأقل سفر واحد من أسفار الكتاب المقدس، مفصَّلة حسب المناطق الجغرافية، طبقاً لمصادر  جمعيات الكتاب المقدس في تاريخ 31 ديسمبر 2000.