2001 49

التقاء النيلين

Bookmark and Share

نهر النيل، أطول أنهار العالم، والذي يجرى لمسافة حوالي 6700 كم من خط الاستواء متجهاً نحو الشمال ليصب في البحر المتوسط، يتميز بتعدد منابعه؛ منها المنابع الكبيرة:  مثل بحيرة فيكتوريا بأوغندا وبحيرة تانا بأثيوپيا؛ وبعض المنابع المتوسطة:  مثل بحر الغزال ونهر عطبرة؛ وكذا المنابع الصغيرة والتي تصب فيه في صورة روافد صغيرة.  وللنيل مجريان رئيسيان، أحدهما هو النيل الأبيض والثاني هو النيل الأزرق، وقد أُطلق على كل منهما اللون المميّز لمياهه بالفعل.

ومشهد التقاء النيلين بالخرطوم، والذي يسمونه في السودان "المقرن"، من المشاهد الطبيعية المتميّزة جداً.  إذ تندفع مياه كل من النيلين كلّ يحاول دفع الآخر، ويخلف ذلك منظراً بديعاً متجدِّداً من وقت إلى آخر.  عند نقطة الالتقاء يظهر جيداً تميُّز لون كل من النيلين، لكن ما هي إلا مسافة بسيطة من السير معاً نحو الشمال، حتى تختلط مياههما فيصبح اللون واحداً، هو لون النيل الذي يعرفه الساكنون في مصر.

إزاء هذا المشهد دار بيني وبين صديق حوار كانت خلاصته نقطتين، أشاركك فيهما: 

1- أن النهر الذي يغلب هو الذي تتغذى منابعه بالأمطار أكثر.  وعلى المؤمن بالمسيح أن يعلم أن بداخله طبيعتين (أو منبعين):  طبيعة قديمة تحب الخطية وتتغذى بمغريات العالم وشهواته، وطبيعة جديدة تفعل ما يُسِّر الله وتتغذى على كلمته والشركة معه.  فأيّ المنبعين تُغذّي؟!  إن ذلك هو ما يحددِّ طريق النصرة الروحية.

2- قد أعتقد أن الصداقة لا تؤثِّر عليَّ كثيراً، وأني أستطيع أن أستمر في علاقتي بالآخرين وفي الوقت نفسه أحتفظ بمبادئي ثابتة وإن اختلفت عن مبادئهم.  لكن مع الوقت، سرعان ما يتغير الحال وأجد نفسي وقد تأثرت بهم.  لذا حذّرنا الكتاب بالقول «لا تضلّوا، فإنَّ المعاشرات الرَّدِيَّة تُفسد الأخلاق الجيدة» (1كورنثوس51: 33)؛ فالألوان سريعاً ما تختلط!

عصام خليل
 

الصفحة الرئيسية - إتصل بنا - نبذة عن المجلة

كتّاب المجلة - أعداد نحو الهدف السابقةصفحة البحث

©2010 Nahwal Hadaf