2011 107

تـراجا فينادو

Bookmark and Share

“ڤنزويلا” دولة في شمال أمريكا الجنوبية، عاصمتها “كراكاس”، وتُعرّف بدولة البترول بأمريكا الجنوبية، ومعني اسمها بالإسبانية “ڤينسيا الصغرى”، وذلك بسبب الأكواخ التي كانت حول بحيرة ماراكايبو عند اكتشافها مع جزر الهند الغربية.  واستعمر الإسبان ڤنزويلا في بداية القرن الميلادي السادس عشر، واستمر استعمارهم لها أكثر من ثلاثة قرون.  وقامت ضد الحكم الإسباني عدة ثورات بزعامة سيمون بوليڤار، حتى استقلت البلاد في سنة 1830م، وذلك بعد أن انفصلت عن جمهورية كولومبيا الكبرى، والتي تكونت سنة 1821م.

ويكثر في ڤنزويلا “تراجا فينادو”، وهو ثعبان ضخم رهيب، ومعنى اسمه بالإسبانية “مبتلع الغزالان”، ويصل طوله لأكثر من تسعة أمتار.  وخطة “تراجا فينادو” في الصيد مليئة بالمكر والدهاء؛ فهو يعرف أن الغزال يعطش سريعًا ويحتاج أن يشرب مع بداية أشعة الشمس الأولى في الفجر.  فيلتف “تراجا فينادو” حول نفسه ليكوِّن ما يشبه البِرْكة، وفي أشعة الشمس يتحرك ببطء، فتنعكس من جلده نقط مضيئة من أشعة الشمس فتتلألأ، وعندها يأتي الغزال العطشان ليتمتع بالمياة الجارية، وهو لا يعلم أنها حيَّة قاسية.  وفي لحظة ينقض “تراجا فينادو” ليبتلع الغزال تدريجيًّا ويكسر عظامه ويفتتها تمامًا ولا يترك خارجًا إلا القرون وبعض الأظافر.

عزيزي القارئ، عزيزتي القارئة، إن “تراجا فينادو” صورة واضحة لما يعمله إبليس مع النفوس المسكينة التي تبحث عن مياه هذا العالم، كما قال الرب يسوع: «كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هَذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضًا.  وَلَكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ» (يوحنا4: 13).

وإبليس هو رئيس العالم (يوحنا12: 31؛ 14: 30)، ورئيس سلطان الهواء (أفسس2: 2) وهو خطير في:

أولاً: تنظيمه

«أَخِيرًا يَا إِخْوَتِي تَقَوُّوا فِي الرَّبِّ وَفِي شِدَّةِ قُوَّتِهِ.  الْبَسُوا سِلاَحَ اَللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَثْبُتُوا ضِدَّ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ.  فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هَذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ» (أفسس6: 10-12).  فمملكة الشيطان منظمة جدًا، فأجناد الشر الروحية (الملائكة الساقطون، جنوده) منهم رؤساء؛ يتحكمون في دول العالم، ثم سلاطين؛ يتحكمون في المقاطعات والمحافظات، ثم ولاة؛ ويتحكمون في المدن، ثم أجناد الشر الروحية؛ التي تستعبد وتحارب الأفراد.

ثانيًا: حِيَله

1- يأتي كأسد: في القوة والزئير والبطش: «اُصْحُوا وَاسْهَرُوا لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ.  فَقَاوِمُوهُ رَاسِخِينَ فِي الإِيمَانِ» (1بطرس5: 8).

2- يأتي كحيَّة: في الدهاء والخداع كـ“تراجا فينادو”: «وَلَكِنَّنِي أَخَافُ أَنَّهُ كَمَا خَدَعَتِ الْحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَكْرِهَا، هَكَذَا تُفْسَدُ أَذْهَانُكُمْ عَنِ الْبَسَاطَةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ» (2كورنثوس11: 3)، «وَرَأَيْتُ مَلاَكاً نَازِلاً مِنَ السَّمَاءِ مَعَهُ مِفْتَاحُ الْهَاوِيَةِ، وَسِلْسِلَةٌ عَظِيمَةٌ عَلَى يَدِهِ.  فَقَبَضَ عَلَى التِّنِّينِ، الْحَيَّةِ الْقَدِيمَةِ، الَّذِي هُوَ إِبْلِيسُ وَالشَّيْطَانُ» (رؤيا20: 1، 2).

3- يأتي كملاك نور: في أقدس الأوقات والأشياء: «لأَنَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ هُمْ رُسُلٌ كَذَبَةٌ، فَعَلَةٌ مَاكِرُونَ، مُغَيِّرُونَ شَكْلَهُمْ إِلَى شِبْهِ رُسُلِ الْمَسِيحِ.  وَلاَ عَجَبَ، لأَنَّ الشَّيْطَانَ نَفْسَهُ يُغَيِّرُ شَكْلَهُ إِلَى شِبْهِ مَلاَكِ نُورٍ!  فَلَيْسَ عَظِيمًا إِنْ كَانَ خُدَّامُهُ أَيْضًا يُغَيِّرُونَ شَكْلَهُمْ كَخُدَّامٍ لِلْبِرِّ» (2كورنثوس11: 14).

4- يأتي كطيور السماء: في خطفها لكلمة الرب من الإنسان: «كُلُّ مَنْ يَسْمَعُ كَلِمَةَ الْمَلَكُوتِ وَلاَ يَفْهَمُ فَيَأْتِي الشِّرِّيرُ وَيَخْطَفُ مَا قَدْ زُرِعَ فِي قَلْبِهِ.  هَذَا هُوَ الْمَزْرُوعُ عَلَى الطَّرِيقِ» (متى13: 19).

ثالثًا: تخصصه في العمل

1- روح كذب (2أخبار18: 21، 22).
2- روح زنى (هوشع4: 12).
3- روح عرافة (أعمال16: 16).
4- روح فشل (2تيموثاوس1: 7).
5- روح ضعف (لوقا13: 11).
6- روح نجس (متى43:12).
7- روح شريـر (أعمال19: 15، 16).

رابعًا: هزيمته

في صليب المسيح، فمنذ سقوط الإنسان وكانت النبوة: «وأضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها.  هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عَقِبه» (تكوين3: 15)، «لأجل هذا أُظهِر ابن الله لكي ينقض أعمال إبليس» (1يوحنا3: 8)، وقبل الصليب دخل الشيطان في يهوذا الإسخريوطي (يوحنا13: 27-30؛ متى27: 5؛ أعمال1: 25).  وقال الرب يسوع: «هذه ساعتكم وسلطان الظلمة» (لوقا22: 52، 53)، و«رئيس هذا العالم قد دِيِن» (يوحنا16: 11).  وفي الصليب تمت الآية: «فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضًا (الرب يسوع) كذلك فيهما؛ لكي يُبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس» (عبرانيين2: 14)، «إذ جرَّد الرياسات والسلاطين أشهرهم جِهارًا ظافرًا بهم فيه (في الصليب)» (كولوسي2: 15).

خامسًا: نهايته

النار الأبدية المُعَدَّة لإبليس وملائكته (متى25: 41)، «وإبليس الذي كان يُضِلهم طُرح في بحيرة النار والكبريت حيث الوحش والنبي الكذاب وسيُعَذَّبون نهارًا وليلاً إلى أبد الآبدين» (رؤيا20: 10).

عزيزي القارئ، عزيزتي القارئة، هل تصلي معي؟

صلاة: يا من حملتَ عني العار والهوان
لكي تحرّرني وتعتقني من الشيطان، أنا إليك الآن عطشان، فارحمني وخَلِّصني ومَتِّعني بالأمان. آمين!

زكريا استاورو
 

الصفحة الرئيسية - إتصل بنا - نبذة عن المجلة

كتّاب المجلة - أعداد نحو الهدف السابقةصفحة البحث

©2010 Nahwal Hadaf