2010 106

لا تستطيع أن تمنع الطيور أن تحلق فوق رأسك...

Bookmark and Share

لا تستطيع أن تمنع الطيور أن تحلق فوق رأسك، ولكنك تستطيع أن تمنعها من أن تعشش فوق رأسك.

مثل منطقي للغاية!  فإن مَرَّ طائر أثناء طيرانه فوق رأسك فمن يلومك؟!  ولكن إذا حدث وتركتَ هذا الطائر يبني عشه فوق رأسك، فمن يعذرك؟!

يمكننا تطبيق هذا المثل على أمور كثيرة تَعبُر بنا دون قصد مِنَّا، مثل: منظر رديء في الطريق العام، كلمة تُقال من زملاء الدراسة، أفكار شريرة يحاول العدو أن يلقيها في أذهاننا.  نحن في كل هذه الحالات لا يمكننا أن نمنع الطائر من أن يحلِّق فوق رؤوسنا، وإلا يلزمنا أن نترك هذا العالم إلى حيث لا توجد هذه الأشياء، وهذا سيحدث فقط بوصولنا السماء.  بالطبع، صديقي القارئ، أنت تفهم أنني أقصد هنا ما لست أنا السبب فيه، فلست أقصد موقعًا إباحيًّا دخلته بإرادتي، ولا نكتة طلبت من زملائي أن يقصُّوها عليَّ واستمعتُ إليها بشغف، ولا مكانًا أعرف أن فيه الشر ذهبت إليه قاصدًا، ولا كل ما تعمدتُ فعله.  لكني هنا أتكلم عن ما يصادفني في طريقي ولست أنا المسؤول عن وجوده في هذا الطريق ولا أستطيع الهرب منه.

نعم، نحن لا نستطيع منع هذه الأشياء من الاقتراب إلينا، لكن المؤمن الحقيقي يستطيع أن يمنعها من أن تعشِّش في رأسه.  فإذا قابله منظر رديء حوَّل عينيه سريعًا طالبًا قوة لذلك من الرب: «حَوِّلْ عَيْنَيَّ عَنِ النَّظَرِ إِلَى الْبَاطِلِ» (مزمور119: 37)، فالسالك بالحق «يُغَمِّضُ عَيْنَيْهِ عَنِ النَّظَرِ إِلَى الشَّرِّ» (إشعياء33: 15؛ اقرأ أيضًا: أمثال4: 25؛ متى18: 8).  وهو في الأصل لا يجلس في مجلس المستهزئين (مزمور1: 1)؛ لكن إن وصلت إلى سَمْعِه كلمة رديَّة رغمًا عنه، حكم عليها على الفور بأنها شريرة ولا يصلح لها أن تبقى في ذهنه.  وإن حاول الشيطان أن يضع في ذهنه فكرة شريرة من أي نوع، واجهها فورًا بالحق ورفضها مُصلِّيًا: «لِتَكُنْ أَقْوَالُ فَمِي وَفِكْرُ قَلْبِي مَرْضِيَّةً أَمَامَكَ يَا رَبُّ» (مزمور19: 14)، موجِّهًا فكره ليفكر في «كُلُّ مَا هُوَ حَق، كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ، كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ، كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ، كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ، كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ، إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ» (فيلبي4: 8).

صديقي، لا تترك طيور الشر تعشش في رأسك!

عصام خليل
 

الصفحة الرئيسية - إتصل بنا - نبذة عن المجلة

كتّاب المجلة - أعداد نحو الهدف السابقةصفحة البحث

©2010 Nahwal Hadaf