2001 51

كلكول و دردع

Bookmark and Share

كلكول و دردع أخوان من أبناء زارح بن يهوذا، ولقد كان زارح له خمسة أبناء، هم: زمرى وإيثان وهيمان وكلكول ودردع (1أخبار الأيام2: 6)، ولقد اشتهر أربعة منهم بالحكمة، وكانت حكمتهم مضرب الأمثال، حتى أن الروح القدس حين أراد أن يقارن حكمة سليمان ويوضح عظمتها، قال: «وفاقت حكمة سليمان حكمة جميع بني المشرق وكل حكمة مصر وكان أحكم من جميع الناس من إيثان الأزراحي وهيمان وكلكول ودردع» (1ملوك الأول4: 31).

ومن معاني الأسماء نجد كلاماً معزيا لنا: فاسم كلكول معناه «أقتات بـ» أو «أُطعَم على».

وهكذا نجد أن المؤمن الحقيقي، الذي ارتبط بالرب يسوع المسيح؛ يجد طعامه وشبعه الروحي في الرب نفسه.  وذلك عندما يتأمل في موت الرب، وذبحه على الصليب لأجلنا، كما تغذى شعب الله، في أرض مصر، على خروف الفصح الذي ذُبح ورُش دمه وشوي بالنار، والذي يشير إلى آلام المسيح وموته على الصليب. كما يجد المؤمن طعامه عندما يتأمل في حياة الرب واتضاعه وافتقاره، وهذا ما نجده رمزيا في الشعب قديماً إذ تغذوا في البرية على المن النازل من السماء الذي يشير إلى اتضاع ربنا يسوع.  كما يتغذى المؤمن عندما يتأمل في قيامة الرب وصعوده وجلوسه عن يمين العظمة في الأعالي، كما تغذى الشعب في أرض كنعان على غلة الأرض التي تشير إلى قيامة المسيح . ليعطينا الرب أن نشبع به دائماً، وذلك من خلال الكتاب المقدس والجلوس معه طويلاً.

أما دردع فمعنى اسمه «من امتلك المعرفة».

والمعرفة الحقيقية تبدأ بمعرفة الرب يسوع المسيح كالمخلِّص والفادي «تعرَّف به واسلم (أي كن في سلام) بذلك يأتيك خير» (أيوب22: 21).  إن الخاطئ الذي لم يتعرف بعد بالرب يسوع، وبالتالي لم يتمتع بغفران خطاياه، هو جاهل: لقد تكلم الرب  في متى 25 عن العذارى الجاهلات، وقال للغني الذي لم يستعد للأبدية «يا غبي» (لوقا12: 20).   لذلك إذا لم تكن قد عرفته بعد، فتعالَ إليه الآن بالتوبه والإيمان القلبي فتخلص وتصبح حكيماً.  لقد حسب الرسول بولس كل شيء خسارة ونفاية من أجل فضل معرفة المسيح يسوع (فيلبي3:8).  ولكن بعد الإيمان نحتاج أن ننمو في النعمة وفي معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح لذلك قال بولس «لأعرفه»، وكان يصلي من أجل مؤمني كولوسي لكي يمتلئوا من معرفة مشيئة الله في كل حكمة وفهم روحي، وأن يكونوا نامين في معرفة الله (كولوسي1)، وقال لمؤمني أفسس «وتعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة» (أفسس3: 19).  ويجب أن نعلم أن ليس فقط الله يريد أن جميع الناس يخلصون، بل أيضاً إلى معرفة الحق يقبلون.

أخي ... أختي ... هل امتلكت المعرفة الحقيقية؟  لقد طلب سليمان من الرب الحكمة والمعرفة، فأعطاه الحكمة والمعرفة وفوقها الغنى والأموال والكرامة؛ لذلك هل تطلب من الرب الآن الحكمة والمعرفة؟  إنه مستعد أن يعطيك بسخاء لأنه مكتوب «إن كان أحدكم تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعير» (يعقوب1: 5).  واعلم أن المعرفة هي موجودة في كلمة الله التي موضوعها شخص المسيح وعمله؛  لذلك اقرأ الكتاب المقدس كثيراً فتمتلك معرفة الحق وتُحفظ من الضلال.  وتذكَّر أن «قلب الفهيم يقتني معرفة وأُذُن الحكماء تطلُب علماً» (أمثال18: 15)، وأن «تحصيل الحكمة خير من اللآلئ» (أيوب28: 18).

أمين هلال
 

الصفحة الرئيسية - إتصل بنا - نبذة عن المجلة

كتّاب المجلة - أعداد نحو الهدف السابقةصفحة البحث

©2010 Nahwal Hadaf