2007 85

لست وحيدة

Bookmark and Share

 

كانت سيدة تقوم برحلة سياحية على نهر هدسون بنيويورك.  وعند نهاية الرحلة وصل قاربها الذى كانت تستقله ليلاً، ودخل الرصيف.  وبينما كانت تستعد للنزول منه، اقترب منها رجل لم تعرفه من قبل، وقال لها: “هل أنت وحيدة؟”.  أدركت المرأة أن دوافع الرجل شريرة فقالت له: “لا، لست وحيدة؛ معى رفيق”.  غادرت القارب، ومرَّت بعدة منازل، وهي في طريقها إلى بيتها؛ سمعت وراءها وقع أقدام، فالتفتت وإذا بالرجل نفسه.  كانت المرأه قد اقتربت من بيتها، فأسرع الرجل الخطى، وقابلها على باب بيتها، وقال وهو ساخط: “أظن أنك قُلتِ إنك لست وحيدة”.  فقالت: “حقًا لست وحيدة”.  قال: “لكني لا أرى أحدًا معك”.  قالت: “آه، أنت لا تفهم، ولا ترى”، والتفتت إليه، وهي امرأة جميلة فى منتصف العمر وقالت: “ألا ترى أن الرب معي على الدوام”.  فتمتم الرجل وغضب ولعن وذهب..  كما لو أنه يخاطب إنسانة مجنونة، وهى ليست كذلك بل هي مؤمنة وقد تعلَّمت درسًا عظيمًا فى الرفقة الالهية.

وما نريده هنا هوتشجيع كل قرائنا الأعزاء، وخاصة الذين يجتازون في امتحانات، أو ربما ينتظرون نتيجتها، بأن الرب معنا فى كل طرق حياتنا.  ومثلما كان مع يوسف فكان رجلاً ناجحًا هو أيضًا معك ومعي، فهو:

1) معنا كل الزمان: قال سيدنا لتلاميذه: «دُفع إلىّ كل سلطان فى السماء وعلى الارض...  وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر .آمين» (متى18: 19).

2) معنا وقت الامتحان: بينما كان في طريقه إلى لجنة الإمتحان شعر جدعون بن يوآش بالضعف وقلّة الإمكانات «فالتفت إليه الرب وقال: اذهب بقوّتك هذه... أما أرسلتك»، وقال له أيضًا: «إني أكون معك» (قضاة6: 16).  فقد تشعر بأنك لم تحصِّل كما ينبغي، أو بتواضع ما لديك من قدرات، أو حتى أنك نسيت ما استذكرته، فالرب يقول لك «إني أكون معك».

3) معنا فى ساعة المحنة: عندما أُلقي الفتيه الثلاثة فى أتون النار، نجد أن الملك تحير.  لماذا؟  لأن الحال تغير، والعدد أيضًا تغيَّر، فلقد ألقوهم مربوطين، ولكن الملك رآهم  محلولين.  ألقوا ثلاثة، وها هم أربعة، والرابع لروعته وجلاله، لم يعرفه الملك؛ ولكن نحن نعرفه لأنه حبيب القلب، ورفيق الطريق.  كذلك كان مع بولس حين تعرَّضت سفينته لأشهر قصة غرق.

4) هو معنا فى ساعة الموت: قال “مودى” قبل ساعة إنطلاقه: “إني أرى الأرض تنكمش، والسماء تنفتح، إن هذا ليس حلمًا بل هو الحقيقة، إذا كان هذا هو الموت فهو اختبار لذيذ”.  ثم هتف قائلاً: “هذا يوم نصرتي، يوم تتويجي”.  وكذا أنشد داود: «أيضًا إذا سرت فى وادي ظلّ الموت، لا أخاف شرًّا لأ نك أنت معي» (مزمور23: 4).

صديقى صديقتى..  إن الرب معي ومعك؛ لذا لا يجب أن نخاف..  فأنت لست وحدك.

صفوت تادرس
 

الصفحة الرئيسية - إتصل بنا - نبذة عن المجلة

كتّاب المجلة - أعداد نحو الهدف السابقةصفحة البحث

©2010 Nahwal Hadaf