2015 135

بين الأصحاب

Bookmark and Share

في يوم كانوا أصحابنا ندى وريهام مروحيين مع بعض. وش ندى أتقلب، بعد ما خلَّصت التليفون اللي كان معاها..
ندى: مادونا عاوزه مني ورق العربي!
ريهام: مادونا مين؟
ندى: مادونا اللي في الشله القديمة إياها!
ريهام: أه عرفتها.
ندى: أنا محتاره أعمل إيه؟
ريهام: هقولك فكرة، تعالي اطلعي معايا اديكي ورق التاريخ، وبالمره تحكي مع ماما في الموضوع لو حابَّه.
ندى: مش عاوزه أعطلك عن المذاكره أو أعطلها.
ريهام: تعطيل إيه بس؟! تعالي ده ماما هتنبسط أوي.
أستأذنت ندى من مامتها وروحت مع ريهام..
ريهام: يا ماما ندى في موقف صعب، وعاوزه تحكي معاكي لو فاضية.
ماما: يا ندى أنا لو مشغولة أفضالك مخصوص؛ إنتي غاليه على قلبي زي غلاوه ريهام ومارك بالظبط.
ندى: شكرًا يا طنط، وأنا باعزّ حضرتك جدًا
ماما: إنتوا حبايب قلبي وباشكر ربنا إنه بعتك لريهام؛ لأنك بجد صديقة حقيقية وبالمس فيكي معرفة ربنا.
ندى: مش أوي كده يا طنط، ما أنا بعد ما هحكيلك ممكن تغيري وجهه نظرك دي.
ماما: ليه بس.. خير؟
ندى: أنا السنتين اللى فاتوا كنت في شلة، وفيه واحدة منهم كانت الأقرب ليا اسمها مادونا. ماما كانت حذرتني منها كتير، لكن ماسمعتش الكلام. لحدّ ما جيت في يوم وسمعتها بودني بتحكي أسراري للشلة. ومن ساعتها وأنا بطلت احكيلها أسراري، بعد ما خانت الثقه. المهم النهارده مادونا طلبت مني ورق العربى بتاع الأستاذ اللي بأخد عنده أنا وريهام!
ماما: تمام.. فين المشكله؟
ندى: بصراحه ضميري واجعني.
ماما: انتي مش عاوزه تديها الورق؟
ندى: لا أنا عاوزه أديها الورق عادي، بس اللي مش عادي إني أرجع اتعامل معاها زي الأول. هما جرحوني جامد. أنا سامحتهم، لكن الي تاعبني إني مش ناسية اللي عملوه فيا، ولا قادره أتعامل معاهم كأن مفيش حاجه حصلت!
ماما: الغفران يا ندى ياحبيبتي مش بيخلينا ننسى اللي اتعمل فينا، لكن بيشيل المرارة اللى جوايا تجاه اللي جرحوني.
ندى:بس انا مش قادره أتعامل معاهم زي الأول، يبقى انا كده مغفرتش صح؟
ماما: فيه حاجة كمان لازم تاخدي بالك منها؛ إنتي مش مُلزمة تتعاملي معاهم زي زمان، الكتاب بيقول «حَسَبَ طَاقَتِكُمْ سَالِمُوا جَمِيعَ النَّاسِ» (رومية١٢: ١٨)، ومش من الذكاء إني أرجع أتعامل كأنّ مافيش حاجه حصلت، لكن المواقف دي بتعلمني أعمل حدود مع الناس اللي ممكن تؤذيني من غير سبب وآخد بالي من كده. لكن أهم حاجه إني أتأكِّد وفي محضر الرب إني بجد مسامحة وغافرة. ممكن أكون فاكرة اللي حصل؛ لأن الغفران مش بيمحي الذاكرة، لكن عارفة ومقدَّرة إن ده حصل منهم من جهل، وبافتكر إنه زي ما الرب على الصليب غفر خطيايا الكتير، أنا كمان لازم أغفر لغيري.
أدت ندى لمادونا الورق.
ومرت أيام وأسابيع.. وفى يوم فى الفسحه جات مادونا وقالت لندى: معلش عاوزاكي في كلمة
ندى: خير؟ حابة أجيبلك ورق تاني؟
مادونا: إنتي بتعملي معايا كده ليه؟
ندى (باستغراب): باعمل إيه؟
مادونا: بتعامليني كأنّ مافيش حاجة حصلت، وبتديني الورق عادي!
ندى: انتي متضايقة من كده؟
مادونا: لا طبعًا. أنا مستغربة، أنا غلطت في حقك!
ندى:بس أنا سامحتك
مادونا: ليه؟ هو ده اللى مجنني. ليه تعامليني بالخير وتسامحيني في حين إني مش بس غلطت فيكي لكن فوق ده باطلب منك خدمة من غير ما أتأسف لك! وكأن مفيش حاجه حصلت!!
ندى: هتقولي إني بوعظ، عشان كده مش هاقولك ليه سامحتك.
مادونا: لا أوعظينى، قولي أي حاجه، أنا قابلى أسمع.
ندى: سامحتك لأن ربنا سامحني على غلطاتي، هو غفر خطيتي وعلى استعداد يغفر خطيتك، يبقى آجي أنا واقول إني مش مسامحاكي؟!
مادونا: بس انا متأسفتش حتى!
ندى: لما سامحتك ارتحت، لما سامحتك الكُره مشي من قلبي وبقيت قادره أصلي. مش هانكر إني اتجرحت منك، لكن مسامحاكي؛ بدليل إني إديتك الورق، وعندي إستعداد اديكي أي ورق تاني إنتي محتاجاه!
مادونا: ياه يا ندى.. أنا كنت فاكره إني مش هلاقي حد قلبه أبيض في الزمن ده!
ندى: صدقيني يا مادونا لولا وجود ربنا فى حياتي، كان زمان قلبي يبقي أسود فحم. لكن هو بحبّه غيَّر قلبي، وكل ما باحبه وباقرب منه بيغيرني بجد للأحسن.
مادونا: أنا شايفاكي إنك فعلاُ بتتغيري للأحسن، بس العيشه مع ربنا مكلّفة أوي!
ندى: هبقى بكدب عليكي لو قلتلك مش مكلفة، لكن كل ما بتديله كل ما هتتبسطي أكتر.
مادونا: هتبسط من إيه؟
ندى: عطايا ربنا أصليه غير عطايا العالم، يعنى بيدي سلام أصلي مش مزيف، فرح حقيقي مش أي كلام. كمان متنسيش إنه هو اللى بيديني القوه إني أعيش له.. لولا صليبه وغفرانه ماكنتش هافكَّر مثلاً أسامحك! ولما سمعت كلامه وسامحتك، فرحت وارتحت.
مادونا: بس برضه يا ندى، أديكي اهوه وإنتي مع ربنا لكن إتجرحتي.
ندى: ايوه باتجرح، لكن إيديه دايمًا بتداوي جروحي. بامرّ في مشاكل لكن هو شايلني وبيعديني. كل حاجه بامرّ فيها، بابقى متطمنة لأنّه هو اللي ماسك بيميني، وهو اللي هيقودني وأنا باتِكل عليه، غير خالص إني أكون باواجه ده كله لوحدي.
مادونا: انا محتاجه افكر فى كلامك ده. شكرًا يا ندى إنك مسمحاني وعلي كلامك القيم.
ندى: شكرًا لربنا اللي حبنا وسكب فى قلوبنا محبته. هصليلك. ولو عوزتي أي حاجه تاني أنا تحت أمرك.
فرحت ندى جدًا من اللي حصل.. اللي بيطيع الرب، الرب بيباركه. الرب استخدم الألم وطاعة ندى في إنه يوصل لقلب مادونا.
آن عماد
 

الصفحة الرئيسية - إتصل بنا - نبذة عن المجلة

كتّاب المجلة - أعداد نحو الهدف السابقةصفحة البحث

©2010 Nahwal Hadaf