2014 130

الحلو ميكملش

Bookmark and Share
مثل عامي مصري شهير، يقولونه عندما يكتشفون عيبًا في شيء جميل، فيكون بمثابة صدمة لهم أن هذا الجميل، أو "الحلو"، لم يكتمل في مزاياه كما كانوا يتوقعون.

وفي الواقع هذه قاعدة علمية، وحقيقة اختبارية أيضًا.

فعلميًا، لا يوجد على وجه الأرض أي نظام طبيعي أو صناعي أو جهاز تصل كفاءته إلى 100%، فلا يمكن أن نتوقع إذًا ألاّ نجد له عيوبًا ونقائص وطاقة ضائعة وتوقعات خائبة.

أما اختباريًا، أو واقعيًا، فكم من مرة اشترينا سلعةً أو جهازًا كنا نتوقع منه الكثير، وربما أنفقنا عليه ما هو أكثر من طاقتنا؛ ثم لم تمر إلا فترة وجيزة حتى ابتدأت تتكشف لنا عيوبه، فأدركنا أن "الحلو ما يكملش". بل وكم مَرَّ في حياتنا من أحباء أو أصدقاء أو أشخاص كنا نعتبرهم أبطالاً وربما قدوة ومُثل عُليا، توقعنا منهم الكثير إلى حد الكمال، ثم كشفت لنا الأيام أن "الحلو ما يكملش". والأهم أننا كم صُدمنا في أنفسنا نحن، حين اكتشفنا عيوبنا الكثيرة وأن "الحلو ما يكملش".

لكن التاريخ شهد شخصية، واحدة وحيدة، حَوَت جميع أوصاف الكمال، قال عن نفسه «مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟» (يوحنا8: 46)، ولم يستطع أحدٌ أن يلومه على خطإ. بل قيل عنه ممن حاولوا أن يتصيدوا له هفوة «لَمْ يَتَكَلَّمْ قَطُّ إِنْسَانٌ هكَذَا مِثْلَ هذَا الإِنْسَانِ!» (يوحنا7: 46). وقال عنه آخر «لَمْ يَفْعَلْ شَيْئًا لَيْسَ فِي مَحَلِّهِ» (لوقا23: 41). وحين وُصف من أحبائه قيل عنه «حَلْقُهُ حَلاَوَةٌ وَكُلُّهُ مُشْتَهَيَاتٌ» (نشيد5: 16). إنه ربي ومخلّصي يسوع المسيح، والذي أصلي أن يكون لك أنت أيضًا كذلك.

والخبر الجميل أن كل من ارتبط بهذا العظيم الكامل يتمتع ببره «الْمَسِيحِ يَسُوعَ، الَّذِي صَارَ لَنَا حِكْمَةً مِنَ اللهِ وَبِرًّا وَقَدَاسَةً وَفِدَاءً» (1كورنثوس1: 30). فبالإيمان الحقيقي به يصير المؤمن "إنسانًا في المسيح" ويقول الكتاب «إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ (أو الملامة) الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ» (رومية8: 1)، فكما أن السائل في زجاجة نراه بلون الزجاجة، كذلك المؤمن في المسيح يراه الله «بِلاَ لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي الْمَحَبَّةِ» (أفسس1: 4). وهكذا يمكننا أن نسعى، ونحن نعرف نظرة الله هذه، لنكون أفضل كل يوم، سائرين نحو حالة الكمال التي سنبلعها في السماء، ونحن نسبح «الْقَادِرُ أَنْ يَحْفَظَكُمْ غَيْرَ عَاثِرِينَ، وَيُوقِفَكُمْ أَمَامَ مَجْدِهِ بِلاَ عَيْبٍ فِي الابْتِهَاجِ، الإِلهُ الْحَكِيمُ الْوَحِيدُ مُخَلِّصُنَا، لَهُ الْمَجْدُ وَالْعَظَمَةُ وَالْقُدْرَةُ وَالسُّلْطَانُ، الآنَ وَإِلَى كُلِّ الدُّهُورِ. آمِينَ» (يهوذا24-25).

عصام خليل
 

الصفحة الرئيسية - إتصل بنا - نبذة عن المجلة

كتّاب المجلة - أعداد نحو الهدف السابقةصفحة البحث

©2010 Nahwal Hadaf