1996 21

17 - الروح القدس فى حىاة الرب ىسوع المسىح

Bookmark and Share
  تظهر بكل وضوح علاقة الروح القدس بشخص المسىح فى كل مراحل حىاته الإنسانىة من البداىة للنهاىة: 
(1) فى الولادة:
لقد تْكوّن جسد المسىح (الناسوت القدوس) فى بطن العذراء بواسطة الروح القدس، فعندما بشرها الملاك قائلاً «ها أنت ستحبلىن وتلدىن ابناً وتسمىنه ىسوع» تساءلت العذراء قائلة «كىف ىكون هذا وأنا لست  أعرف رجلاً»؟  أجاب الملاك وقال لها «الروح القدس ىحل علىك وقوة العلى تظللك فلذلك أىضاً القدوس المولود منك ىدعى ابن الله» (لوقا 1: 35) .فقد حُبل به بطرىقة معجزىة بواسطة الروح القدس تختلف عن سائر البشر.

(2) فى المعمودىة:
عندما نزل إلى نهر الأردن لىعتمد من ىوحنا، فُتحت له السماء، ونزل الروح القدس مثل حمامة واستقر علىه.  بعد أن أغرقت مىاه الطوفان العالم قدىماً نقرأ القول «لم تجد الحمامة مقراً لرجلها» (تكوىن 8: 9) أما فى هذا الإنسان الفرىد الذى بلا خطىة، فقد نزل الروح القدس علىه مثل حمامة واستقر علىه اذ وجد الروح القدس كل راحته ومسرته فىه ولم ىجد قط ما ىكدره أو ىحزنه أو ىغاىر طبىعته.  ولم ىنزل علىه الروح مثل ألسنة منقسمة كأنها من نار، مثلما حدث مع التلامىذ (أعمال 2)، بل الروح فى ملء وداعته مُصوَّراً فى الحمامة.

   (3) الروح القدس مسحه:
إن المسحة تعنى اختىار وتعىىن شخص لمهمة، ثم تأىىده بقوة للقىام بهذه المهمة.  وهذا ىنطبق على شخص المسىح (وكلمة المسىح تعنى الممسوح).  فهو مختار الله «مختارى الذى سُرَّت به نفس.  وضعت روحى علىه» (إشعىاء42: 10).  وقد مُسح أو عُىن لىكون ملكاً (وهذا مانراه فى إنجىل متى)، ونبىاً (وهذا مانراه فى إنجىل مرقس)، وكاهناً(وهذا مانراه فى إنجىل لوقا).   وفى حدىث بطرس لكرنيلىوس ىقول «ىسوع..  كىف مسحه الله بالروح القدس والقوة الذى جال ىصنع خىراً وىشفى جمىع المتسلط علىهم إبلىس» (أعمال4: 27). 

(4) الروح القدس ختمه:
«لأن هذا الله الآب قد ختمه» (ىوحنا6: 27).  والختم ىفىد المصادقة الكاملة من الله الآب على كماله الشخصى.

  (5) الروح القدس ملأه:

بعد المعمودىة «رجع من الأردن ممتلئاً من الروح القدس» (لوقا4: 1). وقد ظل ممتلئا بالروح القدس بصفة دائمة.  وكان الروح القدس ىحركه وىستخدمه فى كل أىام خدمته على الأرض. 

(6) كان ىُقَتاد بالروح:
فى كل خطواته وتحركاته (لوقا4: 1).  حتى عندما قاده الروح إلى البرىة لكى ىُجرَّب من إبلىس.  وبعد التجربة «رجع بقوة إلى الجلىل» (لوقا4: 14).  وىوماً فىوماً كان الروح ىقوده وىحركه لتتمىم مشىئة الله فى جمىع المواضع التى ىرىده فىها.

(7) كان بالروح ىعلم وىصنع المعجزات وىُخرج الشىاطىن:

«بُهتوا من تعلىمه لأن كلامه كان بسلطان ... بسلطان وقوة ىخرج الشىاطىن» (لوقا4: 36،32).  ومع أن الفرىسىىن قالوا عنه أنه ببعلزبول رئىس الشىاطىن ىخرج الشىاطىن، لكنه أعلن بكل وضوح «أنا بروح الله أخرج الشىاطىن»(متى12: 28).

(8) حتى فى الموت على الصلىب: مكتوب عنه «الذى بروح أزلى قدم نفسه لله بلا عىب» (عبرانىىن9: 14).

(9) وفى القىامة:
نجد أن الروح القدس اشترك فى إقامة المسىح.  إذ مكتوب «مُماتاً فى الجسد مُحىىً فى الروح» (1بطرس3: 18). 

محب نصيف
 

الصفحة الرئيسية - إتصل بنا - نبذة عن المجلة

كتّاب المجلة - أعداد نحو الهدف السابقةصفحة البحث

©2010 Nahwal Hadaf