2011 109

يوســـف

Bookmark and Share

تكلَّمنا في مرة سابقة عن يوسف وهو يشير بوضوح إلى الرب يسوع المسيح في نَواحٍ كثيرة، ونستكمل الدراسة بمعونة الرب:

(1) يوسف جميل المنظر: «وكان يوسف حسن الصورة وحسن المنظر» (تكوين39: 6).  صورة لجمال المسيح وروعته فهو الذي يُقال عنه: «ما أجوده وما أجمله!» (زكريا9: 17)، «حلقه حلاوة وكله مشتهيات» (نشيد5: 17)، «أبرع جمالاً من بني البشر» (مزمور45: 2).  لقد كان المسيح في حياته رائعًا في كل شيء، تأمل في اتضاعه، وقداسته، وحنانه، ومحبته، ورقته، في كلماته، ومعجزاته؛ تجده جميلاً جدًا.  ليتنا نتأمل باستمرار في صفات المسيح الرائعة ونتمثل به في كل شيء.

(2) طهارة يوسف: رفض يوسف فعل الشر لكي لا يخطئ إلى الله.  وفي هذا إشارة جميلة إلى قداسة ربنا يسوع المسيح، الذي قال لليهود: «من منكم يبكتني على خطية» (يوحنا8: 46)، ولم يستطع أحد أن يفعل ذلك.

وفي تجربة يوسف من امرأة فوطيفار (تكوين39) صورة لتجربة المسيح من الشيطان (متى4).  ففي تجربة يوسف نجد امرأة فوطيفار تقول له ثلاث مرات: اضطجع معي، ولكنه في كل مرة ينتصر، في المرة الأولى (ع7) نجد أنها رفعت عينيها إليه وقالت له اضطجع معي، وهنا نجد الإغراء؛ ولكنه أبى.  وفي المرة الثانية (ع10) نجد أنها كلَّمته يومًا فيومًا وهنا نجد الإلحاح؛ ولكنه لم يسمع لها.  وفي المرة الثالثة (ع12) أمسكته بثوبه قائلة: اضطجع معي، وهنا نجد استخدام القوة لفعل الشر؛ ولكنه ترك ثوبه في يدها وهرب إلى خارج.  لقد انتصر في كل المرات الثلاث، صورة لنصرة المسيح العظيمة على الشيطان في التجارب الثلاث المذكورة في متى4، لوقا4، وذلك بقوة الصلاة والمكتوب.

ليحفظنا الرب من الخطية والنجاسة ولنعش حياة الطهارة والقداسة العملية، وعلينا أن نهرب وبسرعة من الخطية متذكرين الوصية المباركة: «أما الشهوات الشبابية فاهرب منها» (1تيموثاوس3: 22).

(3) يوسف يُتهم ظلمًا: مع أن يوسف لم يفعل الشر مع ز

وجة فوطيفار، لكنها اتهمته ظلمًا بذلك، لقد كانت هي المذنبة وهو البرئ، هي الكاذبة وهو الصادق.  صورة للظلم الذي وقع على الرب يسوع اثناء حياته على الأرض وهو البار القدوس، حيث اتُهم باتهامات كثيرة.

بسبب تهمة كاذبة وُجِّهت ليوسف، قُبض عليه وذهب إلى السجن، وبسبب التهم الكثيرة الكاذبة التي وُجِّهت للرب يسوع قبضوا عليه وذهبوا به إلى الصلب.
أخي.. أختي.. يا من تتعرض للظلم، تشجع.  فإن ليس فقط يوسف ظُلم، لكن رب المجد يسوع أيضًا ظُلم.  يوسف دخل السجن لكنه خرج إلى العرش، والرب يسوع ذهب إلى الصليب ثم القبر لكنه قام وهو الآن جالس على عرش الله مكلَّل بالمجد والكرامة.  وما أروعه تعويضًا من الله القدير لكل من احتمل أحزانًا متألِّمًا بالظلم.

(4) يوسف في السجن وسط اثنين من المذنبين: دخل يوسف السجن، ودخل أيضًا السجن اثنان من أشهر المذنبين هما: رئيس السقاة ورئيس الخبازين، اللذين أذنبا إلى سيدهما ملك مصر.  وبذلك كان يوسف البرئ وسط اثنين من المذنبين، صورة للرب يسوع الذي عُلِّق على الصليب وسط اثنين من المذنبين، لص عن اليمين والآخر عن اليسار.  وبذلك تمَّت النبوة  «أُحصي مع أثمه» (إشعياء53: 12).  ولقد فسَّر يوسف حلمي رئيس السقاه ورئيس الخبازين، فأعلن عن خلاص الواحد وهلاك الآخر.  وفي هذا صورة لما حدث في صليب المسيح، فواحد من اللصين آمن بالرب يسوع فخلص وذهب إلى الفردوس، والآخر رفض الإيمان واستمر في تعييره وتجديفه للمسيح، وهلك هلاكًا أبديًا (لوقا23: 39-43).

(5) يوسف يخرج من السجن: صورة لقيامة المسيح من بين الأموات ظافرًا غالبًا ناقضًا أوجاع الموت.  لقد ترك يوسف ثياب السجن في السجن، صورة للمسيح الذي قام من الأموات وترك الأكفان في القبر (يوحنا20: 6، 7).

(6) يوسف يلبس ثياب بوص: ألبسه فرعون ثياب بوص (تكوين41: 42)، إعلانًا عن الرفعة التي صارت ليوسف والسلطان الذي أُعطى له ليحكم ويتسلط والكل يركع له، صورة للرب يسوع في ظهوره بالمجد والقوة حيث سيكون راكبًا على فرس أبيض وبالعدل يحكم ويحارب حيث سيقضي على الأعداء ثم يملك بالبر والسلام.

ونجد في حياة يوسف أربعة ثياب:

القميص الملون في بيت أبيه، حيث نرى التميّز والمجد والتمتع بمحبة يعقوب، صورة للرب يسوع الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب من الأزل وإلى الأبد الذي لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله، وهذا هو موضوع إنجيل يوحنا.

ثوب العبيد في بيت فوطيفار، حيث نجد الخدمة التاعبة والمضحية، صورة للرب يسوع الذي أخلى نفسه آخذًا صورة عبد صائرًا في شبه الناس، وهذا هو موضوع إنجيل مرقس.

ثوب المذنبين في بيت السجن، حيث الألم والمعاناة والمذلة والظلم الذي تعرض له وهو البريء، صورة لآلام الصليب الرهيبة التي احتملها لأجلنا، وهذا هو موضوع إنجيل لوقا.

ثياب البوص الثياب الملكية وهو حاكم على كل أرض مصر، صورة لملك المسيح على كل الأرض «لذلك رفعه الله وأعطاه اسمًا فوق كل اسم لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن تحت ومن على الأرض ومن تحت الأرض ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب» (فيلبي2: 9-11)، وهذا هو موضوع إنجيل متى.

(7) يوسف يأخذ اسم صفنات فعنيح: ودعا فرعون اسم يوسف صفنات فعنيح (تكوين41: 45)، وهو اسم له عدة معان: مخلص العالم، مستبقى الحياة، كاشف الأسرار؛ وكلها تشير إلى الرب يسوع المسيح.

أخي.. أختي.. عندما جاعت جميع أرض مصر وصرخ الشعب إلى فرعون، قال لهم «اذهبوا إلى يوسف» لأن عنده الطعام والشبع؛ صورة للرب يسوع خبز الحياة ومصدر الحياة، وهو الذي قال: «أنا هو خبز الحياة.  من يُقبل إليَّ فلا يجوع ومن يؤمن بي فلا يعطش أبدًا» (يوحنا6: 35).  فكل شخص الآن جائع روحيًا ويصرخ إلى الله، يقول له: آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص.

أمين هلال
 

الصفحة الرئيسية - إتصل بنا - نبذة عن المجلة

كتّاب المجلة - أعداد نحو الهدف السابقةصفحة البحث

©2010 Nahwal Hadaf