2010 105

إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب

Bookmark and Share

مَثَل شهير موجود في لغات عديدة فيقولون مثلاً في الإنجليزية: “Speech is silver but silence is golden”.
والحقيقة أننا نحتاج بشدة للالتفات إلى ما نقوله؛ فالكلام أمرٌ جَدّ خطير.  فكم من مرات ندمنا على كلمات لم ندقِّق قبل قولها، أو تسرعنا في النطق بها! 

وبسبب الكلام كم خسرنا علاقات!  وكم أسأنا إلى كثيرين!  وكم جلبنا المتاعب على أنفسنا، والأذى لمن حولنا!  بل وكم أخطأنا في حق الله نفسه بكلامنا في محضره!

يلخِّص سليمان الحكيم خبرته في ما يتعلق بالكلام في هذه الكلمات البليغة: «لاَ تَسْتَعْجِلْ فَمَكَ وَلاَ يُسْرِعْ قَلْبُكَ إِلَى نُطْقِ كَلاَمٍ قُدَّامَ اللهِ، لأَنَّ اللهَ فِي السَّمَاوَاتِ وَأَنْتَ عَلَى الأَرْضِ، فَلِذلِكَ لِتَكُنْ كَلِمَاتُكَ قَلِيلَةً...  قَوْلَ الْجَهْلِ مِنْ كَثْرَةِ الْكَلاَمِ...  لاَ تَدَعْ فَمَكَ يَجْعَلُ جَسَدَكَ يُخْطِئُ...  لِمَاذَا يَغْضَبُ اللهُ عَلَى قَوْلِكَ، وَيُفْسِدُ عَمَلَ يَدَيْكَ؟  لأَنَّ ذلِكَ مِنْ...  كَثْرَةِ الْكَلاَمِ.  وَلكِنِ اخْشَ اللهَ...  فِي شَفَتَيِ الْعَاقِلِ تُوجَدُ حِكْمَةٌ...  أَمَّا فَمُ الْغَبِيِّ فَهَلاَكٌ قَرِيبٌ...  كَثْرَةُ الْكَلاَمِ لاَ تَخْلُو مِنْ مَعْصِيَةٍ، أَمَّا الضَّابِطُ شَفَتَيْهِ فَعَاقِلٌ...  وَالْجَاهِلُ يُكَثِّرُ الْكَلاَمَ» (جامعة5: 1‑14؛ اقرأ أيضًا أمثال17: 27، 28؛ 21: 23). 

وما أصدق هذا التقرير!

لذا حري بنا أن نتعلم ألا نُكثر الكلام ونطبِّق هذا التحريض في حياتنا: «إِذًا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُسْرِعًا فِي الاسْتِمَاعِ، مُبْطِئًا فِي التَّكَلُّمِ، مُبْطِئًا فِي الْغَضَبِ» (يعقوب1: 19).

على أن السكوت ليس دائمًا من ذهب؛ ففي حين صلَّى داود مرة: «أَتَحَفَّظُ لِسَبِيلِي مِنَ الْخَطَإِ بِلِسَانِي.  أَحْفَظُ لِفَمِي كِمَامَةً فِيمَا الشِّرِّيرُ مُقَابِلِي»، فقد أتبع ذلك بالقول: «صَمَتُّ صَمْتًا، سَكَتُّ عَنِ الْخَيْرِ؛ فَتَحَرَّكَ وَجَعِي، حَمِيَ قَلْبِي فِي جَوْفِي» (مزمور39: 1‑3).  والصمت عن الخير والحق أمر لا يليق بمن إلههم هو الحق والخير كلهما.  فعندنا ما نقوله لنجلب كل الخير لمن يسمعنا.

يومًا كان عند أربعة من البرص بشارة حسنة يحتاجها الشعب كله ببشرى الإنقاذ من الموت جوعًا: «ثُمَّ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: لَسْنَا عَامِلِينَ حَسَنًا.  هذَا الْيَوْمُ هُوَ يَوْمُ بِشَارَةٍ وَنَحْنُ سَاكِتُونَ، فَإِنِ انْتَظَرْنَا إِلَى ضَوْءِ الصَّبَاحِ يُصَادِفُنَا شَرٌّ.  فَهَلُمَّ الآنَ...» (2ملوك7: 9).  ونحن نملك أعظم بشارة أن “الخلاص بيسوع وحده”، فهَلُمَّ الآن لنخبر الآخرين!

ولنصلِّ باستمرار لإلهنا ليعلِّمنا متى نتكلم ومتى نسكت!

عصام خليل
 

الصفحة الرئيسية - إتصل بنا - نبذة عن المجلة

كتّاب المجلة - أعداد نحو الهدف السابقةصفحة البحث

©2010 Nahwal Hadaf