2007 87

الملك - 2

Bookmark and Share

تحدّثنا العدد الماضي عن نشأة المُلك، وكيف اتّسم معظم ملوك البشر بصفات رديئة.  لكننا من الكتاب نعلم أن هناك ملكًا واحدًا، وحيدًا، يمكن أن يُقال عنه، في كل الزمان، وكل المواقف أنه «يُدعى أمينًا وصادقًا، وبالعدل يحكم» (رؤيا19: 11).  إنه ليس فقط “ملك” ولا حتى «ملك (على) ملوك» كنبوخذنصر؛ بل هو وحده من يستحق أن يُقال عنه «ملك الملوك (أي فوق كل الملوك) ورب الأرباب» (رؤيا19: 16؛ 1تيموثاوس6: 15).  وهو الوحيد الذي يمكن أن نقول إنه «يملك إلى الدهر والأبد» (خروج15: 18)، فهو فوق الزمن. 

هل عرفت من هو يا عزيزي؟  نعم، هو الرب يسوع المسيح.  وهو يريد أن يملك على حياتك الآن ليجعلها أروع حياة.

في يوم سابق، رفض الشعب أن يملك الرب عليه، وطلب من صموئيل أن يمسح لهم ملكًا كسائر الشعوب.  ولما ساء الأمر في عيني صموئيل، قال له الرب «لأنهم لم يرفضوك أنت، بل إياي رفضوا حتى لا أملك عليهم».  وقد أعطى الرب للشعب طلبهم بعد أن أخبرهم بـ«قضاء الملك الذي يملك عليكم.  يأخذ بنيكم ويجعلهم لنفسه...  ويأخذ حقولكم وكرومكم وزيتونكم أجودها ويعطيها لعبيده... ويأخذ عبيدكم وجواريكم وشبّانكم الحسان وحميركم ويستعملهم لشغله...  فتصرخون في ذلك اليوم من وجه ملككم الذي اخترتموه لأنفسكم فلا يستجيب لكم الرب في ذلك اليوم»، وكل من يملِّك آخر غير الرب على حياته لن يناله في النهاية إلا العبودية وخراب الحياة. 

ومع ذلك التحذير «أبى الشعب أن يسمعوا لصوت صموئيل، وقالوا: لا بل يكون علينا ملك» (اقرأ القصة بالكامل في 1صموئيل8؛ 9).  وقد كانت خسارتهم فادحة في الملك الذي اختاروه لأنفسهم، وبل وأثبت التاريخ أن كل اختياراتهم كانت كأشجار العوسج المؤذية والتي لا يُطال منها نفع (اقرأ قضاة9). 

بل وازدادوا جدًا فقالوا يومًا: «ليس لنا ملك إلا قيصر!» (يوحنا19: 15)، فتم فيهم مثل القائلين: «لا نريد أن هذا يملك علينا».  لكن ذاك الذي يومًا سُخر منه بالقول: «السلام يا ملك اليهود»، وألبسوه تاج شوك على رأسه؛ سيراه الكل قريبًا «وعلى رأسه تيجان كثيرة» (رؤيا 19: 12)، وسوف «تجثو باسم يسوع كل ركبة؛ ممن في السماء ومن على الارض ومن تحت الارض، ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو ربُّ لمجد الله الآب» (فيلبي2: 10، 11)، وسيُسمع الصوت «أما أعدائي أولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم؛ فأتوا بهم إلى هنا، واذبحوهم قدامي» (لوقا19: 14، 27 واقرأ أيضًا رؤيا 19).

والسؤال الهام يا عزيزي: هل قبلت مُلك المسيح على حياتك أم اخترت ملكًا لنفسك؟!  ماذا تنتظر لتملّكه على حياتك؟!  الفرصة الآن!!

 

عصام خليل
 

الصفحة الرئيسية - إتصل بنا - نبذة عن المجلة

كتّاب المجلة - أعداد نحو الهدف السابقةصفحة البحث

©2010 Nahwal Hadaf