2007 83

وأنت أيضًا يمكنك أن تعيش سعيدًا

Bookmark and Share

 

السلطة.. الشهرة.. السيارة.. العمارة.. المال.. الجمال . أشياء وأشياء.

الجميع نحوها يسرعون، ولأجلها العمر يصرفون، والصحة في سبيلها ينفقون، ثم إليها يتوسّلون عسى أن تمنّ عليهم وتمنحهم ولو قطرات من السعادة؛ لكن هيهات أن تعطي فرحًا أو هناءً، بل ويضيع كل هذا عناءً وهباءً.

لكن ماذا عن هؤلاء الذين لا يتعبون، بل في الثراء يوُلَدون وفي أفواههم ملاعق من ذهب، هل هم أسعد حالاً من غيرهم؟  في هذه المقالة نستعرض أقوال أربعة من بنات المشاهير، وهنّ يصفن حياتهن في لحظات امتزجت بالصدق والآسى:

  • ”باتي“، ابنة الرئيس الأمريكي الأسبق ”رونالد ريجان“؛ قالت إنها عاشت فترة عصيبة بسبب شهرة أبيها وانشغاله عنها.  وقالت: ”طوال هذه الفترة عشت مرحلة من الغضب والرفض الشديدين، فكنت فظَّة الطبع، نكدية، كثيرة الشكوى والبكاء.  وساءت علاقتي مع أبي ومع الآخرين“.  وقالت أيضًا إنها تشعر بالأسف حين تنظر إلى الوراء، بل ويسبِّب لها ذلك أحزانًا عميقة.
  • ”كاثلين“، ابنة السيناتور ”روبرت كنيدي“، والتي تبلغ من العمر ما يقرب من 51 عامًا، تخرّجت في جامعة هارفارد وحصلت عل درجتها في القانون بامتياز، وترأس حاليًا مؤسسة روبرت كنيدي.  قالت إنها عاشت حياة مؤلمة بسبب إغتيال ابيها لمّا كانت في السادسة عشر من عمرها.
  • ”كاتي“، ابنة الإعلامي المشهور ”والتر كونكراتيت“، وتعيش حاليًا في تكساس، ولم تعِش حياة سعيدة، حيث واجهت في فترة مراهقتها مشكلة الإكتئاب النفسي الذي لم تكن تعرف أنه مرض وأنه مجرد أحاسيس ومشاعر مضطربة، وعزلت نفسها في حجرتها في السكن الداخلي بالجامعة أيامًا طويلة، حتى وصفوها بالجنون والكسل والشر.
  • ”برنيس“، ابنة الزعيم الأسود القس ”مارتن لوثر كينج“، تقول إنها أصبحت يتيمة حين أُغتيل والدها عام 1968، وكان عمرها لا يزال خمس سنوات.  كانت حزينة وتشعر بالوحدة لسفر أمها المتكرر لاهتمامها بالدفاع عن حقوق الأفارقة الأمريكان.  قالت ”برنيس“: لم يساعدني على الشفاء سوى التوجّه إلى الله، وإعتمادي الكلي عليه في حمايتي بدلاً من أبي.

وقد صدقت برنيس في كلامها، وأحسنَت صُنعًا في لجوئها إلى الرب، فهيهات أن تمنح السلطة السعادة والفرح لأصحابها؛ بل إنَّ من يبتعد عن الرب يضُرّ نفسه، وكثرت أوجاعهم الذين أسرعوا وراء آخر، مهما كان هذا الآخر.  لقد اختبر داود السعادة، وذاق طعم الطمأنينة، حين التجأ إلى الرب؛ فتراه يقول، وهو هارب في الجبال والوديان، ورغم الأعداء الذين يطاردونه في كل مكان: «جعلت سرورًا في قلبي أعظم من سرورهم إذ كَثُرَت حِنطتهم وخمرهم.  بسلامة أضطجع بل أيضًا أنام، لأنك أنت يا رب، منفردًا، في طُمأنينةٍ تُسكِّنُنِي» (مزمور 4: 7-8).

إن الشفاء الذي اختبرته برنيس، والهناء الذي اختبره داود، يمكنك أن تختبره أنت أيضًا إن احتميت في المسيح.  إنه أعظم قرار يمكن أن تتخذه ونحن في مطلع عام 2007، يقينًا سيكون عام الخير والفرح والسرور، إن الكتاب المقدس يقدِّم لنا شخص المسيح كالسبيل الوحيد للفرح من خلال هذه السباعية الكتابية:

  1.  معرفته: لقد طلب رجل اسمه زَكَّا، وهو رئيس للعشارين، وكان غنيًا، «أن يرى يسوع من هو؟». وكانت أمامه مشكلتين، هما: الجموع، وقِصَر قامته.  ولأنه كان جادًّا ومخلصًا في طلبه، لذلك تغلب على مشكلتيه، الأولى بالركض؛ فصار أمام الجموع، والثانية بالصعود فوق الجميزة؛ فصار أطول من الجميع.  وعرف الرب أشواقه وقال له «يا زَكَّا أسرع وانزل لأنه ينبغي أن أمكث اليوم في بيتك.  فأسرع ونزل وقَبِلَهُ فرحًا» (لوقا 19 - انظر أيضًا أعمال 8: 39؛ لوقا 15: 23).
  2. رؤيته: «ولما قال هذا أراهم يديه وجنبه؛ ففرح التلاميذ أذ رأوا الرب» (يوحنا 20:20 - انظر أيضًا مزمور 16: 8-9).
  3. كلمته: «بطريق شهاداتك فرحت كما على كل الغنى» (مزمور 119: 14)، «وُجِدَ كلامك فأكلته، فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي...» (إرميا 15: 16).
  4. خدمته: «ولكنَّني لست أحتسب لشيء، ولا نفسي ثمينة عندي، حتى أتمِّم بفرح سعيي والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع» (أعمال 20: 24).  «وأما هم فذهبوا فرحين... لأنهم حُسِبوا مُستأهِلين أن يُهانوا من أجل اسمه» (أعمال 5: 41)، «وقبلتم سلب أموالكم بفرح» (عبرانيين 10: 34).
  5. روحه: «وأمّا التلاميذ فكانوا يمتلئون من الفرح والروح القدس» (أعمال 13: 52).
  6. اخوته: «مُتَّقُوكَ يرونني فيفرحون» (مزمور 119: 74)، إنهم «القديسون والأفاضل الذين في الأرض كل مسرّتي بهم»، إن الرب لا يستحي أن يدعونا أخوته، رغم أننا لا نجرأ أن ندعوه ”أخونا“، بل ندعوه ربّنا وسيدنا، يقول الرسول بولس (الذي كان متعَبًا ومكتئبًا): «قد امتلأت تعزية وازدَدتُ فرحًا جدًا... عَزَّانَا بِمَجِيءِ تيطس» (2كورنثوس 7: 4-7).
  7. مجيئه: «فرحين في الرجاء» (روميه 12:12)، وهذا فرح غامر لم نتمتع به بعد، ولكن حتمًا سنتمتع به عندما يأتي المسيح ثانية.

إن السعادةَ حظُّ سيّاحِ السما
يأتيهمُ جُندُ السماءِ مرنِّمًا
  يا حُسنَ يومَ وصولهم ذاك الحِمى
ويسوعُ مسرورًا بهم متبسما
ويقول: أهلاُ بالأُلَى تبعوني

صديقي القارئ العزيز: هذا الفرح لا يعرفه العالم ولا يمكن أن يصل إليه، إنه في المسيح، وفيه فقط؛ ليتك تُقبِل إليه، ففيه وحده الخير: أول العام، وآخر العام، بل وكل الأيام على الدوام!  فتعرَّف به وعِش سعيدًا.

صفوت تادرس
 

الصفحة الرئيسية - إتصل بنا - نبذة عن المجلة

كتّاب المجلة - أعداد نحو الهدف السابقةصفحة البحث

©2010 Nahwal Hadaf