2017 144

عزيزي الله

Bookmark and Share

عزيزي الله

تحية طيبة وبعد،

لم تكن الأيام الماضية هيِّنة..

كانت شاقة..

خُضت في صراع نفسي رهيب..

ما بين ألم وتشويش..

أفكار متزاحمة لم يَسَع لها عقلي ولا قلبي!

تهدأ تارة وتارة تثور..

أصبحتُ أهاب العلاقات..

أشعر بصعوبة شديدة في أن أكون في سلام مع الجميع..

أخطائي في حقهم

وأيضًا أخطائهم في حقي!

جدال.. ألم.. أفكار..

مشاعر متناقضة..

شعور الرفض مؤلم..

إختلافاتنا الفكرية.. سوء التفاهم.. الضعف البشري..

ليس سهلًا العيش في وفاق كل الوقت مع الكل!

تأرجحت كثيرًا بين أن أدافع عن نفسي مهما كان الثمن، وبين اجتناب المشاكل واتخاذ الموقف السلبي خوفًا من الرفض والخسارة!

أعلم إنك تشعر بي،

فأنت – قبلي – ذقت مرارة الأسى لآخر قطرة!

كم من مرة أسأتُ أنا فهمك ولم أقدِّر محبَّتك

ومع ذلك لم تفشل؟!

على الرغم من إحباطي منك وبرودة مشاعري تجاهك، ومع ذلك لم تكُفّ عن محبتي

كيف احتملتني؟

عزيزي الله

كنتَ وما زلتَ “المحبة”.. المحبة التي لا تفشل أبدًا..

ما زالت تذيب قلبي العنيد وتنير فكري وحياتي بحبٍّ حنون فعَّال رقيق.. لم تفقد الأمل في علاقتنا!

كيف – رغم كل ذاك – تنسى أساك بحبٍّ متجدِّد؟

عزيزيُّ الله

كلما تأملت إشفاقِكَ عليَّ

استيعابك لي في عدم نضوجي وانحصاري في ذاتي

كلما إزداد تقديري لك..

كلما شعرت أكثر باحتوائك لي.

على الرغم من المعاناة.. اخترتَ الحب..

حبٌ متجدِّد متدفق، ينساب فيزيل السدود ولا تعوقه قوة عن الوصول..

حبٌ رَثى لضعفي..

أحشاء رأفات أنَّت لأنيني..

أحببتني بحب صبور.

عزيزيُّ الله

كم شجَّعني ورفعني شعوري وإدراكي بأنك تعلم بجرحي وخيبة أملي حينما أتعرض لمشكلة في أي علاقة!!

اختبرتَ الضيق والرفض.. تستطيع أن تقدِّر مشاعري دون أن تلومني عليها..

عزيزي الله

كم أحب أن أشعر بالآخرين كما تشعر!

بخلقك في أحشائي أحشاء رأفات

بفتحك عيون قلبي على أعماق قلب الشخص المسيء، فلا يعود مستوى نظري الإساءة بل إلى جذور دوافعها!

بأخذك بيدي إلى خارج ذاتي وعبورنا سويًا إلى الآخر!

عزيزيُّ الله

حينما وقفت بجوارك في شخص يسوع أحببت أن أختار ما اختاره..

أختار الحب..

أختار أن يكون عَلَمي في كل علاقاتي محبة

أختار أن أدفع الكلفة مهما كان الحساب..

فمَن اجتازَ قبلي ظافرًا يقدر أن ينصرني في كفاح الحب!

فيكون الحب والبذل.. الغفران والمصالحة.. السلام والود.. هو الغلاف الجوي لجميع علاقاتي القريبة والبعيدة..

ويصبح رغم الآلم.. الخطأ في حقي.. سوء فهمي وتقديري.. أستطع أن أنسى كل تلك المآسي باختياري واختباري للحب.. كحب يسوع..

آن عماد
 

الصفحة الرئيسية - إتصل بنا - نبذة عن المجلة

كتّاب المجلة - أعداد نحو الهدف السابقةصفحة البحث

©2010 Nahwal Hadaf