2013 122

المية تكدب الغطاس

Bookmark and Share
مثل مصري عامِّي شهير.  و“المَيَّة” هي “الماء” بالعامية المصرية، ويُقصَد بها هنا البحر.  والمعنى المباشر للمثل أنه إن قال واحد إنه “غَطَّاس” أو “سَبَّاح”، فعليه أن يُرِي مهارته في البحر، وعندئذ يثبت، أو ينفي (يكدِّب)، ما قاله.  ويُقصَد بالمثل أن تحقيق الأمر في الواقع هو ما يثبت ما يقوله الإنسان عن نفسه أو ينفيه.

يتحدى الرسول يعقوب من يقول إن له إيمانًا أن يثبته، فيقول: «أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي» (يعقوب2: 18).  فإن كان الله يعرف القلوب ويفهمها جيدًا، لكن البشر لا يمكنهم إلا أن يروا الأدلة والإثباتات، أو بمعنى أصح: ثمر هذا الإيمان.  إنه مبدأ عظيم قاله الرب نفسه في موعظته على الجبل: «مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ».  فيمكنني أن أتيقَّن من نوع الشجرة عندما أرى ثمرها.  واللافت للنظر أن الرب أردف في هذا السياق بالقول: «لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَارَبُّ، يَارَبُّ!  يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ.  بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ» (متى7: 16و21).  فعلينا إذًا أن ننتبه!

وهكذا الأمر في شتى الأمور: يجب إثباتها عمليًّا.

فإن قلنا إننا “نُحِب” الآخرين، كما أوصانا الرب، فليتم فينا قول الكتاب: «لاَ نُحِبَّ بِالْكَلاَمِ وَلاَ بِاللِّسَانِ، بَلْ بِالْعَمَلِ وَالْحَقِّ» (1يوحنا3: 16).

أما إن قلنا إننا “نحب الرب”، وهو يستحق، فليكن شعارنا ما قاله الرسول بولس: «لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ تَحْصُرُنَا.  إِذْ نَحْنُ نَحْسِبُ هذَا: أَنَّهُ إِنْ كَانَ وَاحِدٌ قَدْ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ، فَالْجَمِيعُ إِذًا مَاتُوا.  وَهُوَ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ كَيْ يَعِيشَ الأَحْيَاءُ فِيمَا بَعْدُ لاَ لأَنْفُسِهِمْ، بَلْ لِلَّذِي مَاتَ لأَجْلِهِمْ وَقَامَ» (2كورنثوس5: 14-15).

لقد ملَّ الناس من أن يسمعوا كلامًا فحسب.  إنهم يحتاجون أن يروا سلوكًا وأفعالأ وحياة.  فإن أردنا أن نُقَدِّم شهادة حسنة عن ربنا الكريم، فلنستمع إلى ما قاله: «فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ...  وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ (أولاً، ثم) وَعَلَّمَ، فَهذَا يُدْعَى عَظِيمًا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ» (متى5: 16، 19).

تحوَّلت حياتنا إلى كلام؛ في الحياة اليومية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.  فلنكف!  وهَيَّا لنعِش حياة تُعَبِّر عن طبيعتها.

عصام خليل
 

الصفحة الرئيسية - إتصل بنا - نبذة عن المجلة

كتّاب المجلة - أعداد نحو الهدف السابقةصفحة البحث

©2010 Nahwal Hadaf