1996 20

معممودية الروح القدس

Bookmark and Share
  إذا أردنا فهم موضوع معمودية الروح علينا ان نقرأ وندرس جميع الفصول الكتابية التى تخص هذا لموضوع فمعمودية الروح القدس تذكر فى:  (1) قول يوحنا المعمدان: «انا اعمدكم بماء للتوبة ولكن الذى يأتى بعدى.  .  .  هو سيعمدكم بالروح القدس ونار الذى رفشه فى يده وسينقى بيدره ويجمع قمحه إلى المخزن وأما التبن فيحرقه بنار لا تطفأ» (متى 3: 12،11)

(2) نفس اقوال يوحنا المعمدان مذكورة أيضاً فى مرقس 1: 8

(3) .  .  .  .  لوقا 3: 17،16

(4) .  .  .  .  يوحنا 1: 33

 (5) كلام لوقا الطبيب كاتب سفر الأعمال عن قول الرب يسوع للرسل «لأن يوحنا عمّد بالماء وأما أنتم فستتعمدون بالروح القدس ليس بعد هذه الأيام بكثير» (أعمال 1: 5)

(6) كلام بطرس عندما تذكر كلام ربنا يسوع «إن يوحنا عمّد بماء وأما أنتم فستُعمدون بالروح القدس» (أعمال 11: 16،15)

(7) قول بولس للمؤمنيين فى كورنثوس «لأننا جميعنا بروح واحد أيضاً اعتمدنا إلى جسد واحد يهوداً كنا أم يونانيين عبيداً أم احراراً وجميعنا سقينا روحاً واحداً» (1كورنثوس 12: 13).

عندما ندرس قول الرب يسوع وقول يوحنا المعمدان نفهم إنه خلال حياة ربنا يسوع على الأرض ظل هذا الوعد غير متحقق، وكانت المعمودية شيئاً مستقبلاً فكان لابد أن يموت ربنايسوع على الصليب ويُدفن ويقوم فى اليوم الثالث ثم يصعد ويتمجد ثم يحقق هذا الوعد «لأن الروح القدس لم يكن قد أعطى بعد.  لأن يسوع لم يكن قد مجد بعد» (يوحنا 7: 93)

متى تحقق هذا الوعد؟

تحقق هذا الوعد عندما جاء يوم الخمسين (اى بعد 50 يوماً  من قيامة المسيح) وكان الجميع معاً بنفس واحدة وصار فجأة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة وملأ كل البيت حيث كانوا جالسين وظهرت لهم السنة منقسمة (ليست من نار ولكن) كأنها من نار واستقرت على كل واحد منهم (إقراء أعمال 1حيث نلاحظ صعود المسيح الى السماء، وأعمال 2 حيث نلاحظ ما يمكن ان نسميه «انسكاب» أو «عطية» أو «معمودية» الروح القدس) وهنا نتذكر طلبة الرب يسوع من الآب أن يعطيهم معزيا آخر ليمكث معهم إلى الأبد (يوحنا 14: 16) لقد ذهب الرب يسوع بعد قيامته من الاموات إلى الآب وارسل الروح القدس(يوحنا 16: 7)

ودعونا نسأل عده اسئلة مهمة:

السؤال الأول:
هل معمودية الروح القدس فعل متكرر أمْ فعل تاريخى حدث مرة واحدة؟

ج- واضح أن معمودية الروح القدس حدثت مرة واحدة فى يوم الخمسين إذ يقول الرسول بولس «اعتمدنا» وزمن الفعل هنا يشير إلى أن المعمودية أمرٌ قد تم وأُنجز فعلاً.

السؤال الثانى: هل معمودية الروح القدس فردية ام جماعية؟

ج- لاشك أن معمودية الروح القدس جماعية فقد كان الجميع فى يوم الخمسين بنفس واحدة (أعمال 2: 1) ولاحظ معى قول الرسول بولس مرتين في 1كورنثوس 12: 13«جميعنا» لقد اشتركوا جميعاً فى معمودية الروح رغم مافيهم من انشقاقات وخصومات (1كورنثوس 1: 10-12)، ورغم أنهم جسديون يسلكون بحسب البشر (ص 3: 3) ورغم أنهم كانوا يحاكمون بعضهم بعضاً عند غير المؤمنين (ص 6: 6) ورغم سوء تصرفهم بخصوص عشاء الرب (ص11) .  من هنا نفهم ان معمودية الروح القدس حدثت يوم الخمسين وكل من يؤمن الآن ينال بالإيمان موعد الروح (غلاطية 3: 14) ويصبح من ضمن الـمُعمَدين بالروح القدس.

السؤال الثالث:
لأى غرض اعتمد المؤمنون فى كورنثوس؟

ج- لم يكن غرض المعمودية هو تحقيق بعض النتائج الباهرة من الكرازة وشفاء أمراض واخراج شياطين، فكل هذه الأمور قام بها خدام المسيح قبل حدوث معمودية الروح القدس يوم الخمسين (لوقا 9: 6، مرقس 6: 13، لوقا 10: 17،  ...) وفى احد المرات فشل التلاميذ فى إخراج روح نجس من أحدهم، وبعد أن سألوا الرب لم يطلب اليهم أن يسعوا للحصول على معمودية الروح القدس وإنما أخبرهم قائلا «واما هذا الجنس فلا يخرج إلا بالصلاة والصوم» (متى17: 21)  إذاً لاى غرض كانت معمودية الروح القدس؟ «لاننا جميعنا بروح واحد ايضاً اعتمدنا إلى جسد واحد» فمهمة الروح القدس يوم الخمسين كانت أن يتحد المؤمنون ليكونوا جسد المسيح ويشرح الرسول بولس موضوع «الجسد الواحد» فى نفس الاصحاح أى 1كورنثوس 12.

السؤال الرابع: فى أى موضوع فى الكتاب المقدس نجد الوصية أن نتعمد بالروح القدس؟

ج-الحقيقة لا نجد وصية مطلقاً أن نتعمد بالروح القدس، ولكن كل من يؤمن بالمسيح إيماناً قلبياً باعتباره مخلصاً وفادياً شخصياً له يصير من ضمن أولاد الله وينضم إلى عائلة الله ويسكن فيه روح الله ويصير عضواً فى جسد المسيح. 

  وبذلك ينضم إلى معمودية الروح القدس ودعونا نستخدم هذا الايضاح:

أعلن دستور امريكا عام 1747

، وكل طفل يولد منذ ذلك الوقت فى امريكا يصير تلقائيا خاضعا ًلنصوص هذا الدستور؛ فلا يوضع دستور جديد كلما وُلد طفل.  وكل طفل يولد يصير متمتعاً بكل امتيازات هذا الدستور وكلما كبر يُتوَقع منه طاعة الدستور والتمتع بامتيازاته.  وهكذا المؤمن المولود من الله لايُحرض قط أن يتعمد بالروح القدس لكن فقط يوصى بأن يمتلئ منه وهذا ما سنناقشه فى عدد قادم إذا أذن الرب.

  السؤال الخامس:
ماهو موقف كل شخص لايؤمن بالمسيح وبالتالي لايسكن فيه الروح القدس؟

ج- هذا الشخص له معموديه أخرى هى معمودية النار كقول المعمدان عن المسيح أن رفشه فى يده ولا يد أن يُنقى البيدر الذى به قمح وتبن فالقمح يُجمع إلى المخزن (هذا عن معمودية الروح القدس حيث أنها وسيلة الانضمام إلى الجسد الواحد) وأما التبن فلابد أن يُحرق بنار لا تُطفأ. 

احبائى: إن الذى عمد بالروح القدس هو نفسه الذى سيٌجرى الدينونة ولابد أن يدين الاحياء والاموات.  هل أتيت اليه لتنجو من حريق النار التى لا تطفأ؟!   


وديع هلال
 

الصفحة الرئيسية - إتصل بنا - نبذة عن المجلة

كتّاب المجلة - أعداد نحو الهدف السابقةصفحة البحث

©2010 Nahwal Hadaf