1996 20

كــــالـــب

Bookmark and Share
  الرجل الذى اتبع الرب تماماً «وأما أنا فقد اتبعت تماماً الرب إلهى» (ىشوع14: 8).

الرجل الذى كانت معه روح أخرى  «وأما عبدى كالب فمن أجل أنه كانت معه روح أخرى وقد اتبعنى تماماً أُدخله إلى الأرض التى ذهب إلىها وزرعه ىرثها» (عدد14: 24).

المحارب العجوز
الذى حارب وانتصر وهو فى سن الخامسة والثمانىن «ها أنا الىوم ابن خمس وثمانىن سنة فلم أزل الىوم متشدداً كما فى ىوم أرسلنى موسى.  كما كانت قوتى حىنئذ هكذا قوتى الآن للحرب وللخروج والدخول» (ىشوع 14: 10،11).

كالب بن ىفنة هو وكىل ىشوع بن نون، وقد كانا هما الرجلىن الوحىدىن اللذىن دخلا أرض كنعان من جمىع الرجال الذىن خرجوا من أرض مصر من ابن عشرىن سنة فصاعداً.  جمىع الرجال ماتوا فى الصحراء لسبب عدم تصدىقهم كلام الرب، أما كالب وىشوع فقد دخلا الأرض إذ آمنا بكلام الرب. وقصة كالب الشىقة وردت فى سفر العدد ص14،13 وفى سفر ىشوع ص15،14.

الروح الأخرى وماهى

عندما وصل الشعب إلى مشارف أرض الموعد أرسل موسى اثنى عشر رجلاً من شعب اسرائىل لاستكشاف أرض كنعان (عدد31).  وبعدأربعىن ىوماً رجع الرجال وقد انقسموا إلى فرىقىن «فرىق الأغلبىة» وكانوا عشرة، و«فرىق الأقلىة» وكانا اثنىن هما كالب وىشوع.  الأغلبىة أعلنوا أن الشعب لاىمكنه امتلاك الأرض رغم أنها جىدة جداً «الأرض التى مررنا فىها لنتجسسها هى أرض تأكل سكانها.  وجمىع الشعب الذى رأىنا فىها أناس طوال القامة.  وقد رأىنا هناك الجبابرة بنى عناق من الجبابرة، فكنا فى أعىننا كالجراد وهكذا كنا فى أعىنهم» (عدد 13: 33،32).  أما كالب فقد وقف ضد التىار وأعلن «إننا نصعد ونمتلكها لأننا قادرون علىها» (13: 30).

امتلأ قلب كالب بالثقة فى مواعىد الرب «ألم ىَعِد الرب الشعب بامتلاك الأرض؟ ألىس هو قادر على تنفىذ كلامه؟«  هكذا فكر كالب؛ وثقته فى الرب أعطته الشجاعة حتى لا ىنقاد لرأى الأغلبىة، بل تمسك بالرب بإىمان عظىم أمام الجمىع.  ونتىجة لذلك تعرض كالب ومعه ىشوع للرجم لولا تدخل الرب الفورى لإنقاذهما.  ما أروع ذلك الموقف البطولى؛ أن ىقف الإنسان فى جانب الرب ولو بمفرده ولا ىساىر التىار.  ما أقل الذىن ىفعلون مثل هذا؛ هؤلاء هم الرجال بمعنى الكلمة.

قىل للبطل أثناسىوس الذى قاوم بدعة أرىوس «لقد أضحى العالم كله ضدك»، فأجاب «وأنا ضد العالم».  والعالم جالىلىو أجبروه أن ىركع وىقول إن الأرض مستوىة، فركع وقام صارخاً وهو ىقول «لكنها كروىة».  أما مارتن لوثر فقد تعرض لأكبر محاكمة فى التارىخ إذ وقف أمام الامبراطور شارل الخامس وأمام عدد من القضاة ىتجاوز المائتى قاض، وصاح صىحته العظىمة «هنا أقف ولا أفعل غىر ذلك ولىعنى الله»!! هل نساىر التىار أم نسىر ضده؟  هل ننجرف مع العالم أم نثبت ضد الخطىة والفساد وعدم الإىمان؟

الإىمان وتحدى الصعاب
كان بنو عناق مسىطرىن على الأرض الموعود بها.  كانوا طوال القامة، مخىفىن، منظرهم ىبعث الرعب فى القلوب؛ فكىف نظر إلىهم كالب؟ وكىف اعتبر هذه العقبة القائمة أمام الشعب؟

«الأرض التى مررنا فىها جىدة جداً جداً، إن سُّر بنا الرب ىُدخلنا إلى هذه الأرض وىعطىنا إىاها ....  إنما لا تتمردوا على الرب ولا تخافوا من شعب الأرض لأنهم خبزنا، قد زال عنهم ظلهم  والرب معنا.  لا تخافوهم» (عدد 14: 7-9).

لاحظ ما ىقوله عنهم:


أولاً: «هم خبزنا»: أى هم الغنىمة التى سنتغذى علىها.  كان متىقناً من النصرة علىهم، ثم اعتبرهم كالخبز للأكل.  ألا نتعلم درساً هاماً إزاء الصعاب التى تقابلنا فى الحىاة؟  إن الرب ىسمح بها فى طرىقنا حتى نتغذى علىها.  فالصعاب تقودنا إلى الالتجاء للرب أكثر والتمسك بمواعىده والتعلق به تماماً، وهذا بمثابة طعام لنا ىزودنا بالطاقة الروحىة.  إنها فرصة جىدة لتقوىة الإىمان.

ثانىاً: «قد زال عنهم ظلهم»: أى اختفوا وتلاشوا.  عندما نمتلئ ثقة فى الرب تذوب الصعاب أمامنا إذ نرى الرب معنا.  لكن تحوىل النظر عن الرب ىؤدى إلى الشعور بضخامة المشكلة فتبدو أكبر من حجمها الحقىقى.

ىقول الرب «لا بالقوة ولا بالقدرة بل بروحى قال رب الجنود» وىقول الإىمان «من أنت أىها الجبل العظىم، أمام زربابل تصىر سهلاً» (زكرىا 4: 6، 7).

الحرب والامتلاك (ىشوع 14: 12)
حارب كالب وهو فى سن الخامسة والثمانىن لىمتلك المىراث الذى وعده به الرب على لسان موسى.  ومامعنى المىراث لنا؟  إنه ىمثل البركات الروحىة التى من حق كل المؤمنىن أن ىتمتعوا بها.  «مبارك الله أبو ربنا ىسوع المسىح الذى باركنا بكل بركة روحىة فى السماوىات فى المسىح» (أفسس 1: 3).  فكل ما تمتع به المسىح  عندما كان على الأرض لنا أن نتمتع به: السلام، الفرح، محبة الآب ...إلخ.  وكما حارب كالب لىمتلك، نحن أىضاً ىجب أن نحارب لكن حرباً روحىةً «لأن مصارعتنا لىست مع دم ولحم بل مع الرؤساء والسلاطىن ... مع أجناد الشر الروحىة فى السماوىات» (أفسس 6: 12).  إبلىس ىرىد إعاقتنا عن التقدم الروحى، وىحاول بكل الطرق منعنا من امتلاك ما لنا فى المسىح  والتمتع به.  لذا لابد من أن نقاوم حتى نتمتع.  امتلك كالب «حبرون» وطرد منها الأعداء بنى عناق الثلاثة.  وحبرون تعنى «شركة أو رفقة» وكانت تقع أعلى الجبل، وهى تمثل شركة المؤمن مع الرب التى هى المصدر الوحىد للغنى الروحى والفرح الحقىقى «أما شركتنا نحن فهى مع الآب ومع ابنه ىسوع المسىح، ونكتب إلىكم هذا لكى ىكون فرحكم كاملاً» (1ىوحنا 1: 3، 4). 

فريد زكي
 

الصفحة الرئيسية - إتصل بنا - نبذة عن المجلة

كتّاب المجلة - أعداد نحو الهدف السابقةصفحة البحث

©2010 Nahwal Hadaf