1993 1

جوستين الملقب بالشهيد

Bookmark and Share
عظيم هو الرب الذى بحبه مَلَك قلوب قديسيه فى كل العصور.  فداهم بدمه، جذبتهم نعمته، شملهم لطفه، فتغيّرت حياتهم وتبدّلت أهدافهم، فعاشوا له ورخص من أجله كل شئ حتى حياتهم لم تَعُد ثمينة عندهم (أعمال 20). حتى أن كثيرين حين وُضعوا أمام الاختيار فضلوا الموت بسرور شاهدين عن مخلصهم على أن يحيوا ناكرين له.

ويحكى لنا الكتاب المقدس عن أبطال وضعوا حياتهم لأجل المسيح بدءاً من اسطفانوس ويعقوب (أعمال 7 ، 12).  وأيضاً يحفل تاريخ الكنيسة على طوله بالذكرى العطرة لأبطال مجّدوا سيدهم وشهدوا عنه حتى الموت.  وفى هذا الباب سنستعرض صفحات مُضيئة فى هذا التاريخ المجيد، تاريخ الكنيسة. 

ولد جوستين فى بلدة نيوبوليس فى مدينة سميرنا (المُسمّاة حالياً أزمير بتركيا) ودرس باعتناء أصول المعتقدات الفلسفية المختلفة وهو فى شبابه.  وإذ لم يجد فيها الشبع الذى كانت تتوق إليه نفسه.  عمد إلى سماع الإنجيل لعله يجد فيه حاجته فوجد فيه بنعمة الله راحة تامة لنفسه وسداًداً كاملاً لرغبات قلبه.  ومالبث أن أصبح مسيحياً غيوراً وكاتباً قديراً يناضل عن المسيحية.  

وفى أوائل عهد الامبراطور أوريليوس اشتهر أمر جوستين حتى وصل خبره إلى الامبراطور.  فأمر بإلقاء القبض عليه مع ستة من رفقائه وسيقوا جميعاً إلى القضاء.  ولما أمرهم القاضى أن يقدموا ذبائح للآلهة أجابه جوستين : "لايوجد إنسان ذو عقل سليم يرضى أن يترك الحق ليتبع ديناً فاسداً كاذباًً " فأجابه القاضى: إن لم تطع هذا الأمر فلابد من التنكيل بكم بدون رحمة ولا شفقة" فكان جواب جوستين : «إنا لانرغب فى شئ بإخلاص أكثر من رغبتنا فى أن نحتمل أنواع التعذيب لأجل الرب يسوع المسيح، ووافقه البقية على ذلك وقالوا "إننا مسيحيون ولايمكننا أن نذبح للأوثان" فأصدر القاضى حكمه عليهم وهذا نصه "إن الذين رفضوا أن يقدموا ذبائح للآلهة وأبوا أن يخضعوا لأوامر الامبراطور يجلدون أولاً ثم تُقطع رؤوسهم" ففرح الشهداء وباركوا الله.  ثم أخذوهم إلى السجن حيث جلدوهم وبعد ذلك قطعوا رؤوسهم بالسيف.  وكان ذلك فى روما نحو سنة 165 م.  وهكذا رقد فى الرب يسوع أحد الآباء الأولين نائلاً ذلك اللقب المجيد لقب "الشهيد" الذى يقترن عادة باسمه.

أنت إلهي

يا الله أنت مرتفع بقدرتك، متسامى  برحمتك...

أنت العدل والكمال، أنت الحسن والجمال...

أنت القوى الفريد، منجدي المعين...

كيف لعقلى أن يدركك ويعلم كل سموك... 

لايراك أحد ولايستطيع أحد أن يدركك...

مع أنك حاضر دائما أقرب لى من نفسى...

لايعتريك زوال، وليس لك مثال...

تُبدِل كل شئ وأنت لا تتغير فى شئ...

لست جديداً ولا قديماً، فأنت الأزلى الأبدى...

ماأعظمك وما أماك، تتحق أن أعبدك وليس سواك...

وهذا يشرفنى أنك أنت إلهى...

نحميا ناثان
 

الصفحة الرئيسية - إتصل بنا - نبذة عن المجلة

كتّاب المجلة - أعداد نحو الهدف السابقةصفحة البحث

©2010 Nahwal Hadaf