1998 29

خامساً: صدق نبواته

Bookmark and Share
  نستكمل فى عددنا هذا جولتنا مع براهين عظمة وتفرد الكتاب المقدس فنتكلم عن:

خامساً: صدق نبواته
إن كتابنا المقدس هو فى الحقيقة كتاب نبوى كما جاء فى (بطرس الثانية1: 19) «وعندنا الكلمة النبوية وهى أثبت التى تفعلون حسناً إن انتبهتم إليها»  فحيث أن الله هو الذى أعطاها فهو وحده القادر أن يخبر بالأمور الآتية قبل حدوثها (إشعياء 41: 23).  ويحوى كتابنا المقدس آلاف النبوات، منها ما تحقق بالفعل، والبعض الآخر مازال ينتظر التحقيق، وإليك الآن بعضاً من هذه النبوات التى تحققت:

1- مصر وشعبها:
لمصر مكاناً بارزاً في الكتاب المقدس، وآثار مصر تؤكد صدق النبوات المكتوبة عنها ومنها:

- هروب الرب يسوع إليها فى طفولته (هوشع11: 1، متى2: 13-15).

- القضاء الكامل على الدولة الفرعونية وعظمتها وكذلك خراب كثير من المدن القديمة نتيجة لكبريائها ووثنيتها (إشعياء 19، حزقيال 29-32).

2- تاريخ الامبراطوريات العالمية:

لقد حكمت العالم القديم أربع ممالك متتالية، ولم تنجح أية محاولة أخرى فى التاريخ لإقامة إمبراطوريات مثلها حتى وقتنا الحاضر.  وهذه الممالك هى الكلدانية بقيادة نبوخذ نصر ثم الفارسية بقيادة كورش ثم اليونانية بقيادة الإسكندر الأكبر وأخيراً الرومانية بقيادة أغسطس قيصر وهذا ما نقرأه فى (دانيال 2،7،8).

3- حالة العالم قرب النهاية:
يعتقد البعض أن العالم يتقدم إلى الأفضل يوماً وراء يوم نتيجة التقدم العلمى الهائل والتقنية الحديثة.  ولكن الواقع يقول غير ذلك، فالاضطراب والقلق والخوف والاكتئاب والإرهاب والانحلال الخلقى يزداد فى الانتشار فى كل العالم، وهذا ما سبق وتكلم عنه الكتاب (لوقا21، رؤيا6 ، 9). ومن جهة أخرى فإن حالة المسيحية العامة تدهور وحالة الفتور تسود فى كل مكان بل تزداد حالات الارتداد العلنى ولا سيما فى البلاد التى كانت تدعى مسيحية وهذا ما نقرأ عنه فى (تيموثاوس الثانية3، بطرس الثانية2 ،3).

سادساً: وحدة واتفاق أفكاره: كما ذكرنا سابقاً أن الكتاب المقدس كُتِب فى نحو 1600 سنة بواسطة حوالى 40 كاتباً تباينت شخصياتهم وخلفياتهم الاجتماعية والعلمية، وفى أماكن متفرقة من العالم القديم على اتساعه، وتحت ظروف متنوعة، وبالرغم من ذلك لا نجد أى تضارب فى الأفكار بل فكراً واحداً متجانساً وهدفاً واحداً يستمر من بدايته إلى نهايته وهذا يؤكد أن كاتبه الحقيقى ليس هؤلاء الذين سجلوه بألسنتهم بل الله الذى أعطاهم إياه.

1- وحدة الهدف: إن هدف الله الذى نراه واضحاً من بداية الكتاب إلى نهايته هو أن يكون هناك علاقة خاصة بينه وبين الإنسان.  وبالرغم من سقوط الإنسان وطرده من الجنة لكن تظهر نعمة الله العاملة مع الإنسان من هذه اللحظة حتى ترجع الإنسان لا إلى الجنة ولكن إلى ما هو أعظم من ذلك بكثير إلى السماء الجديدة والأرض الجديدة بعد أن تمت الكفارة والفداء الكامل فى صليب الرب يسوع المسيح.  وهكذا كما قال أحدهم «الفردوس المفقود فى بداية سفر التكوين يصبح الفردوس المردود فى سفر الرؤيا وطريق شجرة الحياة الذى أغلق فى الجنة الأرضية يفتح إلى الأبد فى سفر الرؤيا».

2- وحدة الموضوع: إن الموضوع الرئيسى الذى يتخلل الكتاب المقدس كله هو شخص الرب يسوع فبحق يقول الكتاب «شهادة يسوع هى روح النبوة» (رؤيا19: 1) وكما قال أحدهم «فى العهد القديم نرى صوراً رمزية عن المسيح وفى المزامير نستمع إلى مشاعره الخاصة عندما كان على الأرض وفى الأناجيل نتقابل معه فعلياً وفى الرسائل نرى ثماره التى يجب أن تظهر فى تابعيه».

3- التكامل التاريخى: إنه الكتاب الوحيد الذى يخبرنا عن تاريخ البشرية كاملاً منذ البداية وحتى النهاية.  فنتقابل مع بداية الخليقة فى سفر التكوين ثم نتابع سيرنا مع الزمن لنتتبع تعامل الله مع الإنسان فى الأجيال المتعاقبة حتى نصل إلى الوقت الحاضر الذى يكوّن الله فيه كنيسته ثم نتابع سيرنا فى المستقبل حيث نصل إلى سفر الرؤيا وهناك نرى الحالة الأبدية النهائية للإنسان والخليقة.  بحق قيل عن كلمة الله....

لكل كمال رأيت حداً أما وصيتك فواسعة جداً   (مز 119 :96 )

إميل رمزي
 

الصفحة الرئيسية - إتصل بنا - نبذة عن المجلة

كتّاب المجلة - أعداد نحو الهدف السابقةصفحة البحث

©2010 Nahwal Hadaf