1999 37

بيني وبينك

Bookmark and Share
أعتقد أننا قد وصلنا لإلى الجزء الأخير من من قاننونا الذهبى
(بدأ الشاب حديثه بشغف مع صديقه الشيخ ليستكملا الحديث عن إختبار مشيئة الله )

- أرجو ألا تكون نسيت جزئيه الأولين

* بالطبع لا ، فلا زلت أذكرهما ، الطاعة الكاملة ، وعدم مشاكلة هذا الدهر .

- رائع إن تذكرك لأحاديثنا السابقة لهو أمر مشجع بحق لاستكمال الحديث

* خبرنى ما عندك إذاً عن الجزء الثالث " تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم "

- إن قرارتنا تنبع من أفكارنا والتى تصدر عن أذهاننا لذلك كان تجديد الذهن أمراً هاماً

* وضح لى من فضلك .

- دعنى أقرب لك الأمر بمثال من الواقع ومن واقع جيلكم بالذات . بالتأكيد أنت تعرف الحاسب الآلى (الكمبيوتر ).

* بالطبع فهو لغة العصر .

- حسناً ، إنه أحد الأدوات المساعدة على إتخاذ القرار المناسب بأن يعطى معلوماتقيقة عند الحاجة إليها . ولكن ذلك لا يمكن إن لم نكن قد غذيناه بالبيانات الصحيحة من قبل ذلك ، وإلا فالنتائج لن تكون مُرضية على الإطلاق . فالمُدخُلات الصحيحة تعنى مُخرجات صحيحة . كذلك الحال بالنسبة لأذهاننا .

* كيف يكون ذلك ؟

- إن الذهن كما سبق وأشرت هو المركز والتى تنتج عنها إختياراتنا وقرارتنا . ولكى يعطينا الذهن القرار السليم فى الوقت المناسب يجب أن نكون قد سبق وغذيناه بمعلومات صحيحة أولاً .

* وبم أغذيه ؟

- بما أننى أريد أن تكون قرارتى مطابقة لأفكار الله ، وإختياراتى مطابقة لمشيئته فى حياتى ، فلابد أن أملأ ذهنى بأفكار الله نفسه ، فتلك هى البيانات
السليمة التى تساعد على إختيار القرار السليم فى حياتى ، ومستودع هذه الأفكار هو الكتاب المقدس لذلك ما يجب أن أغذى به ذهنى هو كلمة الله .

* وكيف يتم ذلك عملياً ؟

- ألخصه لك فى خمس كلمات : خصص ، أدرس ، أحفظ ، فكر ، عش .

- لنبدأ بالأولى .  

- خصص كلمة الله لك أنت شخصياً . فعند قراءتك للكتاب أو سماعك لخدمة روحية ، أعتبر أن الكلام موجه بالمقام الأول لك . أقرأ مزمور 119 ، أنظر كيف يخصص فيه  المرنم كلمة الله وفوائدها ونتائجها له هو شخصياً . تحذر من كل تحذير فيها ، وأعتبر كل تحريض على أنه أمر مباشر لك .أتذكر هنا قول قائد حربى مؤمن كان يقول دائماً " إنى أعتبر ما أقرأه فى الكتاب المقدس هو أوامر القائد الأعلى لى شخصياً.

* وماذا عن الدراسة ؟

 - ادرس كلمة الله بعمق لا تكتف بمجرد قراءة سطحية بل أهتم بمعانى الكلمات ومغزى العبارات ، وخلفية الكلام . كُن مثل أهل بيرية الذين وصفهم الكتاب بأنهم شرفاء لأنهم كانوا " فاحصين الكتب كل يوم " أعمال 17 : 11 "

* وكيف يكون لى ذلك ؟

- أعط وقتاً كافياً للدراسة وابذل جهداً فى ذلك . استخدم كل ما لديك من إمكانيات لتغوص فى أعماق كلمة الله . واسأل المؤمنين المتقدمين عنك فيما يعسر عليك .

* ثم ماذا ؟

- إحفظ أكبر قدر يمكنك حفظه من أعداد الكتاب المقدس . فتذكرك لشواهد كتابية مناسبة فى مواقف متنوعة سينير لك الطريق لإتخاذ القرار . يقول صاحب المزمور " أكثر من الشيوخ فطنت لأنى حفظت وصاياك (مزمور 119 :100 ) ولا تنس أن الرب فى تجربته الثلاثية على الجبل (متى 4 )قد نال النصرة لأنه كان يحفظ المكتوب .

* لكنى أجد أنه من الصعب أن أحفظ الكثير من أجزاء الكتاب المقدسة .

- يا صديقى أنت تحفظ عنوانك وأسماء أصدقاءك ، والمعلومات التى تتعلق بهوايتك المفضلة فلم لا تستطيع أن تحفظ عندما يأتى الأمر إلى كلمة الله ؟
* إذاً أعطنى نصيحة عملية فى هذا الصدد .

 - سأقترح عليك طريقة سهلة . فإن حفظك لأى معلومة ينشأمن تكرارها . كذلك تكرار النص الكتاب سيساعدك على حفظه ، لذلك أكتب النص الذى تؤيد حفظه على ورقة صغيرة . احتفظ بهذه الورقة فى جيبك ، واخرجها من حين لآخر كلما سمحت لك الظروف فى خلال اليوم لتقرأها . لن يمضى اليوم قبل أن تكون حفظت الجزء ، دون أن يستهلك ذلك منك وقتاً طويلا أو جهداً شاقاً .

* حسناً . لقد تكلمنا حتى الآن عن ثلاث نقاط  التخصيص ، والدرس ، والحفظ . وماذا بعد ؟

- فكر فى كلمة الله باستمرار ، ليس فقط فى وقت دراستها لكن ، لكن فى أوقات أخرى . مثلاً وأنت تركب المواصلات ، أو وأنت تتناول طعامك ، فكر بعمق فى أحد آيات الكتاب التى قرأتها ودرستها . اسأل نفسك عن مضمون كل جزء فيها وكيف تمس حياتك الشخصية . وكيف يمكن تطبيقها يوماً فيوماً عملياً . لقد كانت إحدى صفات الحيوانات الطاهرة فى العهد القديم (وهى صورة للمؤمن )أن يجتر (لاويين 11 : 1 -8 ، تثنية 14 :4 – 8)ومعنى الاجترار أن يأكل الأكل فى المرة الأولى ويخزنه عنده حتى وقت لاحق ، فيعيده إلى فمه ليعيد مضغه من جديد ليستكمل فائدته من هذا الطعام .

* والنصيحة الأخيرة ؟

- عش عملياً كل ما قرأت وحفظت وتأملت فيه ووصلت إليه من خلال الخطوات السابقة . اسمع قول الرسول يعقوب " كونوا عاملين بالكلمة ، لا سامعين فقط خادعين نفوسكم " (يعقوب 1 :22 ).

* أعتقد أن هذه النقطة هى الأصعب .

- لكن المعونة متوفرة لتخطى صعوبتها ، صل دائماً أن يعطيك الرب قوة على أن تعيش ما تتعلمه من كلمة الله ، ولا تنس أن الله كما ينشىء فينا الأرادة لعمل ما يرضيه ، كذلك يمنحنا القوة لإتمامها (فيليبى 2 :13) .


عصام خليل
 

الصفحة الرئيسية - إتصل بنا - نبذة عن المجلة

كتّاب المجلة - أعداد نحو الهدف السابقةصفحة البحث

©2010 Nahwal Hadaf