1998 30

كل شئ مستطاع للـ .....

Bookmark and Share
 هل يمكن أن يدعو الله شاباً ليعمل معه؟ وهل من الممكن أن يتم هذا رغم انعدام الإمكانيات البشرية؟ نعم لقد تم هذا وفى أيام رديئة للغاية. لكن هناك شرطاً هاماً جداً ينبغى توفره وهو  الإيمان.

ماذا أقصد بالإيمان؟
إنه وضع الثقة الكلية فى إله عظيم يستطيع أن يعمل أعمالاً عظيمة بأدوات ضعيفة مع وجود الصعوبات الكثيرة. وأوضح مثال لهذا هو الشاب

يوناثان
«ليس للرب مانع من أن يخلص بالكثير أو بالقليل» (1صموئيل14: 6 ).
هذه كانت كلمات يوناثان المأثورة لحامل سلاحه، وهو يشجعه للتقدم إلى المعركة لإنقاذ شعب الله. يوناثان هو ابن شاول الملك الذى فى أيامه عانى الشعب كثيراً من ضغط الأعداء.  ولأن شاول كان بلا إيمان، فقد عجز عن تخليص الشعب، وقويت يد الأعداء عليهم.  لكن يوناثان لم يستسلم لليأس والإحباط بسبب الفشل المحيط به، إذ امتلأ قلبه بالثقة فى الله وقدرته  .ماذا فعل هذا الشاب البطل؟ (اقرأ 1صموئيل14). تقدم هو وحامل سلاحه نحو معسكر الأعداء، دون أن يخبر أحداً.  وكم يعجبنى فيه أنه يُقدم على عمل عظيم كهذا دون أن يحدث ضجة حوله.. فهو لا يسعى إلى لفت الأنظار، أو جمع الأعداد حوله، لكنه يكتفى برفيقه ويقول له« تعال نعبر إلى صف هؤلاء الغلف لعل الله يعمل معنا لأنه ليس للرب مانع أن يخلص بالكثير أو بالقليل»، فقال له حامل سلاحه «اعمل كل ما بقلبك . تقدم. هأنذا معك حسب قلبك» (ع6 ، 7).

ثم اتفق يوناثان مع حامل سلاحه على علامة قبل الهجوم على الأعداء؛ لم يكن متسرعاً ولا مندفعاً، والشاب المتأنى عادة يلتمس إرشاد الرب قبل أن يقدم على عمل للرب وطالما «عينك بسيطة» فلابد أن يكون «جسدك كله نيراً».
إذ امتلأ يوناثان بالثقة فى الله «لأن الرب قد دفعهم ليدنا» (ع10-12)،i فقد تغلب على الصعاب التى واجهته «صعد يوناثان على يديه ورجليه وحامل سلاحه وراءه، وكافأ الرب إيمانه فحدث «ارتعاد فى المحلة وفى جميع الشعب»، بل وأكثر من ذلك تدخل الله فى الطبيعة «ورجفت الأرض (حدث زلزال) فكان إرتعاد عظيم». i ونتيجة لبطولة يوناثان تشجع الجيش الخائف ودخلوا المعركة وحققوا نصراً عظيماً «فخلص الرب الشعب فى ذلك اليوم».

لكن يوناثان واجه خطر الموت من أبيه شاول، الذى ظن أنه فعل شيئاً يستحق لأجله الموت؛ فقد تذوق قليلاً من عسل النحل مما زوده بالطاقة لمواصلة المعركة، فى الوقت الذى فيه الزم شاول الجيش بالامتناع عن الطعام كلية مما سبب الإعياء الشديد للشعب.

لكن الرب استخدم الشعب فدافعوا عن يوناثان قائلين «أيموت يوناثان الذى صنع هذا الخلاص العظيم. حاشا حي هو الرب لا تسقط شعرة من رأسه إلى الأرض لأنه مع الله عمل هذا اليوم. فافتدى الشعب يوناثان فلم يمت».

تعلم يا أخى الشاب من هذا أنه ربما تجد الاعتراض عليك والمقاومة لخدمتك من أقرب مَنْ لك، من الذين كنت تتوقع التشجيع منهم.  لكن إن كنت تتعلق بالإيمان بالرب وحده وإن كنت تعمل مع الله - لا مع الإنسان - فسيشجعك الرب كثيراً وسيدافع عنك، فقط استند عليه وثبت نظرك فيه واستمر فى عملك له.

أحبائى هل لنا الإيمان الذى يتعلق بالرب رغم صعوبة الأيام؟

«إن كنت تستطيع أن تؤمن.. كل شىء مستطاع للمؤمن» (مرقس 9: 32).

هل نبحث عن رفيق أمين مكرس مطيع للرب لنضع أيدينا فى أيديه ونعمل مع الله؟

«لأن عينى الرب  تجولان فى كل الأرض ليتشدد مع الذين قلوبهم كاملة نحوه» (2أخبار الأيام16: 9 ).

هل تسلحنا بنية احتمال المشقات فى طريق الخدمة؟ «إن جريت مع المشاة فأتعبوك فكيف تبارى الخيل . وإن كنت منبطحاً فى أرض السلام فكيف تعمل فى كبرياء الأردن» (إرميا21: 5 ). ترى كيف سنقابل الاعتراضات والانتقادات؟  هل بالانسحاب من الخدمة؟ أم بالاتضاع قدام الرب وطلب العون منه؟ «لأن الله لم يعطنا روح الفشل، بل روح القوة والمحبة والنصح» (2تيموثاوس1: 7 ).

فلا يثنى عزمى افتراء أحد
                  ولا أبغى مدحاً يثير الجسد
فمجد يسوع هو غايتى
                        وفرحة قلبى هى بالثمار

   «كل شىء مستطاع للمؤمن» (مرقس9: 32 ).

فريد زكي
 

الصفحة الرئيسية - إتصل بنا - نبذة عن المجلة

كتّاب المجلة - أعداد نحو الهدف السابقةصفحة البحث

©2010 Nahwal Hadaf