مدينة سان فرانسيسكو فى كاليفورنيا بأمريكا تعتبر واحدة من أجمل المدن فى العالم، والكوبرى المعلق المسمى «جولدن جيت» يعتبر واحد من أهم معالمها.  ولقد سُمى كذلك لأنه يعبر الأخدود المسمى بهذا الاسم، فمدينة سان فرانسيسكو محاطة من ثلاث جهات بالماء؛ إلى الشرق خليج سان فرانسيسكو، وإلى الغرب المحيط الهادى، ويوصل مياه الخليج بمياه المحيط «الجولدن جيت».

أما شهرة هذا الجسر فهو أنه ثانى أكبر كوبرى معلق فى العالم، استغرق العمل فيه سنوات، وتكلف 53 مليون دولار، وتم افتتاحه فى عام 1937م.

طول الكوبرى الكلى 2، 3كم، محمول بكابلات عملاقة بقطر 93سم، معلقة على برجين هما الأعلى فى العالم إذ يصل ارتفاعهما إلى 227 متراً، والطريق مقسم إلى ست حارات لحركة السيارات.

كم أفاد هذا الكوبرى الكثيرين جداً، إذ سهّل لهم الوصول من مدينة سان فرانسيسكو إلى ضواحيها الشمالية.  لكنى لما شاهدت هذا الكوبرى تذكرت جسراً أعظم أفاد أضعاف هذا العدد، وانتهى العمل منه من ألفى عام، وتكلف دم ابن الله !

إنه كوبرى لا ينقل من أرض إلى أرض، بل ينقل من الخطية إلى الحرية، ومن الظلمة إلى النور العجيب، ومن دائرة أولاد الشيطان إلى دائرة أولاد الله وإلى ملكوت ابن محبته.

عبره متى العشار فصار كاتب أول بشارة فى العهد الجديد، وعبره شاول الطرسوسى المضطهد للكنيسة فصار رسول الأمم العظيم، وعبره اللص التائب فانتقل فوراً من صليب العار ليكون مع المسيح فى الفردوس.

عزيزى، هل عبرت هذا الكوبرى العجيب.  أرجو أن تتأكد اليوم من ذلك.