2003 62

الموسوعة الكتابية: جسم الإنسان

Bookmark and Share
المفاصل

يتكَّون الهيكل العظمي في الإنسان من عدد كبير من العظام والمفاصل (عدد المفاصل في جسم الإنسان 365 مفصلاً).  وتتصل كل عظمتين في الجسم من خلال مفصل أو أكثر، وهذه المفاصل هي التي تسمح للعظام بالحركة في اتجاهات متعدّدة طبقًا لوظيفة كل عظمة.  وبدون هذه المفاصل يستحيل علينا الحركة أو تحريك الرجل، ويستحيل علينا أن نعمل أي شيء بأذرعنا أو أيادينا. لكن عن طريق تلك المفاصل يمكننا الحركة والانثناء وتحريك الجذع في مختلف الاتجاهات.  وكلما كان الجسم رياضيًا كانت مفاصله تستجيب للحركة بسهولة ويسر.

ما أهم هذه المفاصل إذًا بالنسبة للجسم.  وكما في الجسم البشري هكذا في الكنيسة التي هي جسد المسيح (أفسس4: 16).  فهناك مؤمنون عملهم الأساسي هو مثل عمل هذه المفاصل، فهم الذين يوجِّهون الأعضاء إلى هذا الاتجاه أو ذاك. وهؤلاء بركة حقيقية لكنيسة المسيح.

النخاع الشوكي (الحبل الشوكي - حبل الفضة)

المخ مع الحبل الشوكي يمثِّل الجهاز المركزي العصبي، أو المركز الذي منه تصدر التعليمات لأجزاء الجسم المختلفة للتحرك، فهما مركز ضبط الجهاز العصبي.  ويعتبر الحبل الشوكي في داخل العمود الفقري في جسم الإنسان امتدادًا للمخ، ومن خلاله تنتقل الإشارات الكهربية إلى العضلات الحركية والأطراف، عن طريق الأعصاب الشوكية، وعددها 31 زوجًا من الأعصاب.

ويسمى هذا النخاع الشوكي: حبل الفضة، وذلك في اللغة الشعرية التصويرية التي استخدمها سليمان الحكيم لشرح تدهور صحة الإنسان، وفي النهاية موته (جامعة12: 1-7). 

هكذا جسد المسيح.  فالرأس هو المسيح الذي فيه مركز تحكم كل المؤمنين أعضاء جسد المسيح.  لكن المؤمنين الروحيين في كنيسة المسيح يمكنهم أن ينقلوا لباقي أعضاء الجسم فكر المسيح (1كورنثوس2: 15 ،16).

الوجه

الوجه هو مستقبِل الرأس،  ويحتوي على معظم الحواس التي في الإنسان، ففيه العينان والفم والأنف.  وهو الـمُحيّا، أي المعبِّر عن الإنسان.  وهو يحتوي على أكثر من100 عضلة.  وللابتسام يلزم تحريك 17 عضلة منها فقط، بينما يلزم تحريك 43 عضلة للتجهم.  وهذا هو السر وراء ظهور المبتسمين أصغر من حقيقتهم، بينما المتجهمون يبدون أكبر من سنهم.

ولأن الوجه هو المعبِّر عن الإنسان (تكوين 3: 19)، فقد يُستخدم التعبير مجازيًا للإشارة إلى أعيان الشعب وممثليه (أعمال28: 17). وأما عندما يتحدث الكتاب المقدس عن وجه الله فإنه يقصد حضور الله.  ولقد قال داود للرب: «أين أذهب من روحك؟  ومن وجهك أين أهرب؟» (مزمور139: 7).  بمعنى أنه يستحيل الاختباء من الله.  لكن القديس ليس فقط يعرف هذه الحقيقة: أن الله موجود في كل مكان، وبالتالي يستحيل الاختباء منه، بل إنه يُسرّ بذلك ويطلبه بكل قلبه. فيقول داود أيضًا للرب: «قلتَ اطلبوا وجهي. وجهك يا رب أطلب» (مزمور27: 8).  وما أعظم إحساس المؤمن بأنه في حضرة الله دائمًا؛ هذا ما قصده الرب عندما قال لموسى: «وجهي يسير فأريحك»، بمعنى سأُشعرك في كل لحظة أنني قريب منكم، ولن أبتعد عنكم مطلقًا.  فأجابه موسى: «إن لم يسِر وجهك، فلا تصعدنا من ههنا» (خروج33: 14 ،15).  هل تشعر بهذه الحقيقة؟  وهل تعتّز بها كشيء ثمين؟ 

اليد

هي الجزء الأخير من الذراع، وتتكون من الكف والأصابع الخمسة التي تسمى بالترتيب: الخنصر (الإصبع الأصغر)، فالبنصر، ثم الوسطى، ثم السبابة، وأخيرًا الإبهام أو الإصبع الغليظ. ونلاحظ أن الأصابع الأربعة بدون الإبهام عاجزة عن العمل.  وهناك قصة في العهد القديم تصور ذلك؛ فنقرأ عن ملك شرير اسمه "أدوني بازق"، وهو أحد ملوك كنعان الأشرار، في زمان دخول الشعب إلى أرض كنعان بواسطة يشوع بن نون.  هذا الملك الشرير قطع أباهم الأيدي والأرجل لسبعين ملكًا، فأصبحوا عاجزين، وجعلهم يلتقطون خبزًا تحت مائدته ليتسلى بمناظرهم ومذلتهم.  لكن العجيب أنه كما فعل هكذا جازاه الله تمامًا.  فجاء بعد سنين مَنْ فعل معه الأمر عينه، أي قَطَعَ إصبع الإبهام في كلتا يديه ورجليه، دون علم أنه هو نفسه كان قد فعل ذلك فيما سبق بالسبعين ملكًا (قضاة 1: 4-7)!  وهو درس خطير لنا، وحسن أننا نستوعبه مبكِّرًا، وهو أن «الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضًا» (غلاطية 6: 7).

ومن القصة السابقة يمكن القول إن الأربعة أصابع بدون الإبهام تعطينا صورة لعجز الخليقة بدون خالقها، وعجز البشر بدون الله.  

وحينما نقول "اليد" بالمقابلة مع "الرجل"، فإننا نعني بها الذراع كلها. 

ولأننا نعمل معظم أعمالنا بأيدينا، فقد تُستخدم اليد للتعبير مجازيًا عن الأعمال.  فعندما سؤل قديمًا: «من يصعد إلى جبل الرب، ومن يقوم في موضع قدسه؟» كانت الإجابة: «الطاهر اليدين والنقي القلب» (مزمور24: 3 ،4)، أي الذي أعماله طاهرة وبواعثه نقية.  فالله لا يقبل سجودًا من الذي يعيش حياة الخطية ولا يتوب عنها.

وعندما يستعمل الكتاب المقدس اللغة التصويرية فيحدثنا عن «يد الله»، فواضح أن «الله روح»، وليس له أعضاء كالتي للبشر، لكن هذا التعبير يُستخدم مجازيًا لتوضيح قوة الله، سواء للحفظ (يوحنا10: 29)؛ أو للعناية (عزرا 7: 28؛ نحميا2: 8)، أو للقضاء (تثنية32: 41؛ راعوث1: 13؛  مزمور32: 4؛ عبرانيين10: 31).  والاستخدام عينه نجده مع البشر، فاليد - لا سيما اليمنى- تحدِّثنا عن قوة الإنسان.  ويعقوب سمى ابنه الأصغر «بنيامين» ومعناه: "ابن اليد اليمين"، أو ابن القوة.

ونحن نقرأ في الكتاب المقدس عن «وضع اليد»، سواء في العهد القديم أو الجديد. وهذه الممارسة لم تكن تتضمن شيئًا سرّيًا أو معجزيًا، بل إنها ببساطة تعني التوحد بين الشخص أو الأشخاص الذين وضعوا اليد، مع الشخص الذي وضعت الأيدي عليه.

يوسف رياض
 

الصفحة الرئيسية - إتصل بنا - نبذة عن المجلة

كتّاب المجلة - أعداد نحو الهدف السابقةصفحة البحث

©2010 Nahwal Hadaf