1999 37

أدب الحوار المسيحي

Bookmark and Share
 «وقام ابراهيم . وكلم بنى حث قائلاً: أنا غريب ونزيل عندكم أعطوني ملك قبر معكم لأدفن ميتي من أمامي .» (تكوين23: 1 -16).

لقد قرأت هذا الفصل بتدقيق، فلمع أمامي بشدة، من ضمن ما لمع، الأدب الشديد والخلق الرفيع الذى يتميز به أسلوب حديث أبى المؤمنين إبراهيم مع أهل المدينة التي كان يعيش فيها،
وعلى الفور ذهب فكرى من أب عائلة الإيمان إلى رئيس الإيمان، واستعرضت من المكتوب بعض الحوارات التي دخل فيها مع أحباء مخلصين أو مع أعداء ماكرين، وكم كان انبهاري شديدًا بروعته التي تخلب الألباب، فكم كان حكيمًا رقيقًا، متضعًا متفهمًا، حازمًا حاسمًا في كل حواراته.  ولكنى أيضًا ذهبت بفكري بعدها إلى حالنا نحن المؤمنين واستعرضت من ذاكرتي أمثلة كثيرة لحواراتنا.

وكم تألمت وتأسفت في قلبي لما وصل إليه حالنا من جهة أدب الحوار والنقاش. فلقد ضاعت منا الأدبيات المسيحية الرفيعة، وفقدنا خُلق سيدنا البديع الذى ينبغي علينا أن نتحلى به في كل حوار.
وبدأت بنفسي محاولاً اكتشاف عيوبي وأخطائي في الحوارات المختلفة التي دخلت فيها. واكتشفت الكثير من العيوب وطلبت من الرب الصفح والغفران والعلاج بنية صادقة أمامه.

لكنى استرسلت أكثر في التفكير لأتذكر المزيد مما لاحظته من عيوب أصابت أسلوب الحوار بين القديسين، فخلعت عن حوارهم الصبغة المسيحية، وأبعدتهم كثيرًا عن شخصية سيدنا المثالية، وأضعفت كثيرًا شهادتنا السامية، وأعثرت الكثيرين من النفوس الغالية، وعلى الفور قررت أن أكتب لأحبائي ما جاش في صدري.  ولكى يكون كلامي عمليًا قابلاً للتنفيذ، فضلت أن أضع هذه العيوب في صورة أسئلة يسألها القارئ لنفسه، وإذا أجاب عنها بصدق وأمانة، ستمكنه من تقييم نفسه في النهاية تقييمًا صحيحًا، وعليه عندئذ أن يخطو خطوات جادة نحو العلاج الصحيح.

1 - هل يحدث أثناء استماعك لمحدّثك أن يشرد ذهنك بعيدًا عنه، أو أنك لا تجد حرجًا في أن تعبث في شيء بيدك أو ملابسك أو بشيء حولك؟
* كثيرًا       * أحيانًا       * نادرًا

2 - هل تشعر في داخلك أثناء استماعك لمحدثك برغبة شديدة أن تقاطعه ثم تستجيب لتلك الرغبة وتفعلها؟
* كثيرًا       * أحيانًا       rنادرًا

3 - هل تُظهر استنكارك بالكلام أو بتعبيرات الوجه أو الجسد لمجرد أن يعلن محدثك رأى يخالف رأيك؟ 
* كثيرًا       * أحيانًا       * نادرًا

4- هل تستأثر بالنصيب الأكبر من وقت الحديث في أية جلسة سواء بقصد أو بدون قصد، أي أنك تتكلم أكثر مما تسمع؟
* كثيرًا * أحيانًا * نادرًا

5 - هل يرتفع صوتك عاليًا أثناء حديثك سواء بقصد أو بدون قصد؟ 
* كثيرًا       * أحيانًا       * نادرًا

6 - هل تجيب محدثك بسرعة قبل أن تستوضح وتستوعب كلامه؟
* كثيرًا       * أحيانًا       * نادرًا

7 - هل لاحظت أنك تتسرع في إصدار حكمك بالإدانة على رأى محدثك قبل الاستماع لوجهة نظره وتفهُّم تفاصيل فكره؟ 
* كثيرًا       * أحيانًا       * نادرًا

8 - هل تجتهد أو تلح في معرفة أشياء من محدثك لا يبغى هو الإفصاح عنها؟
* كثيرًا       * أحيانًا       *نادرًا

9 - هل يحدث أنك تتحول عن الموضوع الأساسي للحديث وتحاول معرفة أشياء شخصية عن محدثك لا تفيد النقاش، لكنها غريزة حب الاستطلاع والفضول عندك؟  * كثيرًا       * أحيانًا       * نادرًا

10- هل لا تجتهد أن تختار ألفاظك بعناية، ولا تفكر في أثرها قبل أن تقولها، فما يخطر على بالك تقوله حتى ولو كان جارحًا، مبررًا لنفسك هذا بأن الصراحة تفتضيه؟  * كثيرًا       * أحيانًا       * نادرًا

11- هل تشعر أن تنازلك عن رأيك، إذا أدركت خطأه، يُنقص من قدرك أمام الآخرين، وبالتالي تجتهد أن تدافع عنه رغم خطأه، أو تحاول إنهاء النقاش بسرعة؟  * كثيرًا       * أحيانًا       * نادرًا

12 - هل تجرح مشاعر محدثك بكلمات أو إشارات على سبيل المزاح؟
* كثيرًا       * أحيانًا       * نادرًا

13 - هل لا تستطيع التحكم فى غضبك إذا أخطأ محدثك الرأي أو أخطأ فيك أو حاول إثارتك؟ 
* كثيرًا       * أحيانًا       * نادرًا

14 - هل لا تضع اعتبارًا لفارق السن أو المركز الأدبي لمحدثك؟
* كثيرًا       * أحيانًا       * نادرًا

15 - هل تدخل أي حوار وأنت تضع قاعدة أساسية في ذهنك أن رأيك هو الوحيد الأكيد السديد وبالتالي ليس عندك استعداد للتغيير أو التطوير أو التبديل؟
  * كثيرًا       * أحيانًا       * نادرًا

أعطِ لنفسك ثلاث درجات عن كل سؤال إجابته " كثيرًا"، ودرجتين إذا كانت الإجابة " أحيانًا"، ودرجة " نادرًا"؛ واجمع ما حصّلته من درجات•

1 - إذا وجدت أن مجموع درجاتك أكثر من 30 درجة، فأنت يا عزيزي تحتاج لتوبة سريعة وعاجلة عن شرور وخطايا اللسان، وما يساعدك على هذا قراءتك لرسالة يعقوب 1: 14 -27، 3: 1-12 باتضاع وانكسار قلب، وتذكر أنه لا قيمة لأية خدمة أو نشاط روحي نقوم به إن لم نتعلم أولاً كيف نضبط ألسنتنا، وأن لا نخطئ في حق الناس الذين نتحدث إليهم مقتدين في ذلك بما كان يفعل سيدنا - انظر مثلاً يو4: 1 -30، يو 8: 1-59 حتى ولو كان هؤلاء الناس أشرارًا أو أغراضهم شريرة.

2 - إذا كان مجموع درجاتك أقل من 30 لكن أكثر من 20 فأسلوبك في الحوار تشوبه أخطاء كثيرة عليك أن تحددها بدقة وتكتبها وتبدأ حالاً في طلب معونة الرب لعلاجها مسترشدًا بكلمة الله العظيمة وبصفة خاصة الفصول السابق ذكرها، وأيضًا سفر الأمثال 10: 19 ، 15: 1، 23، 17: 27، 28، 12: 23، 24: 26، 25: 11.

3 - إذا كان مجموع درجاتك أقل من 20، فأنت تتميز بأسلوب مسيحي في الحوار، لكن مع هذا اجتهد أن ترقى به بتلافي أي عيب أو خطأ فيه لكى تكون أكثر تشبهًا بسيدنا.



ماهر صموئيل
 

الصفحة الرئيسية - إتصل بنا - نبذة عن المجلة

كتّاب المجلة - أعداد نحو الهدف السابقةصفحة البحث

©2010 Nahwal Hadaf