2000 46

ما هو غذاؤك ؟

Bookmark and Share
~ في زيارة أحد خدام الرب الأوربيين لإحدى الدول في قارة إفريقيا، لاحظ أن حشائش السافانا تعج بمختلف الحيوانات، فهذه قطعان من الأفيال وتلك الزرافات المشهورة برقبتها الطويلة وآلاف من الخراتيت.  واستطاع هذا الخادم من على الجبل أن يستكشف عالم جميل قد خلقه الله.  إلا أن ما شدّ انتباهه أن هناك سرباً من النسور يحوم فوق قطعة جرداء وسط الغابة، فلما نزل واقترب أكثر من تلك البقعة، رأى جثة لأحد الحيوانات وقد تزاحمت عليها النسور.  اكتفى هذا الخادم بهذا القدر في هذا اليوم ولم يعمل المزيد وعاد سريعاً إلى مقر إقامته في القرية.

وفي اليوم التالي وعند شروق الشمس كان يجلس لكي يأخذ خلوته مع الرب، حيث السكون التام، لكن قطع هذا الهدوء صوت خفيض تسلل إلى أذنيه، استدار سريعاً فرأى نوع من الطيور الصغيرة جداً بألوانه الجميلة الرائعة تقفز من زهرة لأخرى لتستمتع برحيقها، أخذ يفكر ويقارن بين النسور وهذه الطيور الصغيرة، وكل منهما يتغذى على مواد مختلفة تماماً .. النسور تتغذى على الموت، أما هذه الطيور الجميلة فتتغذى على الحياة.

  وتساءل: وأنا ... ما هو غذائي؟  في أي شيء تفكيري؟ وعندئذ تذكّر كلمات الرسول بولس التي كتبها للمؤمنين في فيلبي:
أيها الإخوة

1 - كل ما هو حق 

   2- كل ما هو جليل     
 
  3- كل ما هو عادل

     4- كل ما هو طاهر 

    5- كل ما هو مُسرّ 

   6- كل ما صيته حسن

    7- إن كانت فضيلة 

      8- وإن كان مدح  

      ففي هذه افتكروا
  (فيلبي 4 : 8)

 وتساءل: 8 أشياء أحتاج أن أفكر فيها، إنها كثيرة!  ولكن عندما أخذ يبحث عن الحق وجده هو الرب يسوع.  وعندما بحث عن الشخص الجليل والموقر، وجده هو أيضاً.  وعندما بحث عمَنْ هو العادل وجده نفس الشخص.  وعندما فكر: مَنْ هو الطاهر المُسرّ والذي صيته حسن؟  مَنْ هو الذي يُظهر الفضيلة ويستحق المدح؟  إنه هو الرب يسوع المسيح.

أحبائي : إن الرب يهتم جداً بطعام وغذاء شعبه، لذا أوصاهم في سفر اللاويين ص11 من جهة الحيوانات والأسماك والطيور التي يأكلونها، والتي لا يأكلونها، وأعطاهم الرب المن الذي يذكّرنا بالمسيح المتضع النازل من السماء، وأكلوا الفصح الذي يذكّرنا بالرب يسوع الذي ذُبح لأجلنا، وأكلوا غلة الأرض التي تذكرنا بالمسيح الممجد والذي هو الآن فوق جميع السماوات عن يمين العظمة في الأعالي.

... ليتنا نتفكّر فيه باستمرار ولنتذكر أنه يُكتب أمام الرب سفر تذكرة للذين يتقونه وللمفكرين في اسمه (ملاخي3 :16)


وديع هلال
 

الصفحة الرئيسية - إتصل بنا - نبذة عن المجلة

كتّاب المجلة - أعداد نحو الهدف السابقةصفحة البحث

©2010 Nahwal Hadaf