2013 120

البلية الزرقاء

Bookmark and Share
نظر “دانيآل” إلى قطعة الشيكولاتة التي في يد أخته “أبيجايل” بانجذاب شديد.  وبعد أن سال لعابه، قال لها: “هل من الممكن أن تعطيني قطعة الشيكولاتة؟”  وذلك بعد أن وضع البلي الذي كان يلعب به، في أحد جيوبه.

فكَّرت أبيجايل”، ثم قالت لدانيآل: “موافقة؛ بشرط أن تعطيني كل البلي الذي معك، وأنا أعطيك الشيكولاتة التي معي”.

وافق دانيآل، ووضع يده في جيبه؛ ليخرج البلي الذي كان معه.  وكان في وسط البلي واحدة لونها أزرق.  وكان دانيآل يحبها جدًا، حتى إنه كان يحس بملمسها فيعرفها دون أن يراها.  فأخذ يعبث بأصابعه بالبلي، وعندما أحس بها، تركها تسقط من بين أصابعه في جيبه.  ثم أخرج بقية البلي بيده وأعطاها لأبيجايل، وقال لها: “خذي البلي الذي معي”.

مضى دانيآل في طريقه فرحًا؛ لأنه فاز بقطعة الشيكولاتة التي كانت مع أبيجايل.  ومضت أبيجايل في الاتجاه المعاكس.  ولكن بعد خطوات قليلة، التفت دانيآل وراءه، ونادى قائلاً: “أبيجايل!”  فأجابته: “نعم، ماذا تريد؟”  قال دانيآل: “أريد أن أسألك سؤالاً: هل أعطيتيني كل الشيكولاتة التي معك؟”

ونتساءل.. لماذا سأل دانيآل هذا السؤال لأبيجايل؟

ونجيب.. لأنه لم يُعطِ أبيجايل الكل، لذلك شكّ أنها أيضًا لم تُعطِه الكل!

عزيزي...

أرجو أن تبحث في جوانب قلبك.  إن كانت هناك بلية زرقاء تحبَّها وتحتفظ بها لنفسك، ولم تُعطِها للرب، فكانت السبب في أنك لم تنل كل ما تريده من الرب؟

فمثلاً: نرى أن إبراهيم (تكوين 22: 1‑19)، كانت محبته لابنه إسحاق شديدة.  تلك المحبة التي قد تكون زاحمت محبة الرب في قلب إبراهيم.  فلذلك طلب الرب منه أن يقدِّم ابنه، وحيده الذي يحبه، محرقة.  فأطاع إبراهيم قول الرب، وقدَّم إسحاق ابنه محرقة على المذبح!  لذلك امتدحه الرب وقال له: «الآن علمت أنك خائف الله، فلم تمسك ابنك وحيدك عني».

وانظر إلى تعويض الرب له؛ فقد أعاد الرب إسحاق إليه، وليس ذلك فقط، بل أعطاه وعدًا بأنه سوف يُكثر نسله «كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر».

وعلى النقيض من ذلك

نرى ذلك الشاب الغني والمُتديِّن، الذي ذهب إلى الرب (مرقس10: 17‑22)، إذ قال للرب: «ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟».  فقد أراد هذا الشاب أن يتمتع كما يُقال: “دنيا وآخرة”.  لكن الرب وضع أمامه محك؛ لإظهار ما في قلبه، «وقال له:...  اذهب بع كل ما لك وأعطِ الفقراء، فيكون لك كنز في السماء، وتعال اتبعني حاملاً الصليب.  فاغتمَّ على القول ومضى حزينًا؛ لأنه كان ذا أموال كثيرة».  فنجد أن عِلّة هذا الشاب محبته للمال، ففضَّل المال عن اتّباع الرب ونوال الحياة الأبدية، مع أن الرب أظهر له أيضًا تعويضًا أسمى من المال، بأن يكون له كنز في السماء!  وهذا أفضل.

عزيزي...  من أي فريق أنت؟

من الفريق الأول، الذي يمثِّله إبراهيم، وقد وهب للرب أعزَّ ما عنده، وهو ابنه؟

أم من الفريق الآخر، الذي يمثِّله الشاب الغني، الذي فضَّل المال عن اتّباع الرب؟

افحص وفتش عن البلية الزرقاء التي في حياتك وتحبها، وأمسكتها عن الرب.  هل هي: شهوة، شخص، كرامة، استعلاء، مال، كبرياء،أم ذات أم...؟!

قال مقدِّم كتاب “لا أنا بل المسيح” عن كاتبه “واتشمان ني” إنه “وهب نفسه لله بلا تحفظ”، وهذا هو الكل.

أعطني كل ما عندك، وأنا أعطيك كل ما عندي.
نشأت راغب
 

الصفحة الرئيسية - إتصل بنا - نبذة عن المجلة

كتّاب المجلة - أعداد نحو الهدف السابقةصفحة البحث

©2010 Nahwal Hadaf