2012 117

أبطال الأولمبياد المقدس

Bookmark and Share

«أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِينَ يَرْكُضُونَ فِي الْمَيْدَانِ جَمِيعُهُمْ يَرْكُضُونَ، وَلكِنَّ وَاحِدًا يَأْخُذُ الْجَعَالَةَ؟  هكَذَا ارْكُضُوا لِكَيْ تَنَالُوا.  وَكُلُّ مَنْ يُجَاهِدُ يَضْبُطُ نَفْسَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ.  أَمَّا أُولئِكَ فَلِكَيْ يَأْخُذُوا إِكْلِيلاً يَفْنَى، وَأَمَّا نَحْنُ فَإِكْلِيلاً لاَ يَفْنَى» (1كورنثوس9: 24، 25).

تمتلئ أسفار الكتاب بقصص لنساء ورجال، بالإيمان أخذوا مواقف بطولية لمجد الله؛ فحظوا بمكافآت وتعويضات ثمينة.  وسنتأمل في أمثلة من نساء الكتاب الفاضلات وكذلك من رجال الله الأمناء، لعل هذا يكون سببًا في تشجيع الشباب والشابات الذين قرروا أن يودِّعوا حياة الرخاوة والكسل، وأن يبتعدوا عن التمثيليات الباطلة ليدخلوا في بطولات مماثلة.

أمثلة للبطولات والحاصلون

على المراتب الأولى فيها

1. الجري مسافات طويلة

المجدلية: بأشواق المحبة ركضت إلى قبر المسيح في الظلام، ولم تعبأ بالمخاطر والآلام، وبعد أن نالت مطلبها وشبع قلبها، نالت الشرف العظيم أن تكون أول من يشهد قيامة المسيح وأول من يبشِّر بها؛ فركضت أيضًا إلى بطرس ويوحنا لتخبرهما (يوحنا20).

يوسف: يُذكر عنه هذ التعبير الجميل «ترك ثوبه وهرب» أربعة مرات في تكوين39؛ إنه الجري المقدس في سباق القداسة، وإن كانت الأرض - ظلمًا - قد أوثقت بقيود يديه، لكن السماء كلّلته بقلادة العفة، وإن كان الأمر قد أدى به إلى زنزانة، لكن الرب في النهاية رفَّعه وأعطاه المكانة.  إنه بطل في الجري المقدس، نال جزاء أمانته بمكافآت سيد الخليقة.

2. السباحة ضد التيار

راحاب: سلكت بالإيمان طريقًا عكس ما كانت تعيش فيه، ومختلفًا عما سلكه كل شعب أريحا.  آمنَت وتغيَّرت، أعطت ظهرها للماضي المشين، ووضعت ثقتها في الله الحي، وصدَّقت الوعد؛ فنجت هي وكل بيتها.  إنها بالفعل بطلة في السباحة ضد تيار الأغلبية (يشوع2، 6).


كالب بن يفنة: رجل وصفه الرب أنه كانت معه “روح أخرى”، كان رأيه مختلفًا عن رأي الأغلبية.  العشرة الذين تجسسوا الأرض قدَّموا تقريرهم المخزي، أما هو ويشوع، فقد وقفا بالإيمان في صف الرب ضد تيار عدم الإيمان المشين؛ فنال الموعد وحاز بمكافأة وتعويض ومديح الرب (عدد14).

3. مصارعة الثيران

أستير: جاهدت في الصلاة مع الرب، وصارعت رموز المملكة، فعلت ما ليس معتادًا ودخلت إلى الملك في غير الموعد المعتاد كي تعرض شكواها عليه.  وقفت في وجه هامان الرديء القاتل، وبسبب اتكالها على إلهها المقتدر واسمه العجيب؛ انتصرت على هذا الوحش الآدمي الذي كان مزمعًا أن يدوسها هي وشعبها ليبيدهم عن بكرة أبيهم (سفر أستير).

بولس: حارب وحوشًا في أفسس (المقاومين بشراسة)، لكن كم من المرات التي وقف فيها يصارع مع ثيران الأمة (رموز وقادة اليهود) بكل شجاعة كان يشهد ويبرهن بقوة الروح القدس من نبوات العهد القديم أن يسوع هو المسيح.  أي بطل مثل هذا الرجل في مواجهاته الصعبة مع أولئك الوحوش الذين قتلوا سيده ظلمًا وأرادوا أن يبطشوا بخادمه أيضًا، لكنه تشدَّد بالنعمة وثبت.  الأمر الذي اجتذب منهم كثيرين.

4. ترويض الأسود

دانيآل: كان ملوك بابل وملوك مادي وفارس أشرس وأصعب من الأسود الحرفية؛ لكن بالحكمة التي من الله واجههم.  ولأنه أحب طهارة القلب؛ فلنعمة شفتيه صار الملك صديقه (أمثال22: 11).  طُرقه أرضت الرب، فأعطاه الله نعمة في عيون ملوك الأمم المشبَّهين بالوحوش، ولم يجسر أحد منهم أن يغرس مخلبه في جسده.  روَّضهم بالنعمة المعطاة له، وبالسيرة التقية والحكمة السماوية (سفر دانيآل).

5. حَمْل الأثقال

أيوب: خير مثال لحمل الأثقال.  أحمال من العيار الثقيل؛ وأي أثقال هذه؟!  هل نذكر ثقل الأحزان بسبب موت جميع بنيه وبناته، أم ثقل جهالة زوجته؟  هل نذكر ثقل مرضه الرهيب، أم ثقل قلبه الكئيب؟  وماذا عن ثقل قساوة كلام أصحابه؟  لكنه احتمل بصبر، ولم تصرعه الأثقال، بل تحمَّلها بصبر وبإيمانه بصلاح الرب؛ فبارك الرب آخرته أكثر من أولاه، وفاز بالتعويض ومديح الرب في العهدين القديم والجديد (سفر أيوب).

6. قفز الحواجز

راعوث: رجعت من موآب، وتخطت حاجزًا ضخمًا هو ترك شعبها وبيت أبيها لتذهب وراء حماتها إلى شعب لا تعرفه.  ثم عبرت حاجز تدبير المعيشة فخرجت للحقل لتوفِّر قُوتًا لها ولحماتها.  ثم حاجز التعامل مع ثقافة مختلفة عما اعتادت عليه.  وحاجز الاقتران ببوعز بكل ما يتطلبه.  لكن بثقتها ورجائها في الرب، كانت تقفز من حاجز لآخر؛ فكافأها الرب بمكافآت جليلة (سفر راعوث).

نحميا: وضع الرب في قلبه أن يعمل عملاً عظيمًا.  رغم أن الطريق امتلأ بالحواجز العملاقة، من القَصْرِ إلى أورشليم؛ مثل موافقة الملك، ومؤن البناء، وخطابات تأمين المرور في الطريق.  ثم حواجز المقاومة الشرسة داخل البلاد؛ إذ كان المقاومون يغيِّرون شكل الحاجز من وقت لآخر، مستخدمين كل الطرق الممكنة لتعطيله.  لكن باتكاله على إلهه الصالح، تخطى أرهب الحواجز؛ ففاز بالجوائز التي ميَّزه الرب بها، وسجَّل صلواته وانجازاته على صفحات الوحي المقدس (سفر نحميا).

7. المصارعة

يعقوب: صارع مع الرب - بشهادة الوحي - حتى طلوع الفجر.  لم يَكِلّ ولم يهدأ حتى باركه الرب هناك.  نال البركة وفاز بردّ الشركة.  تغيَّر اسمه وزاد فهمه.  انكسر حُق فخذه، لكن استقام سلوكه.  نال مديح الرب على جهاد الإيمان والصراع من أجل البركة  (تكوين32).

امتياز البطولات المقدسة عن غيرها

1. البطل قد يكون مغمورًا ولا يعرفه أحدًا.

2. الجهاد حسب المبادئ الإلهية النقية.

 3. التمرين والممارسة ينفع صاحبه ويؤثِّر فيمن حوله.

 4. كل مجهود ومشقّة فيه له مكافأة ولن يضيع هباءً.

5. الجائزة ليست وحدها هي التعويض، بل السباق نفسه يحمل ثمارًا.

6. التقييم بواسطة سيد الخليقة وأمام كل القديسين في كل العصور.

7. المكافآت والأكاليل أثمن وأبقى.

يا رب..
هبنا أن نَغير الغيرة الحُسنى، ونقف في صفِّك ضد كل ما لا يوافقك، مهما كلفنا الأمر.  أعِنّا كي نسلك بالإيمان، ونقيس كل ما في حياتنا في ضوء الأبدية، لا بمقاييس الزمان.

أيمن يوسف
 

الصفحة الرئيسية - إتصل بنا - نبذة عن المجلة

كتّاب المجلة - أعداد نحو الهدف السابقةصفحة البحث

©2010 Nahwal Hadaf