2012 114

العين بصيرة والإيد قصيرة

Bookmark and Share

عندما تحكي لواحد مشكلة لديك قد لا يشعر بك ولا بمعاناتك، سواء لأنه لا يهتم أو لأنه لم يجرِّب مشكلتك، أو لعلك أخطأت في اختيار الشخص الذي شكيت له.  ومن الممكن أن تحكي مشكلتك لآخرٍ يكون أكثر تعاطفًا من الأول؛ فيتفاعل معك ويتعاطف مع مشكلتك، لكن عندما تنتظر منه الحل، يفاجئك بقول مِثل هذا المَثَل: “العين بصيرة والإيد قصيرة”؛ بمعنى أنه يقدِّر المشكلة لكن لا يقدِر أن يفعل شيئًا.  وغالبًا لن تجد من يُقدِّر ويقدر أن يحلّ مشاكلك.

لكن أبشِر!  فهناك من هو على استعداد أن يسمعك في كل مشاكلك، ويتعاطف معك، ويتدخَّل لصالحك بقدرته غير المحدودة.

يقول الكتاب، في إشعياء63: 9، عن الرب، في علاقته بالمؤمنين به، إنه: «فِي كُلِّ ضِيقِهِمْ تَضَايَقَ»، أي أن عينيه تريان كل ظروفهم الصعبة، ويتعاطف معهم فيها.  لكنه لا يكتفي بذلك، بل يُكمل بالقول «وَمَلاَكُ حَضْرَتِهِ خَلَّصَهُمْ».  أي أنه يتدخل بقدرته لصالحهم وليحِل مشاكلهم.  وبالإجمال يقول إنه «بِمَحَبَّتِهِ وَرَأْفَتِهِ هُوَ فَكَّهُمْ وَرَفَعَهُمْ وَحَمَلَهُمْ كُلَّ الأَيَّامِ الْقَدِيمَةِ».

قديمًا كان عند أسرة في بيت عنيا مشكلة موت الأخ، لعازر.  وعندما رأى الرب بكاء الأختين، يقول الكتاب عنه: «بَكَى يَسُوعُ»، تعاطُفًا مع المتألمين.  لكنه عمل بقدرته في حل مشكلتهم بإقامة لعازر وإعادة البهجة لهم (يوحنا 11).

لقد عاش الرب يسوع هنا في الأرض أكثر من ثلاثة وثلاثين سنة مثلنا، عاشها في ظروف صعبة جدًا، قاسى فيها من فقر وظلم وبُغضة وغدر وخيانة، وعن ذلك يقول الكتاب «مِنْ ثَمَّ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُشْبِهَ إِخْوَتَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لِكَيْ يَكُونَ رَحِيمًا...  لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّبًا يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ».  ويلتفت إلينا ليطمئن قلوبنا «فَإِذْ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ عَظِيمٌ قَدِ اجْتَازَ السَّمَاوَاتِ، يَسُوعُ ابْنُ اللهِ، فَلْنَتَمَسَّكْ بِالإِقْرَارِ.  لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ...  فَمِنْ ثَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَ أَيْضًا إِلَى التَّمَامِ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ بِهِ إِلَى اللهِ، إِذْ هُوَ حَيٌّ فِي كُلِّ حِينٍ لِيَشْفَعَ فِيهِمْ».  لذا نفعل حسنًا عندما، في كل مشاكلنا وضيقاتنا، نسمع التحريض: «فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عَوْنًا فِي حِينِهِ» (عبرانيين2: 17، 18؛ 4: 14‑16؛ 7: 25).

صديقي...  في كل مشاكلك تعالَ للمسيح الذي قال «تعالوا إليَّ...  وأنا أريحكم»، فهو الوحيد الذي ستجده دائمًا: عينه بصيرة ويده قديرة.

عصام خليل
 

الصفحة الرئيسية - إتصل بنا - نبذة عن المجلة

كتّاب المجلة - أعداد نحو الهدف السابقةصفحة البحث

©2010 Nahwal Hadaf