2012 113

الحلاق الملحد

Bookmark and Share

ذهب رجل إلى الحلاق لكى يحلق له شعر رأسه ويُهَذِّب له لِحيَته.  وما أن بدأ الحلاق عمله، شرع في الحديث مع الزبون فى أمور كثيرة، إلى أن تطرق الحديث حول وجود الله.

قال الحلاق: “أنا لا أؤمن بوجود الله!”

قال الزبون: “لماذا تقول ذلك؟”

أجاب الحلاق: “حسنًا، بمجرد ما أن تنزل إلى الشارع حتى تدرك أن الله غير موجود!  قل لي: إذا كان الله موجودًا هل كنت سترى أناسًا مرضى؟  وإذا كان الله موجودًا هل كنت سترى هذه الأعداد الغفيرة من الأطفال المُشَرَّدين؟  طبعًا إذا كان الله موجودًا فلن ترى كل هذه الآلام والمعاناة.  أنا لا أستطيع أن أتصور كيف يسمح ذلك الإله الرحيم بمثل هذه الأمور!”

فَكَّر الزبون للحظات، لكنه لم يَرُد على كلام الحلاق حتى لا يحتد النقاش.  وبعد أن انتهى الحلاق من عمله مع الزبون، خرج الزبون إلى الشارع فشاهد رجلاً شعره طويل وخشن مثل الليف، ولِحيَته غير مُهَذَّبة، وكان قذر المنظر، أشعث، أغبر، فرجع الزبون فورًا إلى صالون الحلاقة، وقال للحلاق: “هل تعلم أنه لا يوجد حلاق أبدًا؟!”

قال الحلاق متعجبًا: “كيف تقول ذلك؟  أنا هنا وقد حلقت لك الآن!”

ردَّ الزبون: “لو كان هناك حلاقون لما وجدتُ مثل هذا الرجل!”

قال الحلاق: “بل الحلاقون موجودون!  وإنما يحدث مثل هذا الذى تراه عندما لا يأتي هؤلاء الناس إليَّ لكي أحلق لهم!”

فقال الزبون: “وهذا بالضبط هو الحال بالنسبة إلى الله، فالله موجود، ولكن يحدث ما ذكرته أنت عند ما لا يلجأ الناس إليه للحصول على الغفران والراحة والسلام.  ولذلك ترى كثيرًا من الألم والمعاناة في العالم!”

نقلها عن الإنترنت: رامز سامي

 

الصفحة الرئيسية - إتصل بنا - نبذة عن المجلة

كتّاب المجلة - أعداد نحو الهدف السابقةصفحة البحث

©2010 Nahwal Hadaf