2001 51

وجد كلامك فأكلته

Bookmark and Share

استعرضنا في المرة السابقة بعض الأسباب التي تؤدي إلى ضعف أو فقدان الشهية الروحية لكلمة الله؛ والنتيجة التابعة لذلك هي الهزال الروحي وتوقف النمو.

والآن اسمح لي أن أسألك: هل ترضَى أن تعيش قِزْماً في جسمك وشكلك؟

بالطبع سترفض ذلك.  ولو حدث، فربما سبَّبَ ذلك لك عُقَداً نفسية كثيرة، وستبحث بكل وسيلة عن خلاص من هذه الحالة لتصبح مكتمل النمو والنضوج الجسماني، شاباً كنت أم فتاة.

وإن كان ذلك كذلك فلماذا ترضَى بأن تعيش قِزْماً روحياً؟ ودعني أسألك يا عزيزي القارئ: 

# كيف تتعامل مع كلمة الله؟

# هل تقرأها لمجرد التسلية كأيّ كتاب؟  

# أو على سبيل الواجب إرضاءً للضمير؟

# أ هي مجرد معلومات تختزنها في عقلك فقط؟

# هل تُعجَب بما تقرأ أو تسمع، وتُبدي رأيك فيه؟

# وإذا سمعت عظة ساخنة وتأثرت بها، هل هذا مجرد شعور سطحي عابر سرعان ما يزول؟

# وإذا أدانتْ الكلمة ضميرك بسبب سلوكٍ معيب أو طبعٍ رديء، هل سترفضها وتتحول عنها؟

لا يا عزيزي..   إن إرميا النبي يقول «وُجِدَ كلامك فأكلته، فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي» (إرميا15: 16).  وهكذا ينبغي أن يكون التعامل مع كلمة الله.  أن تأكلها أكلاً، وتهضمها جيداً، وتفكر فيها، وتتوحد معها.  فتبني قوامك الروحي وتنميك.

وعندما تكون الشهية الروحية جيدة والحالة صحيحة، ستختبر أنها «أحلى من العسل وقطر الشهاد» (مزمور19: 10) ، وأيضاً «ما أحلى قولك لحَنـَكي أحلى من العسل لفمي» (مزمور119: 103).

وحتى لو أدانتْ شراً في حياتك، وكشفت خراباً في أعماقك، وصارت مُرَّاً في جوفك؛ فلن ترفضها، بل ستحني رأسك مُذعناً وستركع تائباً ومصلياً «يا رب ماذا تريد أن أفعل؟» (أعمال9: 6).  ومع المرنم تقول:

إرادتي أسلمك
نفسي لك تنتظر
  علَّمني كيف أسمعك
وأصبر بالحق لك

إن الكتاب المقدس، يا عزيزي، ليس كتاباً بالمعنى المألوف، لكنه شخصٌ حيّ.  وكل جزء فيه هو «نافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر لكي يكون إنسان الله كاملاً (كامل النمو والنضوج) متأهباً لكل عمل صالح» (2تيموثاوس3: 16 ،17).

إن الكلمة هي التي وُلِدْنا بها الولادة الثانية (1بطرس1: 23)، وهي التي نتغذى عليها وننمو بها (1بطرس2:2).  إنها تقدِّم لنا شخص المسيح، فنتذوقه في حلاوته وصلاحه، وإذ ذاك نأتي إليه بإستمرار لكي نتغذى به في الكلمة (1بطرس2: 3).  إننا نحيا بها، فليس بالخبز وحده يحيا الإنسان (متى4: 4).  وإذ تسكن في أعماقنا، فإنها تصوغ أفكارنا، وتشكِّل حياتنا، وتحكم قراراتنا واختياراتنا.

ولكي تستفيد لحياتك من كلمة الله وتنمو بها:

* عليك أن تخصصها لك شخصياً، وتعتبرها دائماً رسالة من الرب لك.  والرب عندما يتكلم فهو يعني تماماً ما يقول، وهو ينتظر منك التجاوب والطاعة.

* ادرس بعمق ولا تكتفِ بمجرد القراءة السطحية.

* افحص الكتب كل يوم وستجد حكمة بين سطورها.

* حاول أن تحفظ أجزاء من المكتوب بشواهدها، وهذا سيساعدك في الرد على إبليس وتجاربه.

* فكر فيما قرأته وكيف يمكن تطبيقه يوماً فيوماً.

* ابحث عن وعد تتمسك به، أو وصية لتطيعها، أو قدوة لتقتدي بها، أو خطية لتتحذر منها.

* كن عاملاً بالكلمة لا سامعاً فقط.

وبذلك ستنمو روحياً وتتقَّوى.  وهذا ما يميز الأحداث في عائلة الله «أقوياء وكلمة الله ثابتة فيكم وقد غلبتم الشرير» (1يوحنا2: 14).

محب نصيف
 

الصفحة الرئيسية - إتصل بنا - نبذة عن المجلة

كتّاب المجلة - أعداد نحو الهدف السابقةصفحة البحث

©2010 Nahwal Hadaf