2002 53

الرأس الكريم

Bookmark and Share

من مثل الرب يسوع المسيح عندما عاش على الأرض إنساناً كاملاً؟!

صديقي: سنبدأ، في سلسلتنا هذه، في التأمل في بعض أوصاف المسيح الجميلة، من الرأس حتى القدمين.

وبداية نقول إنه لم يظهر في كل تاريخ البشرية إنسان فريد وعجيب مثله.  ومهم جداً أن نلفت النظر للمسيح الذي فاق الكل في كل شيء فهو «أبرع جمالاً من بني البشر» (مزمور45: 2).

فهيا صديقي ننظر إليه ونتأمله..  وإن لم تكن بالفعل قد فعلت ذلك من قبل، أو إن كنت قد نظرت لواحد سواه، أو لأحد إلى جواره؛ صلّي معي ليكلِّمنا الرب بنفسه عن الأمور المختصة به.

ولنبدأ الآن التأمل في 

الرأس الكريم 

بتجسد المسيح، حمل لنا في رأسه أفكار الله الأزلية.  وأعلنها لنا من جهة فداء الإنسان وبركته بكل ما في السماء.  وفي حياته نرى مشاهد عديدة للرأس الكريم:

الرأس المُتعَب: في عالم أرسته وأسسته يداه لم يملك أي بيت، ولم يجد راحته.   ذاك الذي هيّأ للثعالب ولطيور السماء وسائل الراحة الطبيعية، كان «ليس له أين يسند رأسه» (لوقا9: 58).

الرأس المقتدِر: في العهد القديم يُكتب عن النذير (الشخص الذي خصص حياته للرب) «انتذار إلهه على رأسه» (عدد6: 7)، ومن مثل المسيح، كالإنسان، كان نذيراً حقيقياً؛ إذ لم تكن لمسرات العالم مكان في قلبه.  بل حتى الحقوق المشروعة للإنسان - الأكل والشرب والمبيت - لم يطلبها بل كان عنوان حياته في طاعة وخضوع كاملين «طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني» (يوحنا4: 24). 

الرأس الُمكَّرم: عاش غريباً على الأرض مرفوضاً من الناس، وفي الوقت الذي تدور فيه المشاورات وترسم الخطط بين  رؤساء الكهنة والكتبة وشيوخ الشعب للقبض على يسوع وقتله، وفي الوقت الذي باعه يهوذا بالرخيص، وُجدت امرأة أراحته وكّرمته فسكبت على رأسه الكريم الطيب الغالي الثمن (متى26: 7).

الرأس الُمكلَّل والمضروب: كم احتملت ربَّنا المعبود!  في مشهد عجيب، وسط الجنود القساة، كان المسيح موضوع السخرية والهزء والاحتقار، ومن نتاج الأرض الملعونة أتى العسكر بالشوك وضفروه إكليلا وغرزوه في جبين الرب، وبالقصبة ضربوه على رأسه (متى27: 29 ،30).

الرأس المكتوب فوقها عِلّة المصلوب: كانت توُضَع لافتة فوق رأس المصلوب تبين جريمته، وإذ سبق بيلاطس وأقر بأنه لم يجد في المسيح علة للموت، فلم يجد ما يكتبه إلا «يسوع ملك اليهود» (متى27: 37).

الرأس المنكَّس: وقد وصل الرب إلى قمة آلام الصليب وبعد أن أكمل العمل وأحتمل كل دينونتنا نكس رأسه الكريم ليرفع رؤوسنا التي أحنتها ونكستها الخطية (يوحنا19: 30).

الرأس المتوَّج: في يوم آتٍ قريباً سيظهر المسيح كملك الملوك، وذلك الرأس المُتعَب المُهان، الذي كُلِّل بالشوك وضُرب بالقصبة، سيكون عليه تيجان كثيرة لكونه صاحب الحقوق الكثيرة التي سيملك بموجبها (رؤيا19: 12).

معين بشير
 

الصفحة الرئيسية - إتصل بنا - نبذة عن المجلة

كتّاب المجلة - أعداد نحو الهدف السابقةصفحة البحث

©2010 Nahwal Hadaf